ملفات » التحالف الإسلامي العسكري

علماء ومفكرون: السعودية تكتب الفصل الأخير في الحرب على الإرهاب

في 2015/12/18

المدينة السعودية-

أشاد عدد من المفكرين وعلماء الدين المصريين والعرب بإنشاء المملكة التحالف العسكري الإسلامي، مؤكدين في تصريحات لـ«الرسالة» أن التحالف جاء في وقته المناسب، وأثبتت القيادة الرشيدة في المملكة من جديد أن قضايا الأمة حاضرة دوما في خاطرها، كما اعتبروا أن «التحالف» يعد خطوة متميزة لتحسين صورة الإسلام.

أعرب الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر، عن سعادته الشديدة بتشكيل ذلك التحالف، مشيرًا إلى أنه جاء في وقته المناسب، ليشكل إشارة للغرب بأن العالم الإسلامي سيتصدى بقوة عسكرية حاسمة لتلك الجماعات الإرهابية. وقال: إن التركيز على الجانب الفكري في المواجهة يجعلها شاملة وتحقق الأهداف المرجوة منها، وأن الإرهاب قبل أن يتحول إلى دم، هو فكرة في البداية تعمل أجهزة مختلفة على إشعالها في النفوس والعقول.

ولفت إلى أن النجاح الذي حققته المملكة في قيادتها للتحالف العربي في اليمن، يؤكد قدرتها في قيادة تحالف يخلص العالم كله من جرائم داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية، مطالبا الجميع ببذل الجهد لدعم هذا التحالف.

ودعا علماء الدين للتأكيد على توافق الهدف، الذي أنشئ من أجله التحالف مع صحيح الدين، مناشدا الإعلام بحشد الدعم الشعبي له حتى ينجح في القضاء على الظاهرة التي شوهت الإسلام والمسلمين طيلة الفترة الماضية.

وأضاف مهنا أن المملكة أدركت قبل الجميع أهمية تشكيل مثل هذا التحالف، بعد أن فرضت الأوضاع على الأمة التحرك، لوضع نهاية للصراع الدامي، الذي تقوده الجماعات الإرهابية ضد البشرية كلها بصفة عامة وضد المسلمين بصفة خاصة.

وأوضح أنه يكفي ما صنعته تلك الجماعات في حق الإسلام والمسلمين والتوتر الذي تسببت فيه في العلاقات بين الغرب والشرق ومناخ عدم الاستقرار، الذي ساد في المنطقة كلها والصراع بين أبناء الدين والوطن الواحد، بعد أن خدعت بعض الشباب وغررت بهم لينضموا إليها ويعتنقوا أفكارها التكفيرية وهو ما خدم أعداء الأمة الإسلامية.

وشدد على ضرورة تضامن كل المسلمين مع التحالف، باعتباره نقطة تحول حقيقية في تاريخ الأمة الإسلامية، وخلص إلى أن هذا التحالف التاريخي بين دول العالم الإسلامي سيجتث الإرهاب من جذوره.

وأعرب عن أمله في أن يمثل بداية حقيقية لتعاون جاد بين دول العالم الإسلامي ليمتد على كل الأصعدة، بما يحقق آمال وطموحات الشعوب، معربا عن دعمه الكامل لجهود هذا التحالف في القضاء على الإرهاب.

قال الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس هيئة الشئون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة: إن الإمارات سارعت للانضمام لهذا التحالف لثقتها الكاملة في الشقيقة الكبرى المملكة، وإدراكا منها لأهمية دعم أي عمل يساهم في لم الشمل الإسلامي ومواجهة الأطماع الإقليمية والدولية.

وأضاف الكعبي أن الأمة كانت في حاجة ماسة لتشكيل مثل هذا التحالف العسكري حتى تكون لها كلمة الفصل في القضاء على الإرهاب بعد أن ظلت طويلا تنتظر التدخل الخارجي دون جدوى.

وأشار إلى أن الغرب لديه حساباته الخاصة، ولهذا لا يواجه الإرهاب مواجهة صريحة، وإنما يوجه له ضربات متفرقة لم تقض عليه، بل ساهمت في وجود بعض الآراء المؤيدة له، وعلى العكس عندما يوجه العالم الإسلامي ذاته الضربات الموجعة للعناصر الإرهابية فالأمر سيختلف وسيلتف الرأى العام الإسلامي كله خلف قواته وجيوشه المسلحة في معركة أقل ما توصف بأنها المعركة الأولى التي تستهدف بتر العناصر المسيئة للإسلام.

وأضاف الكعبي أن المشاركة في هذا التحالف لابد أن تنبع من الإيمان بالله والعقيدة الإسلامية، وإدراكًا لأهمية الوقوف مع الحق ونصرة المظلوم وردع الظالم، مشددًا على ضرورة العمل مع دول التحالف الإسلامي لردع الظالمين واستعادة الصورة الصحيحة للإسلام.

وأكد أن الشهداء الذين سيسقطون في تلك الحرب سيكونون كمن سقط قبلهم في اليمن في ميدان الواجب والشرف، وهم تاج فوق الرؤوس وأوسمة على صدور الجميع، مشيرًا إلى أن اختلاط الدم الإسلامي سيكون فى هذه الحالة دفاعا عن الحق ولنصرة المظلوم ومواجهة الظالم المعتدى الذي أساء للدين.

وأشار إلى ان انضمام هذا العدد الكبير من دول العالم الإسلامي للتحالف العسكري الجديد يدل على قوة اللحمة الإسلامية، مؤكدًا أن علماء الدين سيعملون على استغلال تلك المعركة على التأكيد على أهمية التعاضد الإسلامى في شتى المجالات لمواجهة الأطماع الخارجية والإقليمية في الأمة العربية والإسلامية.

قال الدكتور جعفر عبدالسلام، أمين عام الرابطة العالمية للجامعات الإسلامية المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي وأستاذ القانون الدولى بجامعة الأزهر: إن المملكة تؤكد من جديد قدرتها على لم شمل الأمة، حيث نجحت في تأسيس ذلك التحالف دون ضجيج لتعطي درسا للجميع في كيفية الإدارة الهادئة للملفات الساخنة.

وشدد على أن تأسيس تحالف عسكري ضخم مكون من جيوش 35 دولة إسلامية يعني ببساطة أن المملكة قررت التدخل لوضع نهاية لفرقة العالم الإسلامي، وهو ما كان يستغله الأعداء في دعم الإرهاب والإرهابيين ما أدى بالتالي لتوسع الجماعات الإرهابية بهذا الشكل وتوحشها. ولفت إلى أن الجميع لم يدركوا أن الإرهاب سيطال كل الدول دون استثناء رغم التحذيرات التي أطلقها القادة في المملكة والعديد من بلدان العالم الإسلامي، إلا أن البعض أغمض عينيه متعمدا حتى يستمر الإرهاب، إما خوفا من وصول يد الإرهاب لأراضيه، وإما لأنه يحقق مكاسب سياسية من وراء وجوده.

وقال: إن تشكيل المملكة لتحالف إسلامي صريح يتصدى عسكريا لهذا الإرهاب تطبيقا للمثل القائل «ما حك جلدك مثل ظفرك»، يستدعي الدول الإسلامية لتلبية دعوة المملكة ووأد الخلافات، حتى تخرج عمليات التحالف حاسمة ومنسقة لتضرب الإرهاب الضربة القاضية.

قال الدكتور محمد البشاري، رئيس الفيدرالية الإسلامية في فرنسا وأمين عام الكونجرس الإسلامي في أوروبا: إن هذا التحالف يصب في صالح الإسلام في كل مكان، وسوف تستغله الجاليات الإسلامية في الغرب للتأكيد على أن المسلمين قرروا أن يحاربوا الإرهابيين بأنفسهم.

ولفت إلى أن الإعلام الغربي كان يروج دائما أن المسلمين راضون عن إرهاب داعش، والدليل أنهم لا يواجهونه، ولكن اليوم فإن ذلك التحالف أعطى القول الفصل أن القضاء على هذا الإرهاب سيكون بأيدي إسلامية.

ودعا الله لكل ضابط وجندى من كل دول العالم الإسلامي، كي ينتصروا على تلك العصابات الغاشمة المأجورة من قبل قوى لا تريد الخير للإسلام ولا للمسلمين، وإنما تريد الشر لنا جميعا.

واعتبر أن وأد تلك الجماعات يعد تدخلا استراتيجيا مطلوبا وبشدة لوقف المحاولات الحثيثة، التي يبذلها الإرهابيون لإدخال مزيد من بلدان العالم العربي والإسلامي لغياهب الفوضى، مستدلاً على ذلك بما حدث في اليمن وسوريا وليبيا وقبل أفغانستان والعراق.

وأكد على دعم وتأييد ذلك التحالف الذي يعبر وبصدق عن رغبة كل مسلم للتخلص من الإرهاب الذي يسعي إلى تقسيم المنطقة وتحقيق أجندات خارجية لتفتيت العالم العرب، مؤكدًا أن أبلغ رد على تلك المحاولات الإرهابية، هو السعي بكل قوة لتحويل التحالف لقوة عسكرية على أرض الواقع تتدخل فى كل مكان لوأد الإرهاب ولتحمي مصالح الدول الإسلامية جميعا، ومواجهة الإرهاب الدولي، والذي يسعى إلى التفشي بالمنطقة العربيه والإسلامية.

وأضاف البشارى أن تشكيل هذا التحالف يرسل رسائل واضحة للعالم كله، وأيضا لتلك الجماعات الإرهابية، أن الأمة الإسلامية ستتحرك لنصرة المظلوم من أبنائها من بطش تلك الجماعات الإرهابية، التي تسعى للهيمنة على مقدرات الضعفاء.

قال القيادي الجهادي السابق نبيل نعيم لـ«الرسالة»: إن اتخاذ قرار تشكيل قوة إسلامية مشتركة بقيادة المملكة لمحاربة الإرهاب جاء في وقته لتوجيه رسالة لكل القوى المتطرفة، التي تستخدم السلاح تحت دعاوى الجهاد، أنه لن يكون لها وجود في العالم الإسلامي وأن الحرب القادمة ستكون بين القوي المعتدلة التي تمثل غالبية المسلمين وبين قوى التطرف التي تسيء فهم الإسلام وتطبيقه. واعتبر الإعلان يمثل أبلغ رد على دعاة التطرف في الغرب الذين يحاولون لصق تهمة الإرهاب بالإسلام ومحاربة المسلمين وطردهم من البلدان الغربية تحت دعوة أن كل مسلم إرهابي، وهي ظاهرة روج لها اليمين الأمريكي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وقال: إن محاولة البعض استغلال التطرف الإسلامي لتأكيد نظرية الاسلامو فوبيا لمحاربة عموم المسلمين، استعدائية تتناسى وتغفل الدور الذي تلعبه الدول الإسلامية في التعاون الدولي سياسيا واقتصاديا وعلى كل الأصعدة، قائلا: إن تغافل المتشددين في الغرب عن أن الإرهاب يعاني منه المسلمون أنفسهم أكثر من أي مجتمعات أخرى، فهو عداء مستحكم للإسلام، مضيفا: إن القوة الإسلامية كشفت مدى التطرف اليميني تجاه الإسلام، ولدى بعض أبناء الإسلام، وقال: إن تنظيم داعش جلب محاربين من دول أجنبية عدة مما يشير إلى خطر انتشار التطرف في الغرب وأن التضييق على الإسلام المعتدل يخلق فرصا مواتية للإرهاب.

واعتبر نعيم أن الدعوة لمحاربة الإرهاب فكريا وإعلاميا إلى الجانب العسكري، تشير إلى الهبة الإسلامية في محو فكرة الإرهاب عقائديا مما يسهم في تحجيم الظاهرة ويؤتي ثمارا أفضل من المواجهة العسكرية فقط، والتي تطال في الغالب مدنيين من دون ذنب مثلما يحدث في سوريا والعراق.