السلطة » صراعات قبلية

الانتخابات البلدية القبلية ( 1/2)

في 2015/12/16

علي القاسمي- الحياة السعودية-

 ربما كان عنوان المقالة الخلاصة الأبرز من مشوار المجتمع حتى تاريخه مع الانتخابات البلدية، وعلى رغم أنها تخرج من دورتها الثالثة، لكن خروجاً مكرراً مع ترد صريح وواضح في نسبة التعاطي والثقة بها، ويبدو أن اللجان المشرفة على المجالس والانتخابات لا تعمل إلا بضعة أشهر كل أربع سنوات، فيما تسير العربة بهدوء وبفقدان تام للأهداف ومؤشرات الاطمئنان والتفاؤل، كتبت لحظة إعلان الأسماء في منطقتي، وهي امتداد لمناطق المملكة الأخرى أننا بهذه الصورة المعلبة والمكررة لن نذهب بعيداً مع الانتخابات ما دامت طبول التصويت تدق على أنغام «فزعتكم / ولدنا / ولد شيخنا / ننصاكم / يا رجال / رفيقنا»، ولو أن حماسة الناخبين تسير بالدرجة العاطفية المتحمسة ذاتها في الترشيح العاطفي أو الجبري لكانت تنميتنا في صورة مبهجة أخرى.

مفهوم المجالس في الذهنية الشعبية أنها أشبه بمجالس مالية وخدمية لمرابع ومراتع الصبا للأعضاء ومواطن سكنهم ومعيشتهم، ولن تؤسس الانتخابات بهذه الطريقة لمجتمعات مختلفة، بل ستضطر التاء للعودة للمركز الثاني بالتبادل مع الخاء، ونحن نمارس متعة الضحك وندب الحظوظ وأن السوء في غيرنا لا فينا.

الفزعة القبلية تدفع بمن قضى حياته بحثاً عن ضوء موقت وشعبية سريعة التحضير، وإن التقت الفزعة القبلية بقوائم متبناة ومدعومة من بعض المحتسبين فهنا تصبح المسرحية بالغة النجاح، ولذا فلا أرشح مطلقاً لرفع صلاحيات المجالس البلدية ما دامت تسمح للأسماء بأن تتربع على كراسيها بدافع الفزعة والاحتساب، تكررت التجربة ثلاث مرات متتالية، ولكنه تكرار ممل بارد وبعزوف شعبي، إن لم يُقرأ بشكل جيد فلن تكون هذه التجارب سوى ضجيج موقت وهدر مالي ورقص في المربع الأول.

أعرف أسماء ترشحت وهي لا تفرق بين المجلس البلدي وكذلك اللحم البلدي، وأعرف أسماء انتصرت في معركتها الوحيدة الشرسة لأنها آمنت بأن المجلس البلدي فعل تنظيري شكلي بلا حساب ولا سؤال ولا مكاشفة ومساءلة، طبعاً على اختلاف الوعي الشعبي بين مساحة وأخرى، فهناك مساحات يتقاطع أهلها تماماً مع دور المجلس ويلاحقونه في أمكنة كثيرة، ثم يصدمون بأن الحكاية كلها صراخ واستجداء للوصول إلى الكرسي المنتظر، وعندها لكل حادث حديث وتسود الخيبة وينمو الملل.

إعادة دراسة المجالس البلدية من زوايا عدة حاجة ملحة كي لا يذهب مجتمعنا ضحية تنظير وكذب منمق وحشود تذهب لأنها تستحي من شيخها الديني أو القبلي أو لا تزال تحت خوف أن يضر بها إن لم تقف في صفه وتسانده، مظلم أن تجتمع القبائل لترشيح من تراه من أبنائها بلا وعي، ومؤلم أيضاً أن تُعد القوائم الصالحة على يد المحتسبين والمنتصرين على أي حالة ولو بصب كاسات القهوة، من لا يؤمن بوجود تسطيح في الانتخابات البلدية، وأن المجتمع يذهب في صحبتها لحال من السخرية والتجاهل التام، فهو مجامل وراغب في مزيد من المكاسب والمصالح وعاجز بالمقام الأول، بعد غد أكمل لكم ماذا يجب أن يحدث فعلاً في منظومة المجالس البلدية؟ مع شكري للجهة المشرفة على الانتخابات في شفافيتها عند عرض النتائج الأولية لعملية الاقتراع والفرز في اللجان المحلية مع أنها قاتلت لرفع عدد الناخبين بأية وسيلة كانت، أشكرها لأنها قدمت الأرقام الحقيقة والنسب المخجلة في مشرع الانتخاب الأعرج، وكأنها تقول: هذه الحقيقة وفعلنا الممكن، لكن الواقع يقول إن الناخبين يذهبون لخدمة الأشخاص لا خدمة الأمكنة، وهنا سطر رخو بنقطة توقف قسرية!

http://www.alhayat.com/Opinion/Ali-El-Ghasmi/12787440

الانتخابات البلدية القبلية ( 1/2)

علي القاسمي

 ربما كان عنوان المقالة الخلاصة الأبرز من مشوار المجتمع حتى تاريخه مع الانتخابات البلدية، وعلى رغم أنها تخرج من دورتها الثالثة، لكن خروجاً مكرراً مع ترد صريح وواضح في نسبة التعاطي والثقة بها، ويبدو أن اللجان المشرفة على المجالس والانتخابات لا تعمل إلا بضعة أشهر كل أربع سنوات، فيما تسير العربة بهدوء وبفقدان تام للأهداف ومؤشرات الاطمئنان والتفاؤل، كتبت لحظة إعلان الأسماء في منطقتي، وهي امتداد لمناطق المملكة الأخرى أننا بهذه الصورة المعلبة والمكررة لن نذهب بعيداً مع الانتخابات ما دامت طبول التصويت تدق على أنغام «فزعتكم / ولدنا / ولد شيخنا / ننصاكم / يا رجال / رفيقنا»، ولو أن حماسة الناخبين تسير بالدرجة العاطفية المتحمسة ذاتها في الترشيح العاطفي أو الجبري لكانت تنميتنا في صورة مبهجة أخرى.

مفهوم المجالس في الذهنية الشعبية أنها أشبه بمجالس مالية وخدمية لمرابع ومراتع الصبا للأعضاء ومواطن سكنهم ومعيشتهم، ولن تؤسس الانتخابات بهذه الطريقة لمجتمعات مختلفة، بل ستضطر التاء للعودة للمركز الثاني بالتبادل مع الخاء، ونحن نمارس متعة الضحك وندب الحظوظ وأن السوء في غيرنا لا فينا.

الفزعة القبلية تدفع بمن قضى حياته بحثاً عن ضوء موقت وشعبية سريعة التحضير، وإن التقت الفزعة القبلية بقوائم متبناة ومدعومة من بعض المحتسبين فهنا تصبح المسرحية بالغة النجاح، ولذا فلا أرشح مطلقاً لرفع صلاحيات المجالس البلدية ما دامت تسمح للأسماء بأن تتربع على كراسيها بدافع الفزعة والاحتساب، تكررت التجربة ثلاث مرات متتالية، ولكنه تكرار ممل بارد وبعزوف شعبي، إن لم يُقرأ بشكل جيد فلن تكون هذه التجارب سوى ضجيج موقت وهدر مالي ورقص في المربع الأول.

أعرف أسماء ترشحت وهي لا تفرق بين المجلس البلدي وكذلك اللحم البلدي، وأعرف أسماء انتصرت في معركتها الوحيدة الشرسة لأنها آمنت بأن المجلس البلدي فعل تنظيري شكلي بلا حساب ولا سؤال ولا مكاشفة ومساءلة، طبعاً على اختلاف الوعي الشعبي بين مساحة وأخرى، فهناك مساحات يتقاطع أهلها تماماً مع دور المجلس ويلاحقونه في أمكنة كثيرة، ثم يصدمون بأن الحكاية كلها صراخ واستجداء للوصول إلى الكرسي المنتظر، وعندها لكل حادث حديث وتسود الخيبة وينمو الملل.

إعادة دراسة المجالس البلدية من زوايا عدة حاجة ملحة كي لا يذهب مجتمعنا ضحية تنظير وكذب منمق وحشود تذهب لأنها تستحي من شيخها الديني أو القبلي أو لا تزال تحت خوف أن يضر بها إن لم تقف في صفه وتسانده، مظلم أن تجتمع القبائل لترشيح من تراه من أبنائها بلا وعي، ومؤلم أيضاً أن تُعد القوائم الصالحة على يد المحتسبين والمنتصرين على أي حالة ولو بصب كاسات القهوة، من لا يؤمن بوجود تسطيح في الانتخابات البلدية، وأن المجتمع يذهب في صحبتها لحال من السخرية والتجاهل التام، فهو مجامل وراغب في مزيد من المكاسب والمصالح وعاجز بالمقام الأول، بعد غد أكمل لكم ماذا يجب أن يحدث فعلاً في منظومة المجالس البلدية؟ مع شكري للجهة المشرفة على الانتخابات في شفافيتها عند عرض النتائج الأولية لعملية الاقتراع والفرز في اللجان المحلية مع أنها قاتلت لرفع عدد الناخبين بأية وسيلة كانت، أشكرها لأنها قدمت الأرقام الحقيقة والنسب المخجلة في مشرع الانتخاب الأعرج، وكأنها تقول: هذه الحقيقة وفعلنا الممكن، لكن الواقع يقول إن الناخبين يذهبون لخدمة الأشخاص لا خدمة الأمكنة، وهنا سطر رخو بنقطة توقف قسرية!