دول » قطر

وزير الخارجية : قطر تساند تطلعات الشعوب وخياراتها ولا تدعم حزبا أو توجهًا سياسيًا

في 2016/03/30

الشرق القطرية-

أكد سعادة السيد محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية التزام دولة قطر بالوقوف إلى جانب تونس ودعم تجربتها الرائدة التي تتّسم بالنّجاح وبحكمة كافّة القوى السياسية.

وقال سعادة وزير الخارجية في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة "نسمة" التونسية أن قطر تساند تطلعات الشعوب وخياراتها، ولا تدعم حزبا أو توجها سياسيا، مشيرًا إلى أن الدعم القطري هو دعم للدول الشقيقة ولشعوبها، بغض النظر عمن يقود الحكومة، وهو الأمر الذي يؤكده استمرار هذا الدعم وعدم انقطاعه في أي وقت من الأوقات، لأنه حق للأشقاء علينا انطلاقا من العلاقات الأخوية.

وقال سعادة السيد محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية، خلال زيارته إلى تونس والتي استمرت يومين، أن هذه الزيارة تأتي في سياق العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين، معلنا أنّه كلّف بحمل رسالة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى فخامة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، مشيرًا إلى أنّ برنامج زيارته تضمّن بالإضافة إلى بحث سبل التعاون لدعم الاقتصاد التونسي التشاور مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي حول الوضع الليبي.

وكانت هذه الزيارة رفيعة المستوى محط اهتمام ومتابعة وسائل الإعلام التونسية والعربية والدولية المعتمدة بتونس، حيث بثت القناة التلفزية الخاصة " نسمة" حوارا مع سعادة السيد وزير الخارجية.

وفي رده على سؤال حول تطور علاقات دولة قطر بتونس وتحديدا بحركة النهضة خاصة بعد فوز حركة نداء تونس في الانتخابات الأخيرة، قال معالي محمد بن عبد الرّحمن آل ثاني وزير الخارجية: "عندما دعمت دولة قطر تونس كان دعما من دولة إلى أخرى شقيقة بغض النظر عمن يقود الحكومة آنذاك، وإذا كانت النهضة قد غادرت الحكم في وقت من الأوقات فهذا لا يعني أن الدعم القطري لتونس سيتراجع أو سيتوقف، بل إننا واصلنا برامج التعاون التي تربط بيننا... فنحن نعتبر أن التجربة التونسية هي تجربة ناجحة، ومثال جيد للتعايش بين مختلف الأحزاب... وعلاقاتنا المتينة لا تخضع إطلاقا لمسألة صعود حزب معين إلى سدة الحكم أو فوز حزب آخر في الانتخابات، ونحن نقدم الدعم للشقيقة تونس بغض النظر عن الخلفيات السياسية أو الحزبية... وعموما نحن نطمح معكم إلى أن تكون تونس دولة أمنة مستقرة منيعة يطيب بها العيش، نحن نهتم بالشعب التونسي في المقام الأول، وهو نبراسنا في كل برامجنا التعاونية، ونحن نتحرك من منطلق الواجب الأخوي ونعتبر أن من حق تونس علينا كدولة عربية شقيقة أن نقدم لها كل الدعم وهو منطلقنا الوحيد في علاقاتنا الأخوية".

وفيما يتعلق بمسألة إسناد تونس في معركتها ضد الإرهاب، وارتباط ما يحصل في تونس في هذا المجال بما يحصل في الشرق الوسط من نزاعات، شدد سعادة وزير الخارجية على أن موقف دولة قطر واضح في هذا المجال فهي تعتبر الإرهاب آفة على المجتمعات العربية، مضيفا أن دولة قطر لا تتردد في جميع الأحداث التي سجلت عن التعبير عن موقفها وإدانتها لاستخدام العنف مهما كان نوعه بهدف تغيير وضع معين.

وقال: "إن دعم دولة قطر لتونس في المجال الاقتصادي إنما يهدف إلى تحقيق استقرار الدولة وبالتالي تجنب ظهور مثل هذه الآفات وانتشارها، كذلك وفي الإطار الأمني، نحن كدولة شقيقة لتونس نسعى إلى إسنادها حتى تظل مستقرة وتحافظ على أمنها، وأذكر هنا أنه تم خلال عام 2012 دعم تونس عسكريا. وأعلن سعادته أنه تقرر خلال زيارته الحالية إلى تونس منح تونس دعما آخر في مجال الإسهام في جهود تونس لمكافحة الإرهاب، وفي هذا تعبير صادق عن وقوف دولة قطر إلى جانب الشعب التونسي وستكون لنا مساهمة في دعم جهاز الأمن التونسي حتى يقوم بواجبه على أفضل وجه في مقاومة آفة الإرهاب". نافيا في ذات السياق "أي علاقة بين قطر والمجموعات التي تحمل السلاح وتقتل وتهجّر المدنيين في سوريا وليبيا".

وفي تعقيبه على سؤال وجهه الصحفي الرئيسي بقناة "نسمة" الخاصة برهان بسيس حول خروج دولة قطر إلى العالم عبر بوابتها الدبلوماسية ووقوفها إلى جانب ثورات الربيع العربي، وهل ينتابها ندم حول هذا الموقف الداعم للتغيير في دول عربية عديدة باعتبار أنها وضعت بيضها في سلة واحدة ألا وهي سلة الإسلام السياسي، قال سعادة وزير الخارجية: "قطر وضعت بيضها في سلة واحدة وهذا أمر نتفق بشأنه، إلا أنها لم تضعه في سلة الإسلاميين، بل إن دولة قطر وضعت بيضها في سلة الشعوب ومن يختاره الشعب وما يتمخض من نتائج لرغبات الشعوب من خلال مكاتب الاقتراع في الانتخابات، فإن دولة قطر تدعم هذا المخرج الشعبي الأساسي والإستراتيجي بالنسبة إلينا... ولكن دولة قطر لم تدعم حزبا سياسيا بعينه ولا توجها سياسيا دون آخر... فكل من يشارك في الحياة السياسية وكل من وصل إلى سدة الحكم، فإنه من منطلق الأخوة التي تجمعنا علينا أن ندعمه...والتاريخ يشهد أن دولة قطر لم تدعم دولة معينة على خلفية وصول الإسلاميين إلى الحكم ومن ثم قطعت هذا الدعم بعد خروجهم من السلطة". وجدد سعادة السيد وزير الخارجية التزام بلاده بالوقوف إلى جانب تونس ودعم التجربة التونسية الرائدة التي تتّسم بالنّجاح وبحكمة كل القوى السياسية.