دول » السعودية

بعد مأزق #حكاية_حسن.. كيف ستحتوي العربية غضب السعوديين؟

في 2016/02/23

أحمد محمد - الخليج أونلاين-

هزّت الانطباعات السلبية والتعليقات الحادة التي غرقت بها شبكات التواصل الاجتماعي، والرافضة لبث قناة العربية فيلماً عن زعيم مليشيات حزب الله حسن نصر الله بعنوان "حكاية حسن"، الفضائية الشهيرة وأربكتها، بل ربما تدفعها لأن تعيد النظر برأس قيادتها كما بدأت بعض المواقع الإخبارية تسرّب.

وراجت على شبكة الإنترنت منذ صباح الاثنين، أنباء عن إعفاء تركي الدخيل، مدير قناة العربية من منصبه على خلفية عرض الفيلم الذي أثار جدلاً واسعاً، وتعيين سلمان الدوسري رئيس تحرير الشرق الأوسط بدلاً منه، وهي الأخبار التي تناقلتها مواقع إخبارية عديدة، إلا أن "الخليج أونلاين" لم يقف على مصدر موثوق يؤكدها.

وبالرغم من ذلك، تبقى فكرة إقالة تركي الدخيل من منصبه كمدير للقناة أحد ثلاثة سيناريوات لامتصاص غضب الناس على الأقل من بث الفيلم، الذي كان للدخيل النصيب الأكبر من الهجوم الذي نالته القناة بعد عرضه.

وبثت العربية الفيلم بعد يوم واحد من قرار المملكة العربية السعودية وقف الدعم المالي المقدرة قيمته بـ4 مليارات دولار خصصت لتسليح الجيش اللبناني وقوات الأمن، بسبب هيمنة حزب الله على القرار في لبنان واختطافه للإرادة السياسية في هذا البلد؛ الأمر الذي رآه المغردون وبينهم صحفيون بارزون ومشاهير يتناقض بشكل واضح مع السياسة التحريرية للقناة التي عرفت بتناغمها مع المواقف الرسمية السعودية.

ورأى المغردون أن الفيلم "يلمّع ويروّج" لزعيم مليشيات حزب الله التي تشارك قواته في الحرب على الشعب السوري إلى جانب نظام الأسد وروسيا والمليشيات الإيرانية والعراقية الطائفية، ولا يخلو أي خطاب له أو بيان من بيانات حزبه تقريباً من التهجم على السعودية وقيادتها.

اعتبر المغردون أن الفيلم وتوقيت عرضه دعاية مجانية مقدمة من القناة إلى "حزب الله"، لا سيما في ظل الأزمة والتوتر القائم بين السعودية ولبنان على خلفية المواقف الداعمة لإيران والمتأثرة من "حزب الله".

وعيّنت إدارة شبكة "إم بي سي" تركي الدخيل، خلفاً لعادل الطريفي في إدارة القناة بعد أن عين العاهل السعودي الملك سلمان الذي كان قد تسلم السلطة حديثاً، الطريفي وزيراً للإعلام، في يناير/ كانون الثاني 2015، ولا يعرف ما إذا كانت عاصفة "حكاية حسن" ستطيح بالدخيل، الذي يعرف نفسه في تويتر بـ "صحفي في قناتي العربية والحدث".

ثاني السيناريوات، هو ببساطة أن تعتذر قناة العربية لجمهورها الغاضب عن بث الفيلم، وقد ينتهي الأمر هنا.

ثالث السيناريوات، هو أن تعمد العربية إلى استدراك الموقف في خطابها الإعلامي، وهو ما ظهر فعلاً في عدد من التقارير والمواد التي تخلو منها "لغة الصحافة"، كالتقرير الذي أعدته الزميلة رولا الخطيب تحت عنوان "نصر الله .. جندي الولي الفقيه في وجه العرب"، وبثته القناة ونشر مكتوباً على "العربية نت"، وهو تقرير إنشائي مرسل لا هدف له -كما هو واضح- إلا ترقيع الثغرات التي أحدثها الفيلم، فهو لا يحتوي على معلومات ولا مضمون لمادة صحفية مهنية.

وتبدأ المادة بالقول: "يعمل أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، على جعل لبنان العربي فارسياً. وعلى هذا الخط ارتكب مجازر ووجه الاتهامات للعرب والسنة".

وتنتهي سريعاً، بالقول: "وفي هذا الاتجاه، يتهم نصر الله، قادة العرب السنة بالسعي للصداقة مع إسرائيل، وهي اتهامات باطلة الهدف منها التخوين وشق الصفوف وبث الكراهية الطائفية"، هكذا؛ كما لو كانت خاطرة أو مقالة رأي.

وكذلك مادة تحمل عنوان "دويلة حزب الله.. أنفاق ومدارس وحماية مطلوبين"، يحمل توقيع "العربية نت" بدون اسم كاتب، وهي مادة إنشائية أخرى يراد لها أن تسهم بعملية ترقيع صورة القناة "المنسجمة" مع السياسات السعودية، عبر سرد لبعض أساليب الحياة في الضاحية الجنوبية المعروفة للقاصي والداني.

وهناك سيناريو رابع، وهو الصمود أمام العاصفة إلى أن تخبو، وحتى ذلك الوقت تعمد إلى إطفاء الحرائق، عبر تجنيد فرقها الصحفية التي تكتسب شعبية كبيرة على شبكات التواصل لحشد أصوات ضد المعترضين، وقد بدأت بذلك على أكثر من صعيد.

وأولى خطواتها في هذا الصدد، كان إطلاق فيديو غير رسمي، "مدعوم" بشرح "تلقيني" يكشف كيف أن الفيلم "يفضح" حزب الله، وهو فيلم يعرض مقتطفات من الفيلم ذاته، لكنها تدين الحزب بطريقة "من فمك ندينك" وهي الطريقة التي "لا يراها أعداء قناة العربية" وفق ما جاء على لسان واحد من صحفيي القناة.

كما تعرضت القناة عبر برنامجها "تفاعلكم"، الأحد، للآراء التي "اشتعلت" بها شبكات التواصل الاجتماعي وتناولت الانتقادات التي تعرض لها، محاولة في الوقت نفسه تقديم صورة أخرى عنه تدين نصر الله.

الطريقة الثانية؛ الإقناع المباشر عبر سرد طريقة العربية، وقد تولى هذه المهمة المذيع بالقناة عمر النشوان عبر سلسلة من 12 تغريدة، أكد في آخرها أن العربية لن تغير موقفها، والصحفي بديع يونس، الذي غرد سلسلة تغريدات تناولت الفيلم وعرضت كيف يؤثر بالمشاهد، وكان على "اللبيب أن يفهم من الإشارة".

الطريقة الثالثة كانت استنطاق علماء شريعة سعوديين، إذ بثت المذيعة في قناة العربية، هديل عليان، على حسابها على تويتر، ما قالت إنها رسالة "أستاذ في كلية الشريعة في الرياض" حول الفيلم، يفنّد فيها ما يراه المنتقدون في الفيلم.

ولم تذكر الإعلامية اسم أستاذ الشريعة الذي تنقل عنه.