دول » السعودية

جرائم تقشعر لها الأبدان

في 2016/02/22

شريفة الشملان- الرياض السعودية-

لعل الإدمان على متابعة الحروب وكثر رؤية الحوادث بالصحف والجرعات الكبيرة من مشاهد الجرائم في مجالات التواصل الاجتماعي، كل ذلك مع الضغوطات الفردية وفي مناسبات كثيرة نار الحقد الأعمى لها أثر كبير في زيادة الجرائم، كما أن قلة الحلم وعدم التعود على الصبر وكبح جماح الغضب يقود لأفعال وجرائم يقشعر لها بدن الإنسان السوي، ناهيك عن مناظر لا يستطيع الإنسان العادي تحملها من قطع للرؤوس أو قتل وحرق وتقطيع. وكأن هناك برمجة خاصة للعنف، ومنه العنف الأسري، المؤدي للقتل والتمثيل.

من يصدق في مجتمع مؤسس على احترام وطاعة الوالدين بل والعناية بالأم بوجه الخصوص أن تُضرب أمهات ويعنفن بالقول والفعل بل وتقتل الأم، ونجد الصحف للأسف تبرر الفعل، يتعاطى مخدرات، ليس بكامل وعيه.. أي ابن هذا وأي إنسان هذا الذي ينسيه المسكر كل شيء. ومن أين تأتي كميات الخمور والمخدرات التي تفعل هذا الفعل الشنيع.

عدم الصبر وقلة الحكمة والحلم تجعل ثلاثة شباب يعتدون على مقيم ويضربونه حد الموت، وليس هذا فقط لم يكتفوا بجريمة القتل ولم يخافوا من العقوبة بل راحوا يدهسونه بسيارتهم!! .. كيف أقدموا على ذلك وكيف فعلوها وكيف لم يردعهم لا ضمير ولا خوف ولا رحمة؟

أما جريمة ذبح أب لابنه فهي شيء أكبر من احتمال العقل البشري، وأيضاً أتى من يبرر بأنه كان تحت تأثير رؤيا، وكأنه إبراهيم وإسماعيل. ولكنه مجرم أصيل، فسبق أن قتل عمه وتمت تسوية مع أصحاب الدم مقابل دفع مبالغ هائلة وخرج من السجن ليقتل أقرب الناس له بل ينحر ابنه الصغير ذا العشرة أعوام.. وربما أن عملية جمع الديات التي نصبت لها الخيام كي يتبرع له تحت شعار عتق رقبة، هذا الإنقاذ جعله يطير رقبة ابنه بإصرار وترصد، هذا الإصرار الذي جعله يأخذ الطفل من مدرسته وينحره كالخروف، لا أدري كيف سار به وكيف قتله وكيف مر بالسكين على عنق هذا الصغير.

إذا كان الأب مجرماً فهناك من شاركه بالجريمة، من ساعد على جمع مبلغ الدية.. هناك أيضاً المدرسة التي سلمت الطفل للأب القاتل الخارج للتو من سجن بعد جريمة قتل، ولعل الاخصائي الاجتماعي في المدرسة والمرشد الطلابي يساءلان عن ذلك. فالمدرسة المفروض مكان أمان، وولي أمر ليس بسوي ومجرم ما كان يجب أن يسلم له طفل، هذا أيضاً يجعلنا أمام الولاية وضرورة سحبها ممن لا يستحقها، لقد سمعنا كثيرا عن آباء يضربون ويكوون ويعنفون، وعن زوجات أب يشاركن في ذلك لكن لم نجد أماً قد قتلت طفلها ولا قد عنفت وضربت حد الموت. لذا يشارك بالجريمة كل من يعطي أباً مجرماً ومتعاطياً للخمور والمخدرات حق الولاية.. فالأم مهما بلغت تبقى أماً..

ولعلنا نرى أن مكافحة المخدرات لا تفي إلا بعقوبات صارمة ومؤلمة لمن يحضرها ويُحضّرها. ولا تؤخذ بهم رحمة فهم لا يرحمون..