مجتمع » حريات وحقوق الانسان

معتقل ليبي سابق يروي انتهاكات الإمارات بحقه

في 2015/11/06

شؤون خليجية -

كشف رجل الأعمال الليبي، رفعت حداقة، المعتقل السابق بسجون دولة الإمارات، عن ما تعرض له من انتهاكات خلال فترة اعتقاله، مشيرًا إلى أنه لم توجه له أي تهمة، لافتًا إلى سعي السلطات الإماراتية خلال فترة اعتقاله إلى أن تجنده كعميل لها، كما حاولوا انتزاع أي معلومات عن الشأن الداخلي الليبي، لافتًا إلى أنه لا ينتمي لأي تيار سياسي أو حزبي.

وقال "حداقة" في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية": "أنا رجل أعمال ليبي مقيم في الإمارات منذ عام 1997، أسست خلال هذه الفترة عددًا من المشاريع التجارية والصناعية الناجحة، وكونت علاقات متميزة مع العديد من المواطنين، وكرمت من الشيوخ والمسؤولين، لم أرتكب أي جرم ولم أخالف القانون، ولم أسيء إلى الإمارات بأي شكل من الأشكال".

وأوضح أنه فجأة ودون أي مقدمات تغير كل شيء، ناقلًا تفاصيل ما حدث معه، قائلًا: "يوم 3- 9- 2014 بينما كنت أتم إجراءات السفر في رحلة عمل عبر مطار دبي أخبرني مسؤول في الجوازات أني ممنوع من السفر، سألته لماذا؟ فأجابني بأنه لا يعلم".

وتابع: "يوم 5- 9- 2014 ليلاً، أي بعد المنع من السفر بيومين، وبينما كنت في طريق العودة إلى البيت في الشارقة حاصرتني مجموعة من السيارات، نزل منها نحو عشرين شخصاً يرتدون ملابس مدنية منوعة، سحبوني من السيارة وهم يصرخون علي وعلى زوجتي وأطفالي، وأخذوا كل الموبايلات التي كانت معنا، ثم أخذوني إلى البيت وفتشوه تفتيشاً دقيقاً وأخذوا كل الأوراق والأجهزة الإلكترونية التي وجدوها، وكل ذلك دون إذن النيابة".

وأكمل "حداقة" روايته عن الانتهاكات التي ارتكبت بحقه، قائلًا: "وضعوني في سيارة (ج م س) دفع رباعي، وربطوا عيناي بعصابة سوداء ويداي بأصفاد حديد، وتم نقلي إلى سجن سري، وعذبوني أبشع أنواع التعذيب، وضعوني في زنزانة انفرادية بها ضوء قوي جداً وسوط مزعج 24 ساعة في اليوم، ضربوني بالأيدي والأرجل والعصي والسياط، علقوني من يداي حتى كادت أن تنقطع، سحبوا مني الفراش والغطاء وحرموني من النوم أسبوعاً كاملاً".

وحول سبب اعتقاله أكد "حداقة" أنه لم توجه له أي تهمة طوال فترة اعتقاله، مضيفًا: "بعد أسبوعين من التعذيب عرضوا علي أن أكون عميلاً لهم، أغروني بالمال وبالمناصب السياسية وقالوا لي أنهم سيطلقون صراحي فورًا إن وافقت، ولكني كأي إنسان لديه مبادئ وأخلاق ويحب بلده رفضت رفضاً قاطعًا، وبقيت بسبب ذلك الرفض ثلاثة شهور ونصف إضافية".

وتابع أن: "السبب الحقيقي وراء اعتقالي أنا وباقي رجال الأعمال الليبيين، هو الحصول على معلومات عن الشأن الداخلي الليبي"، نافياً أن يكون اعتقاله بسبب انتمائه السياسي، مؤكدًا أنه لا ينتمي إلى أي جماعة ولا حزب سياسي.

وتحدث رجل الأعمال الليبي عن أبسط حقوقه التي حرم منها في سجون الإمارات، قائلًا: "طيلة هذه الفترة لم يسمحوا لي بالاتصال بالأهل إلا مرتين، الأولى بعد ثلاثة أشهر حتى ظن أهلي أني مت، والثانية يوم الترحيل، ومدة كل مكالمة 5 دقائق تقريبًا، وبعد أربعة أشهر حرمت فيها من كل حقوقي القانونية رحلوني دون محاكمة".

وواصل تصريحاته قائلًا: "قبل ترحيلي بيومين اتصل شخص بأهلي وطلب منهم إحضار جوازات سفرهم والحضور أمام مشرف مول في أبوظبي، كان هذا الشخص يوجههم إلى مكانه عبر الموبايل إلى أن التقوا به في الشارع في سيارة لندكروزر بيضاء، فتح الشباك وأخذ الجوازات في الشارع".

وعن تفاصيل ترحيله من الإمارات، قال "حداقة": "رحلت يوم 27- 12- 2014 عبر مطار أبوظبي، ولم يستطع أهلي اللحاق بي لوجود الجوازات عند الأمن. بعد شهر اتصل بهم نفس الشخص وطلب منهم الحضور لاستلام الجوازات، عند المغادرة زيادة في الظلم، طلب منهم المسؤولون في مطار دبي دفع غرامة بسبب التأخير، للأسف دفعوها مرغمين".

ونقل "حداقة" أبرز الانتهاكات الحقوقية والإنسانية التي تعرض لها بالإمارات، قائلًا: "أنا لم توجه لي أي تهمة بشكل رسمي، ولم أعرض على نيابة ولم أر محاميًا، وحرمت من كل حقوقي القانونية".

وعن دور المنظمات الحقوقية في الدفاع عنه، أكد "حداقة" أن المنظمات الحقوقية عرفت بسجني من خلال تواصل بعض الأقارب والأصدقاء معهم، مضيفًا أنه والمعتقلين بشكل عام لم يسمعوا بالمنظمات الحقوقية داخل الإمارات، ولم يكن لها أي دور.

وأشار رجل الأعمال الليبي، إلى أن قضية المعتقلين الليبيين بالإمارات تحدثت عنها نحو 50 صحيفة حول العالم حتى باللغات الصينية والروسية، مضيفًا: "أجرينا لقاءت مع العديد من القنوات التليفزيونية، وأصدرت العشرات من المنظمات الحقوقية تقارير عن ما تعرضنا له من انتهاكات، على رأسها منظمات العفو الدولية وهيومن رايتش وتش".

وشدد على أن الهدف من نشر القضية، هو: "أننا نريد أن  يصل صوتنا إلى الشعب الإماراتي، وأطالب الشيوخ والمسؤولين بالتحقيق فيما جرى لنا، فهو يسيء إلى الإمارات وشعبها الكريم الطيب قبل أن يسيء لنا، فكل ما تم ضدنا من إجراءات هو انتهاك لدستور الإمارات الذي يحضر التعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة، ويمنع تفتيش البيوت إلا بإذن نيابة".

واختتم "حداقة"، تصريحاته بالتأكيد على "أنه وبعد 10 شهور من الإفراج عني ما زلت أعاني أثار الاختطاف والتعذيب، والتي تسببت لي ولزوجتي وأطفالي في مشاكل نفسية، وسببت لي أيضاً مشاكل صحية وخسائر مادية كبيرة".