مجتمع » أسرة

إساءة استخدام وسائل التواصل يهدد العلاقات الأسرية والمجتمع

في 2015/10/10

صالح حمد- الشرق القطرية-

كل شيء فى الحياة له سلبيات وإيجابيات، ولكى نستفيد من هذا الشيء لا بد من تحصيل الإيجابيات وتلافى السلبيات. ومواقع التواصل الاجتماعى مثلها مثل أشياء كثيرة لها إيجابيات وسلبيات.

لاشك أن أبرز إيجابيات وسائل التواصل هى تبادل الآراء والأفكار ومعرفة ثقافات الشعوب وتقريب المسافات. وتفتح أبواباً تمكن من إطلاق الإبداعات والمشاريع التى تحقق الأهداف وتساعد المجتمع على النمو. لكن لا شك أن هناك سلبيات عددها الخبراء منها غياب الرقابة وعدم شعور بعض المستخدمين بالمسؤولية وكثرة الإشاعات والمبالغة فى نقل الأحداث، كما ان هناك بعض النقاشات التى تبتعد عن الاحترام المتبادل وعدم تقبل الرأى الآخر وإضاعة الوقت فى التنقل بين الصفحات والملفات دون فائدة. كما أن تصفح المواقع يؤدى إلى عزل الشباب والمراهقين عن واقعهم الأسرى وعن مشاركتهم فى الفعاليات التى يقيمها المجتمع. وأدى ذلك الى ظهور لغة جديدة بين الشباب بين العربية والإنجليزية من شأنها أن تضعف لغتنا العربية وإضاعة هويتها. كما ان إنعدام الخصوصية يؤدى إلى أضرار معنوية ونفسية ومادية.

مواطنون طالبوا بضرورة ان يحرص الشخص على الاستفادة من الإيجابيات وتفادى السلبيات حتى ننعم بذلك التواصل دون مشاكل قد تعود بالضرر على الافراد والاسرة والمجتمع.

دعاة طالبوا وأكدوا على اهمية ان يحرص المسلمون جميعًا على أن يتواصلوا فيما بينهم؛ لتحقيق الوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية والتقريب بنيهم، ولكن يجب ألا يتمَّ استخدام تلك المواقِع فيما يُغضِب الله — تعالى — ونشر الإشاعات الضارة التى تضر بأمن المجتمع ونشر الأحاديث المكذوبة على النبى صلى الله عليه وسلم وهذا أمر بالغ الخطورة على دين المسلم الذى يتولى نشر هذه الأحاديث التى تؤثر على عقائد المسلمين.

لكن مع هذا التطور التكنولوجي، كيف أثرت هذه المواقع على حياتنا؟ هل سرقتنا من بعضنا؟ هل سيطرت على أوقاتنا وعقولنا إلى درجة أنها أصابت الأزواج والزوجات والأبناء بحالة من الخرس والتشتت الأسري! وكم أثارت غيرة الأزواج لدى ملاحظة أحدهم للآخر وهو يتواصل مع أشخاص غرباء وجعلت الأبناء يعيشون حالة من الانزواء وهم منكبون على كتابة الرسائل أو تلقيها. فى هذا الملف نناقش القضية وآثارها السلبية سواء من الناحية الاجتماعية أو الشرعية.. فى هذا الملف نحاول الاجابة على هذه الاسئلة.

زيادة الخلافات الأسرية

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي اصبح أمرًا حتميًا فى حياة الافراد صغارا وشبابا وكبارا رجالا ونساء خاصة فى ظل الطفرة التكنولوجية، فعلى الرغم من ان هذه الوسائل حققت العديد من الإيجابيات، لكنها فى الوقت ذاته لها سلبيات فهى باتت سلاحا ذا حدين.

مواطنون أكدوا أنّ المجتمع ينبغى أن يتنبه إلى مثل هذه المخاطر المحدقة، التى قد تدمر أجيالا بأكملها، قائلين إنّ النار تستعر من مستصغر الشرر!

وقالوا إنّ على الأسرة والجهات المعنيّة فى الدولة مسؤولية حماية النشء والشباب من مخاطر هذه الوسائل، من خلال التوعية المختلفة بأضرارها.

موضحين ان البعض يحرص من خلال هذه الوسائل على مشاركة أصدقائه مختلف لحظات حياته السعيدة، والمحزنة، وآخرون يرون أنها وسيلة لاكتساب الشهرة، ليكونوا نجوما، ويهتم المتصفحون بمتابعة منشوراتهم، لتكون أدوات التواصل نافذة لكشف أسرار البيوت، وهتك خصوصيتها، ليكون هذا الجانب شبحا يطارد بعض المستخدمين المهتمين بنشر جميع تفاصيل حياتهم، وأخبار أسرهم، ليجعلوها يوميات يتعرف عليها جميع المتابعين، بحسب وجهات نظر البعض الذين استطلعت الشرق آراؤهم لتتعرف على وجهات النظر المختلفة تجاه نشر الحياة الخاصة فى وسائل التواصل الاجتماعى، حيث ان البعض أبحر إلى أعماق هذه الوسائل دون أن يحدد وجهته، بحسب ما أوضح المختصون، حيث أكدوا أن استثمار هذه الوسائل تفتح آفاقا جديدة بحسب رؤية المستخدم، ومدى وضوح قيمه فيما يقدم من خلال هذه الوسائل.

انتهاك الحياة الشخصية

فى هذا الصدد يعلق المواطن سلطان الشمري، طالب جامعي، رافضا نشر الأخبار الخاصة بحياة الفرد على صفحاته الشخصية من خلال مختلف أدوات التواصل الاجتماعي، قائلا: أصبح من السهل الوصول لجميع معلومات الفرد من خلال البحث عنه على محرك البحث "جوجل" بالإضافة إلى كثير من الطرق، مما ينتهك حياته الشخصية، خاصة حسابات المرأة التى تضع جميع معلوماتها وأخبارها على صفحاتها، ويرى الشمرى أن هذه الممارسات المنتشرة قد تحولت إلى ظاهرة، متهما هذه الأفعال بالتسبب في انتشار الخلافات العائلية، والمشاكل الزوجية التى تزايدت وصولا إلى الطلاق، لافتا الى أن الآباء ينشغلون بنشر يومياتهم، فى حين أن أبناءهم يحتاجون هذه الساعات الطويلة التى يقضونها انشغالا بهذا العالم الذى أصبح أقرب إليهم من اهتمامهم بعائلاتهم، مما يقلل الأوقات التى يجب أن يمضيها الأزواج مع أطفالهم.

ويشير المواطن سعيد على المرى إلى أن بعض الآباء أصبحت صفحاتهم تعج بجميع أخبار العائلة، مستنكرا هذه الممارسات التى تتسبب فى عواقب وخيمة، ويضيف المرى أن ما يدفع البعض بنشر يومياته هو اعتقاده أنها وسيلة للشهرة، ليصبح من نجوم مواقع التواصل المعروفين، بالإضافة إلى رغبته فى مشاركة الآخرين أخباره الشخصية، لافتا الى أن هذا الأمر يتطلب رفع مستوى الوعى لمعرفة مخاطر نشر المعلومات الخاصة، مضيفا أنه سلاح ذو حدين، وعلينا أن نحسن استخدامها حتى لا نقع ضحايا لسلبياتها.

غياب الوعي الصحيح

وعن الممارسات المنتشرة عن نشر جميع الأخبار الشخصية من خلال أدوات التواصل الاجتماعى يرى السيد يوسف الشاطي، منسق التواصل الاجتماعى فى المجلس الأعلى، أنها تعكس غياب الوعى الصحيح بأهداف استخدام هذه الأدوات، وينصح الشاطى أن يضع المستخدم هدفا وفكرة قبل الدخول إلى هذا العالم، محددا الرسالة التى يريد إيصالها إلى متابعيه، وهدف صفحته الشخصية، سواء كان نشر الأخبار، أو تقديم خدمات معينة، مثل تجربة تقييم المطاعم، مؤكدا أن وضوح الرؤية هو ما يؤدى للنجاح، وليس نشر اليوميات، فوضع هدف واضح، تؤصله القيم الفردية يُسهَّل على المستخدم الوصول للنجومية فى مجاله، أما العبثية فى استخدام مواقع التواصل فتؤدى إلى زوال الشهرة السريع، فبعض المشاهير يجهلون المبادئ لاستخدام أدوات التواصل، مما يتطلب رفع الوعى بخطورة تأثيراتها السلبية، مضيفا أن نجاحهم غير مرتبط بنشر يومياتهم، وإن كان البعض قد نجح بالفعل من خلال التطبيق "سناب بشات" فى استقطاب الجماهير ولكن هذا لا يعنى أن يكونوا قدوة يقلدها الآخرون، فصناعة النجومية على مواقع التواصل إن لم يتم بناؤها على فكرة وقيمة ستكون مؤقتة، وسيجنى صاحبها مساوئها فى النهاية، وهو ما يجعل المختصين فى هذه المجالات لا يحبذون نشر أخبارهم الشخصية دون هدف، فهم ينتقون ما يجب نشره لأغراض محددة.

واشار إلى أن بعض الأشخاص حصلوا على وظائف مرموقة لم يكونوا يحلمون بها بفضل قدرتهم على التسويق لقدراتهم على هذه المواقع، مضيفا أن تجربة دوحة لايف استخدمها أشخاص حددوا هدفهم، فحققوا شهرة واسعة، وينصح السيد يوسف بتجنب وضع جميع المعلومات الشخصية على الحسابات الخاصة، وخاصة العناوين، حتى لا يُسهلوا على المتسللين اقتحام حياتهم الشخصية واستخدامها بشكل يسيء إلى صاحبها، وقد يصل الأمر إلى سرقة الحسابات، ولهذا فيجب اختيار كلمات سرية دقيقة، ويستطرد الشاطي: قانون الجرائم القانونية الذى صدر حد بشكل كبير من سرقة الأفكار للمنشورات التى يتم وضعها على صفحات المواقع المختلفة، مما يساهم فى احترام حقوق الملكية الفردية، حيث يحق لأى شخص أن يقاضى من يقوم بنسخ مدوناته، وإعادة نشرها.

دعاة يحذورن من إرسال أحاديث مكذوبة وشائعات عبر مواقع التواصل

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ويعود ذلك الى التطور الهائل في تقنيات التواصل، وسهولة استخدامها لجميع شرائح المجتمع، حيث تنامى دور وسائل التواصل الاجتماعي سواءً بالسلب أو إلايجاب، فأصبح لزاماً على الجميع أن يتعامل مع هذا التحول الكبير، في استخدام وسائل التواصل بحذر ومسؤولية اجتماعية، وبوعي بخطورة تأثيرها السلبي والتنبه لما ينشره أو ينقله عبر هاتفه الجوال، أو عبر "فيسبوك" أو "تويتر" أو "وتساب" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بقضايا دينية يترتب عليها عبادات وعقائد، قد تقود الإنسان إلى الشرك أو عمل أعمال تتنافى مع الشريعة.. فقد أصبح الفرد خلال الجيل الثاني من الإنترنت، الذي بدأ في عام 2004 ليس فقط لديه القدرة على التعاطي من الإنترنت أو الاستفادة منه، إنما أصبحَت لديه القدرة على أن يُقدِّم ما لديه، وأن يتواصل مع العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، كما لعبَت مواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا جدًّا في قيام ثورة 25 يناير، كما أنها تغلَّبت على كل أساليب وأشكال الرقابة من الناحية التقنيَّة.. وعلى الرغم من مساهمة "الإعلام الاجتماعي" في التواصل بين البشر حيث أصبح التواجد في العالم الافتراضي أكثر منه في الواقع اليومي، مما جعل نقل الأخبار والرسائل المتنوعة بالصوت والصورة، وبسرعة واضحة أمراً مألوفا، إلاّ أنه أصبح من السهل اختلاق الإشاعات وبثها بكل يسر وسهولة، حيث تُنقل المعلومة خلال دقائق دون وجود تحرٍ من دقتها أو صحتها، وهذا ما أثّر على أفراد المجتمع سلباً، مما يتطلب زيادة الوعي تجاه ما يُنشر، والتأكد من صحة الخبر قبل نقله، كما أنه يبرز أهمية دور الجهات الرقابية في متابعة كل ما يتم تداوله، لاسيما الإشاعات والأخبار الكاذبة.

صحة الاحاديث

بداية يقول فيصل العشاري الباحث الشرعي: إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا أصيلا من الحياة اليومية للناس، كما انتشرت ثقافة التعامل مع هذه الوسائل بشكل سريع جداً، حتى في أوساط عوام الناس، وهذا يجعل من هذه الوسائل أمراً بالغاً الأهمية والخطورة، حيث يمكن أن يستغل في نشر الخير، كما يمكن استغلالها في ترويج الشر كذلك، ويشير إلى انه في ظل هذا الخضم المتلاطم من الرسائل اليومية يتم نشر الغث والسمين منها، غير أن الإشكالية لا تتوقف عند هذا الحد بل يصل الأمر إلى نشر الإشاعات الضارة التي تضر بأمن المجتمع، ونشر الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر بالغ الخطورة على دين المسلم الذي يتولى نشر هذه الأحاديث، التي تؤثر على عقائد المسلمين وتحثهم على فعل أعمال ربما تكون مخالفة للشرع، وهذا الأمر فيه وعيد كبير لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار )).

ويضيف: إن هناك كثيراً من الرسائل التي تحمل بعض الأدعية والأذكار والترغيب في بعض الأعمال الصالحة، تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، أشد من انتشار النار في الهشيم، وهذا من شأنه أن يفسد أعمال المسلم وخاصة العامة، الذين لا يعرفون كيفية التأكد من صحة هذه الأحاديث، كما أن هذه الرسائل قد تحمل شائعات تسبب أضرارا نفسية ومعنوية بالغة على بعض الأشخاص، من هنا تأتي أهمية الالتزام بآداب سورة الحجرات، التي ذكرت فيها الضوابط والآداب الاجتماعية، ومنها ضابط التبيُّن وفحص الخبر قبل نشره: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".

ضوابط عامة

ويؤكد أنه لابد من وضع ضوابط عامة، لمن يستخدمون هذه الوسائل، ومن ذلك التحرز من نشر الأحاديث النبوية إلا بعد التأكد من صحتها، خصوصاً أن هناك وسائل كثيرة ميسرة تساعد على فحص صحة هذه الأحاديث، موجودة على محركات البحث، خاصة عندما تجد بعض الرسائل فيها أحاديث تلزمك بذكر معين أو أمر غيبي، وهي مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم!! ويكون المرسل يريد الخير ولكنه يقع في الإثم وهو لا يشعر، كما انه يجب الابتعاد عن نشر النكت التي تحمل طابع السخرية والعنصرية، وكذلك عدم نشر الرسائل التي لا نعلم مصدرها، والتي قد تضر بأخلاقنا وديننا، وكذلك بأمن مجتمعاتنا.

ويُضيف: انه علي الرغم من ايجابيات وسائل التواصل الاجتماعي لكن لها سلبيات كثيرة أيضًا، ويمكن أن تطغى سلبياتها على إيجابياتها من الناحية التربوية والمسؤولية الاجتماعية؛ فمن ضمن هذه السلبيات: كثرة تداول الإشاعات والأخبار المغلوطة؛ نظرًا لعدم اشتراط التأكد من المعلومة قبل نَشرِها، أو نشر مصدر الخبر على تلك المواقع، إضافة إلى غياب الرقابة على ما يُكتَب أو ما يُنشَر في تلك المواقع، فهناك كثير من الشباب يقومون بنشر مواد ليست لها أي أهمية، بل إنها ضارة، وهناك ضرر كبير جدًّا لهذه المواقع، وهو ظهور بعض الألفاظ واللغات الغريبة، التي هي مزيج بين العربية والإنجليزية، ويُطلَق عليها "الفرانكو آراب"، ومثل هذه اللغات من شأنها أن تُضعِف مستوى اللغة العربية لدى الأجيال القادمة، وتؤدِّي إلى اندِثار لغتِنا الأصيلة.

الإنسان اجتماعي

ومن جهته يقول عبدالواسع السدح الخطيب بوزارة الأوقاف: إن التواصل بين بني الإنسان من الضروريات التي لا يمكن للإنسان ان يستغني عنها، فلا يستطيع العيش بمعزل عن الناس طويلاً، فالإنسان اجتماعي بطبعه، وقد أشار إلى ذلك القرآن الكريم فقال سبحانه وتعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"، ووسائل التواصل في عصرنا الحاضر قد تغيرت وتطورت تطورا هائلاً مما جعلها أداة بناء أو وسيلة هدم، وتحمل في طياتها نعمة أو نقمة لأنها قربت البعيد، ويسرت العسير، وأظهرت العالم كقرية واحدة، وما لم تستغل في الطاعة فلا بد أنها ستشغل بالمعصية. ويضيف: إنه يجب الحذر من خطر تناقل الأخبار الكاذبة والمغرضة، التي تضر بالمجتمعات، كما انه يجب الحذر من تناقل الرسائل ذات الطابع الديني التي لا يعرف مصدرها، ولا يعلم مدى صحتها والتي قد يترتب عليها أعمال وقربات، قد تقود المسلم إلى الإثم وهو لا يشعر، ويتحقق فيه قول الله تعالى: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً"، ويضيف: إنه لابد من استخدام هذه الوسائل في صلة الأرحام والتواصل بين الأقارب، والسؤال عنهم وعن أحوالهم ومعرفة أخبارهم وظروفهم، فهي نعمة من الله، حيث قربت البعيد ووفرت كثيراً من تكاليف التواصل فيجب أن تستغل في هذا الجانب لزيادة الروابط الاجتماعية.

ويشير الى ان هذه الوسائل تساعد على معرفة حال الأمة، وأخبار المسلمين وحاجاتهم، وأحوال المستضعفين لنقوم بنصرتهم ومساعدتهم والدعاء لهم، والشعور بآلامهم، لنحقق بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، كما يجب على المتخصصين دعوة غير المسلمين لسهولة التواصل معهم، وبيان الحجج والبراهين على حقيقة الإسلام ومعجزته الخالدة، فأي خير ونعمة أعظم من ذلك لمن سخّر نعم الله لطاعته، والدلالة عليه سبحانه، وقد سمعنا قصصاً كثيرة ممن أسلم عن طريق الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي.

اقتحام الخصوصية

ويضيف: إن بعض المغرضين ساعدوا على انتشار الأفكار والثقافات الهدامة البعيدة عن ديننا وقيمنا ومجتمعنا، حتى ظهر عند البعض الجرأة على الإلحاد والنيل من الأصول والثوابت، والانحراف عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وظهور معالم الإعجاب بالغرب وحياته وحريته، وهذا من أخطر المضار، وأعظم الدواهي على شباب المسلمين ودينهم ودنياهم، فلا بد من توعية ورقابة وحيطة وحذر من هذه المصائب الجمة والعواقب الوخيمة، التي تقود الشباب إلى الهلاك وفساد الأخلاق، كما أن البعض يستغل هذه الوسائل لتشويه الآخرين، والإساءة إلى سمعتهم وانتحال أسماء وهمية لكي لا يعرفه أحد، فيقتحم بذلك خصوصية الآخرين، وقد ينشر صورهم الخاصة، أو يطعن في نسبهم، أو يقذفهم بالفاحشة، أو يتتبع عوراتهم، وغير ذلك مما حرمه الله وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو كان في جوف رحله".

ويختم حديثه قائلاً: إنه لا بد من التحري واستشعار المسؤولية قبل إعادة نشر أي خبر أو إشاعة، لأن أثرها عظيم، وإثم شنيع، على من أسهم في ذلك كبير جداً، فلا بد من تدارك الأمر قبل استفحاله، وترشيد هذه الوسائل قبل تفاقم مشكلاتها وأضرارها على الفرد والمجتمع، فهي سلاح ذو حدين من لم يحسن استعمالها في الخير، لتكون له نعمة، ويجني من ورائها أجرا وفائدة، فسوف تكون نقمة وحسرة يجني من ورائها إثما وضياعا وشقاء في الدنيا والآخرة، لذلك فالله ابتلانا بسهولة هذه الوسائل، وسهولة الوصول إليها، كي يختبر إيماننا وخوفنا منه بالغيب.