خاص الموقع

الطريق الى خلاص الخليج يبدأ من الانتفاضة على "ترامب"

في 2018/08/16

أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-

كل غيور على الخليج بما يحمله من ملخص حضاري عربي واسلامي، لا يرضى عن الصورة الحالية للخليج والتي تصدر دوليا باعتباره مكمنا للثروة او المال، دون اعتبار لتاريخ عربي واسلامي ومخزون حضاري.

ولعل الغرب الاستعماري قد كرس هذه الصورة في ادبياته السياسية مع اكتشاف النفط، حيث طغى استغلال ثروات الخليج على الاهمية الاستراتيجية للموقع والتحكم في المضائق والبحار.

ولعل الاخطاء التاريخية والاعتماد على امريكا والغرب بشكل اساسي يطغى على الاعتماد على الامة ووحدتها قد خلق تماديا في الابتزاز الاستعماري، جسده ترامب بمصطلح مهين عندما وصف السعودية وانسحب اللفظ بشكل او باخر على الخليج عندما قال "البقرة الحلوب".

وبتأمل خلفيات ترامب يمكننا استنتاج صورة الخليج لديه وبالتالي العمل الفوري على اصلاح هذه الصورة والخروج من الدائرة المعيبة التي يضعنا الغرب الاستعماري فيها والتي جسدها ترامب رؤيته بمنتهى الفجاجة والصراحة.

ومما نراه كاشفا لحقيقة ترامب واسلوبه والذي لقي قبولا امريكيا شعبيا ومن المؤسسات الكبرى التي تسمح بإيصال الرؤساء، ما قالته مؤخرا مانيغولت-نيومان، التي كانت تعتبر واحدة من المقربين من ترامب، إنه قبل تنصيبه في واشنطن في 20 يناير 2017 ، قال ترامب إنه يود أن يؤدي يمين القسم خلال المراسم الدستورية على نسخة من كتابه "فن الصفقات"، الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعا، حسب قوله.

ووفقا لـ مانيغولت-نيومان، سألها ترامب عن رأيها في ذلك. ونقلت في كتابها "Unhinged" أي "المعتوه" عن الرئيس قوله: "هذا أعظم كتاب عن الأعمال في التاريخ". وإن من شأن القسم عليه أن يرمز إلى أنه على وشك "إبرام صفقات ممتازة للبلاد". واعتبر أيضا أن هذا سيزيد من مبيعات الكتاب، حسب قول المساعدة الرئاسية السابقة.

وكتاب "فن الصفقات" صدر في عام 1987، وقد ألّفه ترامب بالتعاون مع الصحفي توني شوارتز.

ويتكون الكتاب من جزئين هما مذكرات ونصائح، وقد حصل الكتاب على المركز الأول والأكثر مبيعاً في قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعا في ذلك العام وكان أول كتاب من تأليف دونالد ترامب .

 ولقى الكتاب اهتماما كبيرا خلال حملة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة عام 2016، وقال ترامب أن الكتاب يعتبر واحدا من أعظم إنجازاته.

ومما ورد في كتاب "فن إتمام الصفقات"، نجد تحت عنوان "اطمح إلى ما هو عظيم"، فقرة تقول:

(إذا كنت راضياً عن صفقة، توقن أنها لا تتطلب منك جهداً كبيراً لإتمامها، فأنت لا تفكر في شيء كبير بما فيه الكفاية... معظم الناس يفكرون في أشياء صغيرة، لأن معظمهم يخاف من النجاح، وهذا ما يعطي أشخاصاً أمثالي فرصة كبير).

كما يوضح ترامب أن والده علّمه ألا يدفع فلساً واحداً أكثر مما يجب أن يدفعه في مقابل شيء معين، لأن الفلوس يمكن أن تتحول بسهولة إلى دولارات.

وبتطبيق ذلك، على سياسات ترامب، نجده يطمح لعمل غير مسبوق في منطقتنا وهو تصفية القضية المركزية لنا جميعا تحت عنوان متسق مع كتاب ترامب ودرة تاجه وهو "صفقة القرن"، ولنلاحظ مصطلح الصفقة وتماهيه مع "فن الصفقات"!

ونجده ينفق اموالنا على مشروعه، باعتبارنا "بقرة حلوب"، ويخترع لنا اعداء وهميين بدلا من عدونا الحقيقي لابتزازنا.

يمكننا اذن اصلاح صورتنا وافشال ترامب واغراضه وانفاق اموالنا على مواطنينا وعلى تحرير اراضينا.

ولنقتبس من ترامب نفسه عوامل الفشل، حيث يشير ترامب إلى أن إنفاق كمية هائلة من الأموال على مشروع معين ليس معياراً للنجاح في حال كان التخطيط له رديئاً.

فلنثبت له ان تخطيطه كان رديئا، وانه راهن على بيع الخليج لقضايا امته، وهو رهان خائب.

الطريق لاصلاح الخليج وصورته يبدأ من الانتفاضة على ترامب والخلاص من الصورة التي لا تليق بنا كعرب يقبع في قلبه الخليج بمخزون حضاري عربي واسلامي لا يقبل هكذا اهانات.