خاص الموقع

دعوة لإعادة ترتيب البيت الخليجي وعلاقاته الخارجية

في 2018/07/30

أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-

رغم ان هناك تغيرا في التوازنات الدولية، الا ان توازنات الخليج تبقى تحت ذات المقاربات القديمة والتي مفادها التحالف مع امريكا والمضي فيه الى نهاية الشوط، مهما كان هذا الشوط وتأثيراته الضارة على أمن الخيج ذاته.

ورغم التغيرات الايجابية التي حدثت في السنوات الاخيرة في دول الخليج من تنويع مصادر التعاون التجاري  والامني ايضا وتحديدا مع الصين، الا ان هناك قدم تتقدم واخرى تتراجع بفعل الضغوط الأمريكية.

ولا شك ان الصين تريد تعزيز نفوذها في اطار منافستها مع الولايات المتحدة، وفي اطار ذلك، بات من الواضح أن الصين تحرص على تعزيز التعاون الشامل مع الدول العربية في مجالات مختلفة ومنها التعاون العسكري خصوصا بعد إصدارها أول وثيقة رسمية توضح السياسات الصينية تجاه الدول العربية في يناير العام 2016.
وبمقتضى الوثيقة، ووفقا للتقارير، تخطط الصين لتعميق التواصل والتعاون في المجال العسكري مع الدول العربية، إلى جانب تعزيز الزيارات المتبادلة بين القيادة العسكرية لدى الجانبين، وتوسيع دائرة التواصل بين العسكريين، وتعميق التعاون في الأسلحة والعتاد ومختلف التقنيات المتخصصة، وإجراء تدريبات مشتركة بين القوات المسلحة، فضلا عن مواصلة دعم بناء الدفاع الوطني والجيوش للدول العربية من أجل صيانة السلم والأمن في المنطقة.

ورغم مصلحة الصين، فإن هناك ايضا مصالح عربية وخليجية.

وقد لوحظ تقاربا بين دول الخليج والصين وتحديدا في فترة اوباما والتي شهدت تراجعا نسبيا في الاهتمام الامريكي بالخليج وصل الى توترات بين انظمة الخليج والادارة الامريكية.

ولكن وبعد مجئ ترامب، لوحظ بعض التراجع في التقارب مع الصين وارتفعت نبرة الابتزاز الامريكي بذريعة التهديد الخارجي لدول الخليج وتحديدا من ايران، وحاول ترامب تحت هذه الفزاعة ابتزاز الخليج ماديا ومساومته ايضا في علاقات الخليج الخارجية.

ما يعنينا هنا هو مصلحة الخليج، وهل هي في الخضوع لمظلة امنية امريكية تسمح بابتزازه وتوتير علاقات الخليج مع الجوار اليمني والايراني وكذلك توتير العلاقات الاقليمية مع تركيا وغيرها، بل والعلاقات البينية بين دول الخليج وبعضها البعض، مثل الازمة مع قطر، وذلك لمزيد من الابتزاز؟

ام ان المصلحة تكون في تنويع مصادر التسليح والتحالفات الامنية والعسكرية والحوار والتعاون مع الجوار، وحل القضايا الأخوية الخليجية لخلق تكتل متماسك مستقل يحمي صالح الخليج والامة العربية والاسلامية ككل؟

لا بد وان تزول كافة الفزاعات وان يقف الخليج وقفة تعبوية لتقييم الوضع الدولي الراهن، وقراءة التوازنات بعناية، واعادة ترتيب التحالفات، واعادة ترميم العلاقات البينية، وكذلك العلاقات مع الجوار، ووضع سياسة خليجية تتسق مع كون الخليج جزءا لا يتجزأ من الامة العربية والاسلامية، ويقع على عاتقه مسؤوليات كبرى تجاه الامة وباتجاه خدمة قضاياها عبر موارده وموقعه الاسترتيجي، وعبر هويته العربية والاسلامية.

ولا بد وان ترفع الوصاية الامريكية التي طالما استنزفت الخليج وافسدت العلاقات البينية، وعلاقات الجوار، خدمة للصالح الامريكي، واضرارا بأمن الخليج.