خاص الموقع

المملكة العربية السعودية عبئا، لا صديقا للولايات المتحدة

في 2016/02/06

علي الأحمد- نيويورك تايمز- ترجمة راصد الخليج-

ان العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية تتحدى التفسير البسيط. فالمملكة العربية السعودية ليست حليفا طبيعيا للولايات المتحدة، ولكن البلاد قد اقتربن  من أمريكا في الماضي في عدة مناسبات. في حين أن السعوديين وظفوا علاقتهم مع الولايات المتحدة لتعزيز الأهداف الإقليمية والعالمية الخاصة بهم، وقد خدم هذا الامرمصالح الولايات المتحدة أيضا - في المقام الأول مع تدفق النفط الرخيص لتغذية الاقتصاد الأمريكي منذ 1940. هذا هو حساب التفاضل والتكامل في قلب العلاقة الغريبة.

ان احتياجات أميركا في الشرق الأوسط تتطور، والسعوديون لا يقابلون أو يدعمون هذه الاحتياجات.

لعبت الملكية السعودية دورا هاما في الحرب الأمريكية على الشيوعية. وكانت مساهمتها حاسمة خلال ما يسمى الجهاد في أفغانستان والتي أطاحت بالنظام العلماني المدعوم من الاتحاد السوفيتي، وفي نهاية المطاف، قاد الصراع المدمر في أفغانستان لأكثر من ثلاثة عقود الى ولادة تنظيم طالبان مما أدى إلى هجمات الحادي عشر من ايلول.

بعد الدعم بالمليارات السعودية فان الآلاف من المواطنين السعوديين جاءوا لمحاربة الجيش الأحمر في أفغانستان، في حين كانت الولايات المتحدة ممتنة، فان ذلك أعطى المملكة العربية السعودية كل ما طلبته تقريبا. منذ نهاية الحرب الباردة، حصد السعوديون أكبر فائدة من العلاقة من خلال الحصول على خدمات الولايات المتحدة كحارس شخصي للضغط على المنافسين والأعداء الإقليميين، مثل إيران. في الواقع، بعد الثورة الإيرانية في عام 1979، كانت الولايات المتحدة في المجال السعودي ودعيت مع قوات الجيش والأمن لاحتواء النفوذ الثوري الإيراني، وشن الحروب على العراق، في حين كانت السعودية تتفرج من المدرجات، وتهتف ولا تزيد عن تكبير قيمة الشيك. كان العائد من هذا الاستثمار أكثر من 200 مليار دولار، في عام من الوجود العسكري الأمريكي الممول من دافعي الضرائب في الخليج الفارسي.

ولكن في السنوات الأخيرة، أصبح السعوديون عبئا على الولايات المتحدة مع سلوكهم غير المنتظم وفي بعض الأحيان نوبات الغضب مثل الطفل، مطالبين بالتدخل الأمريكي نيابة عنهم في سوريا والعراق ومصر. وعلى الرغم من دفع السعوديين ضريبة كلامية للحرب على الإرهاب، ومواصلة تعزيز أيديولوجية المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. هذا صحيح ان الحرب السعودية على اليمن أعطت حياة جديدة لتنظيم القاعدة والولادة لتنظيم «الدولة الاسلامية»

لذلك هل ينبغي على الولايات المتحدة ان تدعم المملكة العربية السعودية بشكل غير مشروط كما حصل فيما مضى؟ لا ، ان الحقيقة البسيطة هي أن الثقة شبه عمياء بالمملكة العربية السعودية قد اصابت مصالح الولايات المتحدة بالضرر، وسياسات المملكة - في معارضة الربيع العربي، وتمويل التطرف، وانتهاكات حقوق الإنسان - وقد اصابت مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ان احتياجات أميركا في الشرق الأوسط تتطور من المعروض من النفط الخام لمكافحة التطرف العنيف، وضمان استقرار إقليمي حقيقي. السعوديون لا يواكبون أو يدعمون هذه الاحتياجات، مما يجعلها عبئا، لا صديقا.