مجتمع » أسرة

شباب الخليج والهويات المتغيرة

في 2016/01/11

حسن مدن- الخليج الاماراتية-
لا يصح الحديث عن استحقاقات المستقبل في منطقة الخليج العربي دون التفكر ملياً في أوضاع وتطلعات الشباب من أبناء دول هذه المنطقة، تماماً كما هي الحال بالنسبة للعلاقة بين المستقبل العربي عامة، الذي نحن جزء منه، وبين أحوال الشباب العربي الذي يشكل شبابنا جزءاً منه، يحملون نفس الهموم ونفس التطلعات، فما من أمة ترسم خططاً لمستقبلها، إلا وعينها على شبابها، وعلى الأجيال القادمة عامة.
ما الذي يقلق الجيل الجديد في الخليج اليوم؟ ما هي مشاغله واهتماماته؟ ما الذي يتطلع إليه ويفكر فيه؟ ما الأسئلة التي يثيرها الوضع الراهن، بالتعقيدات التي نعرفها، في أذهان الشبيبة، خاصة أن الانحدار المريع في أسعار النفط، يجعل هذا الخليج بانتظار مستقبل صعب، لا تتوفر فيه الامتيازات التي توفر عليها جيل الحاضر؟
هذه الأسئلة وسواها تشكل محاور للحديث والبحث المعمق، خاصة أن المجتمعات الخليجية عامة هي مجتمعات فتية في تركيبتها السكانية، حيث نسبة الشباب ممن تقل أعمارهم عن الثلاثين هي نسبة طاغية. ويدخل هذا الجيل الحياة وهو يواجه مشاكل في التعليم والتأهيل، ففي حالات كثيرة لم تجر الاستفادة من الوفرة المالية المتاحة في تأمين المستقبل وأهله بالصورة المفترضة، وقد تقع على عاتق الأجيال القادمة أعباء حياتية وتحديات مغايرة، لم يعرفها من هم في أجيالنا نحن الكبار.
ومن القضايا غير المسبوقة التي يواجهها الجيل الشاب هي تلك التي تتصل بالهوية الثقافية في زمن طغيان العولمة الثقافية التي تقدم نموذجها الخاص في الثقافة، وليس بالوسع عزل هذا الجيل أو فصله عن هذه المؤثرات، بل إن ذلك ليس مطلوباً، فلكي نواجه قضايا هذا العصر يجب أن نزج بأنفسنا في أتونه لا أن نهرب منه.
وإذا كان مصطلح «صراع الأجيال» يثير قدراً كبيراً أو صغيراً من التحفظ لدى الكثيرين لأنه يشي بالعدائية والتنافر الشديد في الطبائع والميول بين الأجيال، فقد يستدعي الأمر التفكير في تعبير أكثر ملاءمة، لكن دون تجاهل أننا إزاء هويات متغيرة، فبمقدار ما للهوية من ثوابت، فإنها تخضع لمتغيرات عظيمة الشأن والتأثير.
بشكل عام، ثمة حاجة ماسة لمساحات من الحرية والاستقلالية يجب أن تمنح لهذا الجيل كي يتدبر أموره بنفسه، وفي مجتمعات فتية قيد التشكل كمجتمعات الخليج لم تعبر برزخاً طويلاً وبطيئاً من التحولات، وإنما شهدت قفزة سريعة واحدة من حال إلى حال تزداد هذه المسألة حدة. - See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/b07f96b7-41df-4a8c-ad12-b2fba6bd851f#sthash.WVRKe92z.dpuf