سياسة وأمن » تصريحات

المحرضون.. والحاسدون..والكارهون لوطننا ولحمتنا الوطنية.. (موتوا بغيظكم)

في 2016/01/07

الرياض السعودية-

في وقت أصبحنا جميعا نتكلم ونتحدث ونطلق أحكامنا ونصدر تفسيراتنا عن الأحداث من حولنا، ونكتب عبر قنوات التواصل الاجتماعي ونشارك بالرأي، في وقت أصبح فينا المواطن البسيط عارفا وفاهما ومشاركا بالرأي جنبا إلى جنب مع المتخصص والمفكر والمثقف، نتحمل أمام جميع هذه الظروف الصعبة التي نواجهها لحماية وطننا ثمن الكلمة، وثقل الكلمة، ووزن الكلمة التي نقولها ونشارك بها بالرأي أمام وسط جمهوري يتلقى ويسمع ويتأثر.

وأمام هذه التيارات الكثيرة التي أصبحت تتلاطم بداخل مجتمع جديد على تجربة الانفتاح وبداية التمدن بشكله الحالي، علينا أيضا أن نكون أكثر وعيا وفهما وقراءة للأحداث، وقراءة لكل ما يقال حولنا ويفسر عن وطننا، فالمحرضون كثر من حولنا، والحاسدون كثر بجوارنا، والكارهون لوطننا ولحمتنا الوطنية يعيشون حولنا باسم الانتماء لذات الدم وهم لا ضمائر لهم، ولا انتماء حقيقي.

وتظهر خطورة التحريض كوسيلة مهمة يجب أن نتنبه لها كشعب يدرك بأن مهمته الأولى هي حماية وطنه من جميع الحاقدين والمغرضين، فللكلمة سحر الساحر على المسحور، ذلك السحر الذي ينتزع "ابنا" من مجتمعه، ينتزعه من أسرته؛ ليتحول إلى مضلل وكاره ومتحامل على وطنه وإخوته وولاة أمره، ولأننا في وقت الانفتاح وفي زمن الكلمة التي تكتب لتصل، علينا أن نواجه أنواع التحريض بكل قوة متحصنين أمام ما يحاك ضدنا وضد هذا الوطن الحبيب.

الجريمة غير ولادة

وذكر الدكتور مشعل بن ممدوح آل علي -خبير إستراتيجي وسياسي وعضو مجلس شورى سابقاً- أنّ لدينا قاعدة أساسية في ديننا، وقاعدة أساسية في العالم كله، فالأنظمة والدساتير والتشريعات العالمية تؤكد بأن للكلام دورا مهما في مجريات الأحداث التي تحصل عند الإنسان سواء كان ذلك الإنسان فردا أو جماعة أو دولة، فالكلمة مسؤول عنها الإنسان إلا كلمة دبلوماسية أو سياسية فهذه لها تفسيرات دبلوماسية وسياسية أيضا، وماعدا ذلك فالكلام مسؤول عنه الإنسان وبخاصة في الدين الإسلامي؛ فنحن كأمة إسلامية نرى بأن للكلمة تأثيراً كبيراً، ونجد ذلك واضحاً بشكل كبير في الكثير من التعاملات التي تكون فيها "الكلمة" المحرك الكبير والمؤثر بها، فعلى سبيل المثال في الدخول بالدين "كلمة واحدة" تحول الإنسان من كافر إلى مسلم، وفي الطلاق "كلمة" تنهي العلاقة المشتركة بين الزوجين، حتى كانت الكلمة معتبرة لدينا كأمة إسلامية وهي تنبني عليها أشياء كثيرة فالمسلم يدخل في الدين بقوله "لا إله إلا الله" متيقنا بها، ويكفر أيضا بكلمة، فالكلمة عليها معول.

وقال: "حينما يتكلم الإنسان فإنه محاسب على كلامه سواء بلسانه بشكل مباشر مع الناس، أو عبر قنوات التواصل الاجتماعي، خصوصاً وأنّ هناك محاولات يراد من خلالها خلخلة المجتمع، ومن المعلوم لدى أصحاب العقول أن للكلمة تأثيرا في هدم الزوجية، وتخريبا في فك اللحمة الوطنية، وهدم الاقتصاد بإشاعة ويجب أن نعلم جميعا بأن الكلمة التي تكتب في قنوات التواصل الاجتماعي عندما تضبط ويتم التعرف على ناشرها يكون عقابه حتميا، لأن في ذلك وجهين إما أن تتهاون الدولة -وحاشا للدولة أن تتهاون- لأن هذه حقوق وهي إما خاصة أو عامة، فالعامة الدولة مسؤولة عنها، والخاصة الأفراد مسؤولون عنها، فعندما ترفع قضيته إلى الجهات المعنية فإنه سيلزم الحق منه ويوقع عليه العقاب الذي يستحقه، وهو العقاب الذي يستحقه؛ لأنه تسبب في إيذاء مجتمع بأكمله وليس شخصا واحدا".

وحذر من إشاعة روح العداء بين فئات المجتمع، بين الجماعات الموجودة، إضافة إلى تجيير البعض إلى دولة خارج الدولة وتلك تدخل ضمن خيانة الدولة وهي تهمٌ يحاسب عليها، وحينما يُتهم البعض بأن بعض الأشخاص مجيرون إلى دول أخرى فتلك تهمة لا يجب أن يوجهها لأحد فالجهات المعنية هي من تتولى مسؤولية تأكيد الشبهات على البعض وليس الأفراد، وإن حصل ذلك من بعض الأفراد ففي ذلك تعدٍ يعاقب عليه الفرد شرعا، ونظاما فلا أحد يأخذ دور الدولة، فأبناء الوطن جميعهم سواسية تحت مظلة الدولة وأخطاء البعض يحاسب عليها من قبل الدولة ويسقط عليهم العقاب من خلالهم، والجريمة تعتبر غير ولادة بل أنها جريمة مقصورة على الشخص وفي المقابل الإنسان الصالح من المواطنين صلاحه يعمه ويعم قرابته وذويه، أما المخطئ فيقتصر عقابه عليه فقط وهذه هي الشريعة التي رسمها القرآن.

اللحمة الوطنية

ورأى الدكتور عبدالعزيز السويل –عضو مجلس شورى سابق– أنّه لا يخلو صاحب النعمة من حاسد والمملكة العربية السعودية تعيش واحة أمن في خضم متلاطم من الأحداث والبلايا التي تموج عن يميننا ويسارنا، فمن يريد الاصطياد في الماء العكر يحاول إيجاد الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها ولكن نحن نحمد الله بأن الأحداث تثبت منذ القدم أن هذه البلاد متمسكة بعرى التوحيد، والتواد والتلاحم بين المواطنين والقيادة، وجميع موجات التحريض التي واجهتها المملكة أكدت على هذا التلاحم الذي بني عليه الوطن، مشيرا إلى أن بعض المغردين الذين ينفذون من بعض الثغرات مدفوعين بعدة أجندات سواء كانت هذه الأجندات أجندات مذهبية أو أجندات سياسية، أو حاقدة مدفوعة من خارج البلاد، وهذه جميعا مكشوفة ومعروفة للمسؤول وللمواطن الواعي، ولذلك فهي تتحطم على صخرة اللحمة الوطنية التي بيننا، ولا تتعدى كونها تهويشا لا يتعدى الظاهرة الصوتية.

وأشار إلى أن وعي المواطن هو الأهم والعاصم من جميع هذه التحريضات، والدولة لا تتردد في بذل أي جهد لتوضيح الحقائق للناس، والرد عن أي اتهامات بردها بالمعلومات والأدلة الأكيدة بشكل صارم ودقيق وبخطاب متوازن، وهذه هي الخطوة المهمة في رد التحريض الطاغي عبر قنوات التواصل الاجتماعي. فقد اتضح للناس الكثير من الحقائق، وعرفوا من أين تأتي أساليب التحريض، ومن هم هؤلاء المحرضون، وكيف يستخدمون المعلومات المغلوطة وبث الإشاعات بين الناس متناسين أن أفراد المجتمع أصبحوا على قدر كبير من الوعي والذكاء الذي يجعلهم يستطيعوا فهم الحقائق بشكل واضح، فهم متمسكون باللحمة الوطنية التي تأكدوا في كل يوم وحدث بعد حدث أنها هي الصخرة التي ستتحطم عليها جميع العداءات ضد هذه الأمة.

زمن الاستهداف

وبيّن الدكتور مازن فؤاد خياط –عضو مجلس الشورى- أننا مستهدفون منذ عقود طويلة من حقبة في التاريخ كبيرة، لأن وطننا وطن الحرمين الشريفين وهي قبلة مليار مسلم من أصقاع الأرض، وبها قبلة المسلمين وبها قبر المصطفى عليه السلام، والله -سبحانه- خصها بثروات كبيرة من البترول والثروات الطبيعة يتمنى العدو قبل الصديق أن يكون في هذه البلاد، ويوجد فيها من القيم والأخلاق والشيم، والعروبة ومكارم الأخلاق ما يتغنى فيها القاصي والداني، وحباها الله -سبحانه- بشعب كريم في جميع سجاياه، وفيها حكم يشرف كل إنسان من قريب أو بعيد وهو الحكم الذي التحمنا به كأسرة واحدة، فمن الطبيعي جدا أن يكثر حسادنا فتوفر جميع هذه الإمكانيات وهذه النعم والثروات مبعث على الحسد خاصة حينما يكون للدولة مواقف كبيرة مع الدول الأخرى من مد يد العون لهم فذلك يدعوا إلى الحسد والبغض، مؤكدا على ضرورة أن نكون أمام تلك الصفات والخيرات مواطنين متنبهين لكل ما يمكن أن يثار من تحريض حول وطننا، فيجب أن نعرف ما وراء الكلام وماهي الأهداف؟ وماذا يرغبوا أن يصلوا إليه؟

وأضاف إنّه يجب علينا أن نكون حذرين فالمثقف والمتعلم والمتخصص الجميع يحارب من أجل هذا الوطن، سواء كان ذلك في مجال الطب أو مجال التعليم، أو في مجال الجبهة المباشرة من جنودنا البواسل أو من خلال الإعلام من خلال القلم الصادق فجميعها يجب أن تشارك في صد تلك التحريضات، موضحاً أنّ الدولة كانت وما زالت شفافة مع شعبها فقوة الأفعال تغني عن الكثير من الكلام، فلا يمكن أن نصدق أكاذيب وأباطيل واستغلال لبعض الأحداث ونحن نشاهد الأفعال أمامنا، فنحن دستورنا القران ومساجدنا -ولله الحمد- يدخلها الصغير قبل الكبير وهذا يدل أننا شعب نحكم كتاب الله في جميع أمورنا، وهناك من يحاول أن يشكك في علاقة المواطن بدولته من خلال بعض المواقف التي يفقمها ويضخمها ويتخذها ضد المواطن حتى يشحن تحامله على وطنه وهنا يأتي دور الإعلام ودور أصحاب الفكر في توعية الناس بمخاطر هؤلاء المحرضين وبالسبل التي يعتمدون عليها من أجل إثارة الفتن بين أفراد المجتمع.