ثقافة » شؤون جامعية

الدارسون على حسابهم

في 2015/12/31

ليالي الفرج- الشرق السعودية-

مع قدوم معالي وزير التعليم الدكتور محمد العيسى، جاء إصداره الأسبوع الماضي تعميماً بضرورة تشكيل لجنة لإيجاد مزيد من الامتيازات للمعلمين والمعلمات لرؤية يكون الإطار العام فيها ناشداً تفعيل مهنة التعليم ومكانة المعلمين، من خلال رسم السياسات والتنظيمات التي تسهم في تعزيز مكانة مهنة التعليم، وعبر إقرار خطط وبرامج دعم المعلم ورفع معنوياته وتعزيز أدواره ورسالته السامية في المجتمع. كما تقوم اللجنة ذاتها بإقرار الخطط الداعمة لأدوار المدرسة التعليمية والتربوية، وتعزيز التواصل بين منسوبي التعليم والأسرة وتحقيق التكامل في العملية التعليمية. وتتجلى أهم الأهداف المتمثلة هنا في أهم إشارتين في التعميم هما: تفعيل مهنة التعليم، وإبراز مكانة المعلم كمفهوم تربوي وثقافي وسيسيولوجي؛ وهو ما له انعكاسات مباشرة على العلمية التربوية والتعليمية في بلادنا.

ومع قدوم معالي الوزير استبشر كثير من الطلبة الدارسين على حسابهم، الذين سبق أن أخذت قضيتهم منحى إعلامياً، وبادر بعض الكتاب في الصحافة المحلية بطرح مشكلتهم، لما يأخذه الوطن والمواطن من اهتمام من لدن قيادتنا الحكيمة متمثلاً في الرعاية الأبوية لخادم الحرمين الشريفين. ولفئة الشباب في بلادنا، وهي النسبة التي تشكل النسبة الكبيرة في الديموغرافيا السعودية، رعاية كبيرة من خادم الحرمين الشريفين والقيادة الحكيمة في بلادنا الغالية. وحول مشكلة الدارسين على حسابهم، جاءت المكرمة الملكية التي تفضل بها والد الجميع، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، إبان زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان الوطن بأبنائه في فرحة زاخرة لذلك، خصوصاً الطلاب والطالبات الذين كانوا مبتهجين إثر تفضل خادم الحرمين الشريفين بمكرمته لهم، وكما يعرف فالمكرمة الملكية هي من لدن والد كريم لأبنائه وبناته الذين يأتون ضمن رؤيته الكريمة كأهم استثمار في صالح الوطن وتنميته، وإثراء مقومات تقدمه العلمي كمنطلق يضع المملكة بين البلدان المتقدمة علمياً وتكنولوجياً، والأخبار التي تتواصل بتفوق عديد من المبتعثين من بناتنا وأبنائنا، وتميزهم في أكثر من حقل علمي ومعرفي وتقني، من خلال نتائج أبحاثهم العلمية في السنوات الأخيرة، وهذا جاء بفضل الله تعالى، ثم بما يحققه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث من نقلات نوعية، واحتكاك معرفي وعلمي منتج.

ودور وزارة التعليم وملحقياتها الثقافية لمعالجة وتصحيح أوضاع الدارسين على حسابهم سيكون مثمراً إذا نجح في استيعابهم ضمن برنامج خادم الحرمين للابتعاث، ولسان حال هؤلاء الإخوة أو الأبناء هو الأمل فيمن يساعدهم ويخفف عنهم.

وإن من المتواصلين منهم من ينتظر دوراً مسؤولاً من الكتاب لإيصال معاناتهم بعد أن أغلقت عليهم الاشتراطات شمولهم بالمكرمة الملكية، وأرجع بعضهم تضييق الاشتراطات السابقة إلى أخرى لم تشمل من سبقهم وفي نفس الوقت صعبة عليهم. إن منهم من صار يتمثل بقول الشاعر: إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه، ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه، في إشارة إلى سوء حظهم ومشكلتهم.

إن الأمل في معالي الوزير الدكتور محمد العيسى أن يطلق قنوات تواصلية مباشرة معه حول المشكلة ذاتها وغيرها، ومن ذلك عقد حلقات نقاش عن بعد لمزيد من التعرف على ما يصعد بالعملية التنموية تعليمياً، وهذا، بحمد الله، هو خط القيادة الحكيمة في بلادنا؛ إذ رسخت سياسة التواصل بين المسؤول والمواطن في كل مكان وزمان.

إننا على مقربة يومين، كفاصلة زمنية، تفصلنا عن العام الميلادي الجديد، وكم سيكون في مساعدة من تحدثنا حول مشكلتهم، من بهجة وفرحة، «فاستوصوا بالشباب خيراً، فإنهم أرقّ أفئدة».. حفظ الله بلادنا وقيادتها وشعبها ووفقهم للخير والنماء.