مجتمع » حريات وحقوق الانسان

في المملكة.. (السونار) يهدد بـ(وأد البنات)

في 2015/12/19

عكاظ السعودية-

أطلقت الجمعية السعودية لطب النساء عبر رئيسها تحذيرات حول استخدام جهاز «سونار»، الذي يستخدم عادة للكشف على الجنين، مشيرا إلى أن إفراط الأطباء في استخدامه يؤدي إلى نتائج عكسية على الأم والجنين في نفس الوقت.

وأكد رئيس الجمعية السعودية لطب النساء الدكتور حسان عبدالجبار لـ «عكاظ» تهديد جهاز «سونار» للإناث داخل أرحام أمهاتهن، إذ أن الكشف المبكر في فترة الحمل الأولى، يسمح بالتخلص من الحمل، لافتا إلى قصص مشابهة شهد عليها حينما كان طبيبا.

وفي الوقت نفسه، أوضح رئيس الجمعية السعودية لطب النساء أن أعداد السعوديات اللواتي يستخدمن العمليات القيصرية عوضا عن الولادة الطبيعية في تزايد مستمر، مبينا أنهن بلغن نسبة الـ 30 في المئة، ومرجعا ذلك إلى مفاهيم عند النساء من الخوف من الولادة الطبيعية والتي تشوه الأجسام كما يعتقدن.

فيما أكد عدد من السيدات تأييدهن الكبير للعمليات القيصرية بدلا من الولادة الطبيعية، مستشهدين بالآلام المصاحبة للولادة الطبيعية على رغم أن «القيصرية» تكون عبر عملية جراحية يستخدم فيه الجراح مشرطه.

رغم اضمحلال العادات العربية القديمة التي لا ترغب كثيرا بإنجاب الإناث في المجتمع السعودي، إلا أن رئيس الجمعية السعودية لطب النساء الدكتور حسان عبدالجبار يتهم جهاز «السونار» بكونه سببا رئيسيا يهدد «الإناث» داخل رحم الأمهات بسبب ردة فعل الآباء بعد معرفة نوع الجنين في الأيام الأولى من الحمل والتي يمكن التخلص من الحمل، مشيرا في الوقت ذاته من تسبب الجهاز لدخول أطباء إلى أروقة المحاكم والتسبب في مشاكل أسرية.

وأوضح الدكتور حسان عبدالجبار لـ «عكاظ» أن «السونار» هو عبارة عن جهاز استخدم سابقا في أعماق البحار لتحويل الموجات الصوتية إلى صور بالتقنية الحديثة، وتطور عبر الأعوام الماضية حتى بات جهازا لفحص الجنين داخل رحم الحوامل.

وحذر الطبيب المتخصص في طب النساء والولادة من استخدام الجهاز أكثر من مرة، قائلا: «يستخدم خلال الحمل لمرتين فقط، حيث يقوم بكشف التشوهات وقصور القلب ودقة التنفس والحركة ونسبة الماء وغيرها»، مبديا تذمره من كثرة استخدام الأطباء، متأسفا على كثرة استخدام أطباء لجهاز «السونار» في كل زيارة للحامل، و«كأنه بات سماعة الأذن عند الطبيب».

وقال الدكتور حسان: إن من فوائد «السونار» كشف نوع الجنين وهل هو ذكر أو أنثى، ولكن ذلك تسبب في ردة فعل متفاوتة يعيشها الأطباء مع «الحوامل» وأزواجهم، مضيفا: «من ضمن تلك القصص التي عايشتها، أن الفحوصات أظهرت أن الجنين ذكر وبعد الولادة كان أنثى، فرفض الأب استلام «المولود» ورفع قضية أمام المحاكم بتبديل الجنين».

وأضاف: «قصة أخرى كانت لأب يحلم في «ولد» ولديه 5 من البنات، وكشف «السونار» أنها سوف تكون الأنثى السادسة، فكان غاضبا جدا ورفض الحمل ورغب في التخلص منه إلا أننا قدمنا النصيحة له ورضي بنصيبه من البنات».

ويستطرد بالاستشهاد على الأمثلة التي مرت عليه «رجل آخر كان يلازم زوجته في كل مواعيدها أمام طبيبة النساء والولادة، وبعد فحوصات «السونار» ظهر الجنين أنها أنثى، فتخلى عنها ولم يلازمها أبدا طوال الحمل وأصبحت تراجع عيادات النساء والولادة لوحدها أو مع أحد أشقائها».

وأكد عدم تغير موانع الحمل منذ عام 1960، موضحا أنها عبارة عن هرمونات تقوم بتوقيف التبييض، بيد أن الأعوام الأخيرة ظهرت وسائل جديدة مثل «الإبر والحبوب»، ولها فائدة كبيرة، بعكس المنشطات والمثبتات التي تطورت بطريقة غريبة عالميا وبنتائج ملموسة.

ونوه بتطور أجهزة تشخيص وكشف الجنين، والتي أصبح من السهل التعرف على الكائنات الدقيقة والأورام النسائية ومدى تشكيلها تهديدا أو خطورة على الأم وجنينها مستقبلا، كما أن أجهزة الحاسب الآلي باتت تكشف التشوهات وتهديد السرطان بمجرد فحص الدم.