سياسة وأمن » مؤتمرات سياسية

مبادرات الخليج سيئة

في 2015/12/10

د. حسن عبدالله عباس- الراي الكويتية-

منطقتنا لو قارناها ببقية المناطق على وجه الكرة الأرضية لوجدناها الأكثر دموية وعنفاً. فما السبب؟

يحيل البعض أن التقاتل يعود سببه إلى تنافس الدول الكُبرى. فهذه الدول الكبيرة تتنافس فيما بينها على أهداف عدة، وأرض معركتهم تكون عندنا فنحن مَنْ يحارب نيابة عنهم وبالوكالة. ملفات هذه النزاعات متنوعة ويمكنني أن أجملها في خمسة ملفات رئيسية: النفط، إسرائيل/فلسطين، المعابر المائية، إيران، الإرهاب الإسلامي التكفيري، العنصرية (اختلاف القوميات أو اختلاف المذاهب).

ولكل ملف منها تشعباته، كما أنه من المحتمل جداً أن تتلاقى بعض هذه الملفات فيما بينها فيكون احدها ظاهرا أكبر من غيره. فمثلاً الحرب العراقية - الإيرانية التي اجتمع فيها الكُره الدولي لإيران مع الاحتقان الطائفي والقومي، أو الإرهاب الإسلامي والتكفيري مع بسط السيطرة على المصافي.

فهذه الملفات الخمسة هي غالباً الاكثر سخونة وعلى طاولة مناقشات وزارات الخارجية والدفاع ومجالس الأمن، وهي الأسباب الخمسة التي دعت أن تنتشر هذه الفوضى التي نعيشها منذ خمس سنوات في المنطقة. فأحد هذه الملفات أو خليط منها، هو غالباً الأسباب الرئيسة للنزاعات المنتشرة في المنطقة. فمثلاً الخلاف السعودي مع الدول المؤيدة لإسرائيل والتهديد بقطع إمدادات النفط في سبعينات القرن الماضي، أو الحرب العراقية - الإيرانية، أو الحروب الإسرائيلية المتعددة، أو حرب الأسعار المشتعلة هذه الأيام بين المملكة وإيران، كلها أمثلة متنوعة للملفات التي ذكرتها.

لكن يوجد سبب واحد مهم مخفي من بين كل ذلك، بل قد يكون هو السبب الأول والأهم في كل شيء. السبب الرئيسي الذي أعنيه هو سذاجة التفكير وسطحية التفسير. اليأس من بعض وفقدان أهل المنطقة الثقة ببعضهم وبأنفسهم، هي بالأساس فكرة مستوردة جاءت بها الأنظمة لتسترزق عليها، وآفة شعوب المنطقة انها صدقتها وبنت عليها بنيانها الفكري والسياسي، فأولئك يقتاتون عليها، ونحن ندفع فاتورة جهلنا بأننا صدقنا كل مستورد أجنبي ولم نعد نفكر لأنفسنا ولمصلحتنا ولخير منطقتنا. أول علاجاتنا أن نبدأ بالنفس ونثق ببعضنا، ولنعلم أن الخوف والارتياب والشك في جيراننا وقدراتنا هو أول وأهم أسباب فشلنا.