ثقافة » احصاءات

الكويت.... إلى أين؟!

في 2015/12/08

د. وائل الحساوي- الراي الكويتية-

كلام العم احمد السعدون في ندوة: «الكويت الى أين؟» وضع النقاط على الحروف في كثير من تحليلاته عن مواطن الخلل في الكويت، لاسيما الوضع المالي للبلد والذي بين فيه ان اللجنة التي وضعت المخطط المالي للدولة في خطة 2014 /‏2015 لعشرين سنة قد بينت ان هنالك فائقا ماليا لهذا العام (عام الخطة) سيزيد عن 9.4 مليار ثم هم اليوم يتحدثون عن عجز يبلغ 406 ميارات دولار خلال فترة الخطة!!

ثم تساءل السعدون عن طرق تسديد الفوائد السنوية لذلك العجز، هل هي السندات والقروض التي سيلجأون إليها، والتي سيتحمل كل طفل كويتي يولد الآن على ظهره «دين»!!

ثم تكلم السعدون عن خطة التوظيف والرواتب، وكيف سيتم سدّها إذا كان معدل راتب الموظف غير الكويتي في القطاع النفطي 3700 دينار بينما رواتب من يماثلونهم في الأجهزة الحكومية الاخرى لا يزيد عن 400 دينار !! وذكر السعدون بان الحكومة تعترف رسمياً بزيادة رهيبة بين حملة الدبلوم والاجازات الجامعية من سنة 2009 الى 2013، مشيراً الى ان القطاع الخاص قد انهى خدمات الكثير من الموظفين الكويتيين بعد الأزمة المالية العام 2008، وان قطاعات تشارك بها الكويت بنسبة عالية بدأت الآن بإنهاء خدمات او محاولة منح موظفيها الراغبة بالتخلص منهم مزايا!!

ثم اوضح السعدون بان قيمة دعم المعيشة كانت 241 مليون دينار وفق بيانات العام 2011 /‏2012، أما قيمة جميع الدعومات ومنها بدل الايجار والدعم الخاص للمعيشة والمساعدات فقد وصلت الى ما معدله مليار و122 مليونا!!

اما سرقة الديزل للعام نفسه فقد بلغت مليارا و122 مليونا.

ثم تطرق السعدون الى تصريحات الحكومة بانها بدأت جديا في حل المشكلة الاسكانية، وبين بانهم يبيعون الوهم للشعب، وان الحل لن يأتي عن طريق هذه الوسائل التي يعرضونها!!

ولم ينس السعدون المطالبة بالتوقف عن ملاحقة المغردين والاعلاميين.

الخطأ الكبير!!

بالرغم من ذلك الكلام الجميل من السعدون وتحليلاته الواقعية، الا انه وللاسف ذكر عبارة خطيرة بقوله: «اي تيار يحاول ان يجد مبررا للمشاركة في هذا الوضع الفاسد لن يؤدي ذلك الا الى شرعنة الفساد واطالة امده» فهذا الكلام فيه اتهام خطير لكثير من المخلصين الذين لم يقفوا موقف المقاطعة من الحكومة والمجلس وانما آثروا المشاركة من اجل اصلاح ما يمكن اصلاحه وجهروا بكلمة الحق في وجه الفساد، حتى وان لم يكن تأثيرهم بالدرجة التي نتمناها.

يعلم السعدون بان الشعب الكويتي قد بايع الصباح كاولياء امور لبلده وان وجود الفساد في بعض، أو كثير من نواحي الحياة في الكويت لايبرر الانسحاب او التمرد عليهم ولكن لابد من نصحهم وتوجيههم!!

بل لم يخل وقت من الاوقات من وجود الفساد في البلد وقد تصدى له رجالات شرفاء لا تزال تذكر مناقبهم، بل قد حدث في سنوات مشاركة السعدون في المجلس الكثير من الفساد ومنها حل المجلس مرات عدة وتزوير الانتخابات، ومساعي تعديل الدستور ولم نسمع بان المشاركة في المجلس هي شرعنة للفساد.

ان حديث السعدون عن التيارات التي«تفوحش» يجب الا يقودنا الى اتهام الجميع، فالمقاطعة الشاملة التي يدعو اليها قد اثبتت فشلها و تفلتت اطراف كثيرة من الاستمرار فيها، وخير للبلد ان يسعى كل انسان لبذل جهده لمحاربة الفساد من ان نبقى نتشدق بالشعارات التي تسببت «بتفوحش» الكثيرين من الاوفياء له وانزوائهم عنه!!