سياسة وأمن » دراسات سياسية

"مستقبل المواطنة والهوية الخليجية"

في 2015/12/07

سوسن الكريمي- منتدى التنمية- اللقاء السنوي الخامس والثلاثون- مركز الخليج لسياسات التنمية-
موجز: تطرح هذه الورقة تساؤل أساسي حول الهوية الخليجية، وهي: هل هناك هوية/هويات خليجية؟ وإن كانت موجودة، فهل تمتلك هذه الهويةالهويات فرص الاستمرارية والنمو مستقبلا وبما يتوافق مع بنية الدولة الحديثة وشروط الاتحادات الإقليمية؟ في سعيها للإجابة على الأسئلة المطروحة تتطرق الورقة إلى بعض من الخصائص التي تميز الهوية الخليجية عامة والشبابية خاصة، وذلك لأن الشباب يمثلون فئة حاملي عبأ الهوية المستقبلية. وتستند الورقة على بعض المقارنة بين الهوية الشبابية البحرينية ومثيلاتها من الخليجية في التعرف على الواقع واستخلاص النتائج.
على فرضية وجود "الهوية الخليجية" الجامعة وذلك على المستوى الشعبي، يسعي البحث الى تقصي بعض من ملامح الهويات بين الفئات الشبابية في المجتمعات الخليجية وتلمس مدى تقاربها مع بعضها أو تباعدها,ومقارنتها بالهويات الشبابية البحرينية، وعليه إمكانية بناء منظومة مواطنة خليجية مستقبلا. ونتساءل هل تستطيع هذه الهويات الخليجية في تسهيل عملية التحول الى المواطنة الخليجية الموحدة استنادا على وجود مقومات اجتماعية وموروثات مشتركة بين شعوب منطقة الخليج, أم ان الظروف والتغيرات الاقتصادية والسياسية أفرزت حالات من الخصوصية الاجتماعية بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي.
 
وبناء على ما ذُكر، يتطرق البحث إلى  بعض العوامل التي تصوغ هويات الشباب في المجتمع الخليجي المعاصر،  وهي :
i.الهويات الموروثة (الطائفية والعرقية)
ii.قضايا التعليم: الجنوسة وصراع القيم والازدواجية في المعايير
iii.هيمنة الثقافة الاستهلاكية
iv.الإعلام الخليجي وصياغته للهويات الخليجية الشابة.
 
وتخلص الورقة إلى استنتاج عدة وقائع للهويات الخليجية منها:
1)وجود إرث لغوي، عقائدي،عرقي، ثقافي، وتاريخي يجمع شعوب المنطقة الخليجية والأنظمة الحاكمة وأَّؔسّس لبنة قوية لقيام ثقافة شعبية مشتركة تعرف بـ "الثقافة الخليجية".
2) التجارب التاريخية المتفاوتة (الثقافية، السياسية، والفكرية) بين مجتمعات دول الخليج أفرز بنيات ثقافية وطنية تتميز بالخصوصية في كل دولة من دول الخليج.
3)أهمية الإلتفات الى العوامل التي تلعب دوراً محوريا في  صياغة الهويات  الشابة في المجتمع  الخليجي المعاصر.
4)تطلعات الشعوب الخليجية في التعاون والوحدة لا تعكسها واقع الصراعات والخلافات السياسية بين الانظمة الحاكم.
5)الواقع الاقتصادي الحالي المتفاوت بين دول الخليج وشعوبها وتفاوت الدعم الحكومي في أنظمة الرعاية والضمان الاجتماعي أدى الى تفاوت طبقي حاد بين مواطني دول الخليج العربي وحتى داخل الدولة الواحدة.
6)تبني الحكومات الخليجية منظومة الاقتصاد الرأسمالي الحر Laissez- faire وركوب موجة النيوليبرالية  neoliberalism   القائم على التجارة الحرة والسوق المفتوحة والخصخصة والتحرر من القيود عزز من سطوة وثروات العوائل الثرية التقليدية والمتنفذة  والتي تربطها مصالح مع السلطات الحاكمة. وافرز تفاوت حاد في الثراء بين طبقات الشعب. إلى جانب إفراز هذه المنظومة الاقتصادية طبقة جديدة من أثرياء حديثي النعمة Nouveau riche تستفرد بسلوكيات استهلاكية استعراضية   أصبحت مرجعية للطبقات الدنيا،  فعززت من هيمنة ثقافة الإستهلاك والتعبية للثقافية  الغربية.

لقراءة الدراسة اضغط