دعوة » مؤتمرات

مفتي السعودية يطالب العلماء بالرد على الأفكار المنحرفة المفرقة لأبناء المسلمين

في 2015/11/20

الاقتصادية السعودية-

حذّر الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء من الفتوى بلا علم مؤكدا أن القول على الله بلا علم من أعظم الكبائر، كما حذر من اتباع الناس للأقوال والمسائل الشاذة والانسياق لها واتباع الهوى بدعوى تغير الزمان والأحوال.

وطالب المفتين والعلماء بالرد على الأفكار الضالة المنحرفة التي تدعو إلى التفريق بين أبناء المسلمين والتحذير من دعاة الشر وتسجيل ما يقولون وتدارسه وتصحيح أخطائهم والرد على شبههم الضالة التي طالما غيرت الشباب في عقولهم والتغرير بهم وإيقاعهم في المهالك، سائلا الله أن ينصر دينه ويوفق ولاة أمره لما يحبه ويرضاه.

وقال آل الشيخ خلال افتتاح الندوة العالمية الدولية "الافتاء بين التأثير والتأثر بالمتغيرات" التي أقامها كرسي الشيخ محمد بن إبراهيم للفتوى وضوابطها في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة أمس الأول: إن الإفتاء منصب عظيم وعمل جليل فالعالم المفتي يرشد العامة إلى أمور دينهم ويوجههم لكل ما فيه خيرهم وصلاحهم بالعقيدة الصحيحة السليمة، فالعلماء ورثة الأنبياء وهم أهل العلم فمن أخذ به أخذ بالحظ الوفير والخير العميم، ونصح المفتين بتقوى الله في السراء والضراء ومراقبة الله عز وجل في أمور دينهم ودنياهم والاستزادة من العلم الشرعي والعمل بالدليل والحث على الواجبات والتحذير من المحرمات.

من جهته بين الدكتور إبراهيم بن علي العبيد مدير الجامعة الإسلامية المكلف أن رسالة الجامعة رسالة عالمية، وهي هدية هذه الدولة المباركة للعالم الإسلامي، وقد تخرج منها أكثر من 70 ألف طالب ويدرس فيها أكثر من 23 ألف طالب من 200 جنسية ينهلون من المنبع الصافي ويدعون إلى الله بالمنهج الوسطي المعتدل، وقد تخرج منها العلماء والوزراء والرؤساء، مفيداً أن ذلك من أكبر فضائل الله على هذه الجامعة التي تحظى بعناية هذه الدولة المباركة.

وأشار إلى أن ما تفضل به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في رمضان العام الماضي من تدشين المدينة الجامعية الجديدة على مساحة تقدر بـ 100 مليون متر لبناء المدينة الجامعية المتكاملة، إلا دليل على دعم هذه الدولة لهذه الجامعة.

وأردف مدير الجامعة قائلا انطلاقا من رسالة الجامعة في نشر العلم والمعرفة والتأصيل العلمي جاءت فكرة هذه الندوة العلمية التي تنظمها الجامعة من خلال كرسي سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم للفتوى وضوابطها حيث المتغيرات المعاصرة نلاحظها اليوم تستجد وتتسارع وتحتاج إلى حزم وضبط وعناية من أصحاب العلم من العلماء الربانيين، لافتا إلى ما يرى اليوم من التسلق على أعتاب الفتوى ممن ليسوا من أهلها من المتعالمين ومن غير المختصين فضلوا وأضلوا. ومؤكدا أن المسؤولية كبيرة على العلماء وعلى المجامع العلمية والجهات المتخصصة في هذا المجال.

وأضاف الدكتور سليمان الرحيلي رئيس كرسي سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم للفتوى وضوبطها إن العلماء يسيرون على منهج سلفي أصيل يعلّمون العلم والكتاب والسنة وينشرون الخير، موضّحا أن الكرسي يهتم بتأصيل الفتوى لأن الفتوى إذا انضبطت كانت من مفاتيح الخير والإصلاح والأمن والاستقرار، مضيفا أن هذا الكرسي قد وجه أعماله إلى خدمة الإسلام والمسلمين من ناحية الفتوى وبيان ما جاء فيها وشروطها ونشر البحوث والوعي بها في المجتمع، حيث وصل الكرسي عدد كبير من البحوث في هذه الندوة انتهت بعد تحكيمها إلى 97 بحثا محكما نشرت في ملخصاتها في هذه الندوة العالمية الدولية.

وألقى الدكتور محمد إبراهيم الحمداوي من جامعة الأزهر كلمة المشاركين بين فيها أن على العلماء مهمة كبيرة في ضوابط الفتوى، لأنهم مصابيح الأمة وعليهم أن يعلموا الجاهل ويبينوا للناس أحكام الدين.

وفي كلمة ضيوف الندوة أوضح الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن خطورة الفتوى بغير علم والتصدي للفتوى من غير أهلها، مضرة بالعباد والبلاد.

وقال إن أمتنا في هذا الوقت تتعرض لهجمة شرسة من أرباب الفكر الضال فهم دعاة على أبواب جهنم يفتون بغير علم فيضلون مع ضلالهم، مشيرا إلى أن هذه الندوة تأتي في مواجهة مثل هذه الهجمة الشرسة لكونها تحمل عنوان التأثير والتأثر في المتغيرات فتتضاعف المسؤولية على أهل العلم من العلماء الراسخين في تبيان العلم، خاصة أن اسم الكرسي يحمل علما من أعلام الفتوى هو الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله.