مجتمع » حريات وحقوق الانسان

صرخة موظفة مكفوفة

في 2015/11/18

م. آمال عيسى المهندي- الشرق القطرية-

تغيرت نظرة المجتمع في الآونة الاخيرة للمرأة ذات الاعاقة البصرية (الكفيفة) وتكفلت الدولة بإعطائها جميع حقوقها، فالمرأة الكفيفة ساهمت في تغيير نظرة المجتمع اليها، ونظرتها هي الأخرى الى ذاتها، وانخراطها بالعمل جعلها تشعر بالمسؤولية، فالمجتمع بحاجة الى التكافل الاجتماعي والمشاركة الايجابية بين افراده، فالمرأة قبل ان تكون ذات اعاقة هي مواطنة لها حقوق وعليها واجبات. وبهذا الصدد كان لي حوار مع بعض الاخوات ذات الاعاقة البصرية خلال مشاركتي بورشة في مجال "صناعة نجومية المرأة الكفيفة عبر الفعاليات والانشطة الهادفة" فقالت احدى الاخوات الموظفات: بان المرأة الكفيفة ما زالت مهمشة على صعيد العمل، حيث تم رفض طلب تغيير مكان وظيفتها من قسم البدالة الى قسم العلاقات العامة، هنا يجول في خاطري بأن اطرح سؤالي للمسؤولين المشرفين على هذه الفئة من المجتمع لماذا لم تتم مراعاة ميولهن وتأهيلهن وتهيئة الظروف الملائمة لاستغلال كفاءاتهن وقدراتهن ورفع مستوى أدائهن لتولي مثل هذه الوظائف، هذا وقد ذكرت موظفة اخرى بان هناك وظائف معينة لذوي الاعاقة البصرية نساءً ورجالاً ومحصورة بين هذه الوظائف دون غيرها. ومن دواعي الأسف أن ارى بعض المسؤولين بمجتمعنا العربي عموماً ومجتمعنا القطري خصوصاً يتم النظر لذوي الاعاقة (ذكراً كان او انثى) نظرة دونية، خصوصاً المرأة ذات الاعاقة تعاني الأمرين كونها امرأة وكونها ذات اعاقة، حيث اهتم المجتمع اولاً بالرجل ذى الاعاقة، مما ادخل الرجل ذا الاعاقة في عجلة النمو وتأخر المرأة ذات الاعاقة عن ذلك، ايضاُ تختلف نظرة بعض الأسر الى المرأة ذات الاعاقة تبعاً لثقافتها ولوضعها الاقتصادي حيث ترفض بعض الاسر توظيفهن وذلك لاكتفائهن براتب الضمان الاجتماعي، مما ادى الى حرمانهن من التوظيف وإظهار مهاراتهن وعدم الاستفادة من علمهن وعملهن، أما الرجل صاحب الاعاقة لم يحرم من هذا الحق لكونه رجلا، حيث ان تفضيل الرجل على المرأة عموماً لأسباب باتت معلومة للجميع تقريباً. وكما أن هذه النظرة تركت اثراً سلبياً واثرّ على تقدمهن في المجالات التأهيلية والتعليمية. وما زالت المرأة تعاني الى اليوم من المصاعب فنجدها في وطننا العربي فهي ما زالت تعاني ليومنا هذا في هذه الآونة، حيث ذكرت بعض الاخوات من ذوي الاعاقة بانه تم استغلال قضيتهن كذوات اعاقة استغلال سلبي إعلامياً، وبهذا الرابط نشاهد السيدة منى الكواري التي تروي قصتها بطرح بعض المشاكل التي تمر بها كموظفة كفيفة باحدى الوزارات الحكومية: https://youtu.be/mtyZsEn9laE.

كلمة أخيرة: يجب ألا نغفل دور المجتمع والا نحرم النساء الكفيفات من حقوقهن وان نتيح لهن الفرص لبناء قدراتهن وتمكينهن من المشاركة الفعالة في الانشطة في مجتمعنا وبهذا الرابط ايضاً نشاهد نموذجا واقعيا من ابداع امرأة كفيفة، وهي السيدة مريم الكواري مشرفة برامج في مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين: https://youtu.be/Bztbar7J7EE.