سياسة وأمن » مؤتمرات سياسية

حوار المنامة

في 2015/10/31

منصور الجمري- الوسط البحرينية-

المؤتمر السنوي الحادي عشر لـ «حوار المنامة» بدأ مساء أمس، في وقت مبكر هذا العام، وذلك لكي لا يتضارب انعقاده مع انعقاد القمة السنوية لدول مجلس التعاون الخليجي في ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وقد جاءت كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في افتتاح المؤتمر لتوضح الموقف المصري تجاه الأحداث الكبيرة التي تعصف بالمنطقة.

وهذا العام تتوجَّه الأنظار أيضاً للتعرُّف على مواقف دول الخليج التي أصبح لها دور مختلف عن السابق في شئون المنطقة. وبحسب ما قاله المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (فرع الشرق الأوسط) جون جنكينز فإنّ دول الخليج تلعب دوراً متزايداً في الجهود الرامية إلى حل التهديدات الإقليمية.

جنكينز الذي كان سفيراً لبريطانيا قبل أن يتولى عمله الحالي، يشير إلى أنه عندما بدأ عمله الدبلوماسي في المنطقة، كان ذلك في أبوظبي في العام 1983. وحينذاك، كانت العواصم التي تسيطر على القرار العربي تتمثل في النظم الجمهورية (مثل مصر وسورية والعراق)، وكان الجميع ينظر إلى عواصم تلك الدول بصفتها الماسكة بمفاتيح مستقبل المنطقة. أمّا دول الخليج فقد كانت تستخدم نفوذها بصمت، وكانت تتبع سياسة خارجية حذرة. والتهديدات آنذاك كانت تتمثل في النظم الثورية، وفي تداعيات الحرب العراقية الإيرانية التي استمرّت من 1980 حتى 1988، إضافة إلى الصراع العربي - الإسرائيلي.

أمّا الآن، بحسب جنكينز، وبعد ثلاثة عقود، فإنّ دول الخليج تلعب دوراً قيادياً وحازماً، وتمسك بيدها مفاتيح القرار العربي في مواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية، وهي تهديدات عميقة تتمثل في انهيار نظم الدولة في عدد من العواصم العربية، إضافة إلى انتشار حركات الإرهاب والتطرُّف الوحشي، وانتشار ظاهرة التعبئة الطائفية، في وقت تشهد فيه المنطقة تغييرات ناتجة عن التوصُّل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، مع حديث متكرر عن توجُّه إميركي للخروج من المنطقة في المستقبل المنظور.

«حوار المنامة» ربما يتمكن من لعب دور محوريّ من خلال اجتذاب مختلف وُجهات النظر بهدف فتح قنوات التواصل في فترة تشهد انهيارات للسلطة في عدد من الدول العربية، وفي وقت تدور فيه الحروب والاقتتالات من دون أن تلُوحُ في الأفق ملامح لحلول سياسية واضحة.