دول » السعودية

أكدوا أن (داعش) فشلت في اختراق الوحدة الوطنية

في 2015/10/30

المدينة السعودية-

محللون وخبراء يطالبون الدولة بمحاسبة المحرضين على الفتنة دعا عدد من الخبراء الأمنيين والمحللين، الدولة إلى محاسبة المحرضين على الفتنة.. وقالوا لـ»المدينة»: إن العمليات الإرهابية، التي ينفذها تنظيم داعش الإرهابي تهدف إلى زرع الفتنة الطائفية بين أبناء المملكة وتمزيق النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية، محذرين من التساهل مع بعض الخطابات المحرضة، التي تدعو إلى الفتنة وتبرر مايقوم به الإرهابيون بشكل أو بآخر.

في البداية أكد الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، محمد العمر، أن التنديد والشجب والتأكيد على رفض التطرف في كل الوسائل الإعلامية والتواصل الاجتماعي، لا يُحرك تجاه التغيير.. مشيرا إلى أن المجتمع كله مسؤول نحو القضاء على الفكر المتطرف، لأنه يصطف بجانب الأمن والتعليم ودعاة الدين المعتدلين، فالمجتمع عليه متطلبات مراقبة الأقربين من كل درجات القرابة، وملاحظة التغيرات التي تطرأ، وعليهم واجب النصيحة والتغيير أو إبلاغ الجهات الأمنية.. مبينًا أن اختفاء الأقرباء من دون سبب أو ظهور التغيّر المفاجئ عليهم دون أي اكتراث، يدعو إلى إدانة المجتمع الذي لم يتخذ أي إجراء فيما لو تسبب ذاك المعني بأي كارثة، لأن اتخاذ مثل تلك المبادرة يعني المشاركة في الحل حتى نقلل من المصائب ونتفرغ للفكر.

وأضاف أن ما حدث في نجران مؤسف، ويدعونا إلى دعوة صريحة وجماعية إلى مساءلة ومحاورة ومحاسبة أولئك الذين يزرعون الكراهية والطائفية تحت ذريعة الاختلاف في المذهب أو الدين، والمضحك أنهم أنفسهم من يبادرون بالتنديد في حال أصاب المخالف بالمذهب أي مكروه جراء صنيع إرهابي مجرم.. مشددا على وجوب مراجعة كل محتويات الكُتب المفسوحة والمتداولة بشكل علني التي قد تحوي موضوعات توحي أو ترمز للكراهية والاختلاف مع الآخر على أساس ديني.

ومن جهته أشار رئيس لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشورى الدكتور خليل الخليل، إلى أن المنضمين لداعش والقاعدة وما في حكمهما من منظمات ومنظومات إرهابية قد أصبحوا أدوات سياسية ترعاها قوى استخباراتية ودول إقليمية ودولية وفق مخططات إستراتيجية سعت وتسعى للنيل من مكانة المملكة العربية السعودية، التي تقود خليجيا وإقليميا ودوليًا الحرب ضد الغطرسة الصهيونية، وهزيمة الأمة في معاركها الحضارية.. لافتا إلى أن استقلال القرار السعودي ورفع راية العزة والكرامة ونصرة الدين وجمع كلمة العرب والمسلمين، لم يكن مرضيا للقوى التي تعادي بإصرار الأمتين العربية والإسلامية مع المحاولات لإبعاد المملكة عن مواقفها المشرقة طيلة تاريخها الحديث، تلك المواقف دفعت بالأعداء المتسترين والظاهرين لشن الحروب الإعلامية والعسكرية والتخريبية على المملكة من خلال التفجيرات والقتل والتكفير في بلادنا منذ عقدين بالنمط الأقل كلفة ويتم بأيد سعودية لتنفيذ ما يتمناه ويسعى له أعداء البلاد، مع ذلك قدرات بلادنا السياسية والأمنية والعسكرية أقوى مما يتصورون.

وأضاف أن ما أصاب نجران من تفجير في بيت من بيوت الله واستشهاد مواطن وإصابة آخرين، أصاب البلاد السعودية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وأن السعوديين جميعهم فداء لنجران الوطن، كما كانوا فداء للأحساء والقطيف والدمام وسيهات وحائل وكل شبر في بلادنا المحاربة لقوى الفساد والضلال وإشاعة الفوضى باسم الجهاد ونصرة الدين.. منوها بأن البلاد السعودية تتمتع بالقدرات، التي تحمي أمنها ومكتسباتها ومكانتها السياسية، شكرًا للقيادة الحكيمة وشكرا للقًوات الأمنية المخلصة للدين وللوطن وللمليك.

وأوضح أن الوطن يخوض حربًا شرسة في اليمن، ويقود التحالف العربي لتحرير اليمن من مليشيات الحوثيين ومن عبث الرئيس المخلوع علي صالح ومن المخططات، التي ترعاها القوى التي تسند داعش والدواعش. ويقف مع الشعب السوري، لذا، ليس غريبًا أن تتجه المليشيات إلى نجران والأحساء وحائل ومناطق البلاد لزرع الفتن والطائفية واستهداف الوطن والمواطنين في حرب مفتوحة.

من جانبه قال الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور علي دبكل العنزي: إن استهداف داعش للمملكة ومحاولة زعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة ليس بغريب عليها وعلى من خلفها.. مشيرا إلى علم داعش بأن المملكة هي القلعة الأخيرة للإسلام، وهي الحاضنة والراعية للحرمين الشريفين وهي التي تحظى باحترام جميع المسلمين، لذلك يهدف لاستهداف المساجد لإثارة الفتنة الطافية التي عجز أن يخترق النسيج الاجتماعي والتماسك واللحمة الوطنية.. مبينا أن داعش حاول خلال عملياته إثارة الفتنة الطائفية داخل البلاد، ولكن جميع محاولاتها قد باءت بالفشل.

وأشاد بوعي الشعب السعودي وتمسكه بقيادته ولحمته الوطنية، ويحاول الإرهابيون تصوير المجتمع السعودي بأنه منقسم طائفيا، ولكن أثبتت الأحداث وحدة المجتمع وقوته، وسبق أن رأينا الفشل الذي منيت به داعش في المنطقة الشرقية وتفجير طوارئ عسير وقبل أيام قلائل نجران.