ثقافة » شؤون جامعية

«لا للمعلم.. لا للطالب»

في 2015/10/29

ابن الديرة- الخليج الاماراتية-

حديث السلوك الطلابي في مدارسنا لم يهدأ حتى الآن، فنحن في عصر الصورة بامتياز، العصر الذي تحل فيه الصورة محل جهينة فتأتي دائماً بالخبر اليقين، ثم يبدأ الشرح والتعليق والتفسير والتأويل، فكل مغرد أو مدون هو مؤسسة مستقلة لها رأيها الذي تقوله كيف شاءت متى شاءت في فضاء الحرية المفتوح.

في ظل الحديث الدائر والحوار المحتدم يغيب صوت أهم اثنين لهما علاقة مباشرة وأصيلة بالموضوع: المعلم والطالب.

كلنا تكلمنا بالنيابة عن المعلمين والطلاب، ولم نسمع لهم صوتاً لأسباب غير معلومة. نتكلم عن علاقة متوترة أو غير سوية بين المعلمين والطلاب وكأن هذه حقيقة مطلقة، فيما هي فرضية تحتمل الصدق والكذب، ولا يمكن التأكد من ذلك أو من أي شيء آخر متصل بالميدان مع هذا الإلغاء «العجيب» للميدان.

والميدان التربوي في عزلة إعلامية أكيدة، فهو لا يتكلم بالأصالة عن نفسه، ودائماً يتكلم بالنيابة عنه آخرون. المعلم ربما ممنوع من الكلام، والطالب قطعاً يحاسب إذا تكلم. هذه العزلة تعززها القطيعة الحاصلة اليوم بين البيت والمدرسة خصوصاً بعد «انقراض» فكرة مجالس الآباء والأمهات، وهو أمر، في حد ذاته، غريب. لو كان هناك شك في الأداء فهل يتحول إلى شك في الأهمية والضرورة.

لا بد من مراجعة واقعنا التربوي والتعليم لهذه الجهة، على أن تكون جزءاً أصيلاً وأساسياً من مشروع «تغيير» التعليم الذي أطلقه وزير التربية والتعليم مطلع العام الدراسي، وفي الأصل والأساس، لا يستقيم نجاح أي مشروع تغيير أو تطوير تعليم من دون إشراك الميدان، خصوصاً فئة المعلمين التي ينبغي أن تكون أكثر إيجابية خصوصاً من خلال جمعية المعلمين.

واضح أن هناك شعاراً مرفوعاً في أوساطنا التربوية عنوانه «لا للمعلم.. لا للطالب»، ويراد أن يقال هنا إن هذا الشعار، بمضمونه المتخلف، غير منطقي أو عقلاني، كما يراد أن يقال إن هذا النقاش المجتمعي العام حول العلاقة بين المعلم والطالب في مدارسنا لن ينجح، لا يمكن أن ينجح، مع عزلة الميدان التربوي وبعضها قسري مفروض، وبعضها راجع للإرادة والاختيار.

لا للمعلم.. لا للطالب.. فكرة خاطئة.

نعم للمعلم.. نعم للطالب.. فكرة صحيحة.

والمعلم والطالب شريكان في أبجدية التعليم من أول حرف حتى الحرف الأخير.