علاقات » ايراني

لاريجاني: نقدر دور جلالة السلطان في دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة

في 2015/10/19

عمان اليوم-

أكد معالي الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني تقدير بلاده لدور السلطنة الداعم للسلام والوفاق في المنطقة، وقال: نحن نقدّر ونشید بدور سلطنة عمان وخاصة دور جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- في دعم الأمن والاستقرار.

ووصف لاريجاني علاقة إيران بالسلطنة بأنها «كانت دوماً ودیة وقریبة وأن هذه العلاقات ستكون خالدة ومستدامة». جاء ذلك خلال رده على سؤال لرئيس تحرير عمان سيف المحروقي حول أهمیة العلاقات بین عمان وإیران وكذلك الأوضاع المستقبلیة في ظل التطورات الأخیرة خاصة بعد دخول روسیا إلی ساحة مكافحة الإرهاب في سوریا.

وأضاف لاريجاني: إن ظروف المنطقة متغیرة ومتحركة وأن القوی الكبری تبحث عن مصالحها ولكن المهم هو وجود انسجام وتعاون أكبر بین دول المنطقة للسیطرة علی الوضع، وقال: علینا أن نقبل أن الأمن والاستقرار في المنطقة هو مسؤولیة دولها، مشيرًا إلى أنه عندما دخل تنظيم داعش إلى العراق فإن أبناء العراق هم الذین استطاعوا إنقاذ بلدهم.

وأضاف في رده على سؤال رئيس تحرير عمان: إن مقارعة الإرهاب لا تنتهي بالقصف الجوي، وتساءل عمّا فعلته التحالفات التي «تدعى دولیة» على حد تعبيره، مؤكدًا: «إن الدور المهم في هذا المجال تلعبه دول المنطقة في مكافحة الإرهاب».

وكان وفد رؤساء تحریر الصحف العربیة قد التقى في طهران الإثنین الماضي رئیس مجلس الشوری الإسلامي علي لاریجاني الذي قال: إن مثل هذه اللقاءات في ظل الظروف الحالیة التي یواجهها العالم الإسلامي مهمة للغایة: و«أن دوركم كوسائل إعلام في العالم الإسلامي مهم جدًا في تنویر الأفكار».

العراق

وفي هذا اللقاء طرح بعض الحاضرین أسئلة علی رئیس مجلس الشوری الإسلامي، وفي رده علی سؤال مؤید اللامي رئیس تحریر صحیفة الزوراء العراقیة حول دخول القوة الجویة الإیرانیة لمواجهة الإرهاب في العراق؟ والعلاقات البرلمانیة بین البلدین قال لاريجاني: إن علاقاتنا مع البرلمان العراقي قریبة جداً، وعندما أصبحت هیكلة الدولة دیمقراطیة باتت العلاقات أقوی من قبل، وقد قام رئیس البرلمان العراقي بزیارة لإیران في وقت سابق، ولم أر نقطة ضعف في العلاقات البرلمانیة بین البلدین والسبب أن الشعبین قریبان جداً.

وحول الأزمات في المنطقة أكد لاريجاني أن الإرهاب هو مشكلة كبیرة في المنطقة وتعاني منه أفغانستان، وباكستان، وسوریا، والعراق، ولیبیا ومصر، وأن موقف إیران هو دعم الدول في مكافحة الإرهاب، وأضاف: إن إیران تقدم حالیاً مساعدات استشاریة في العراق وسوریا، والعراق لیس بحاجة إلی قوات عسكریة من إیران لأن أبناء العراق بواسل وأقویاء وقد قدمنا للعراق المساعدة في أي وقت طلبت الحكومة ذلك. مشيرًا إلى أن سبب دخول روسیا في هذه الساحة جاء بسبب فشل «ما یسمی بالتحالف الغربي» على حد تعبيره.

سوريا

وفي رده علی سؤال من علي قاسم رئیس تحریر صحیفة الثورة السوریة حول دعم روسیا وإیران لسوریا في مواجهة الإرهاب ودور البرلمانات في هذا المجال قال لاریجاني: لدینا علاقات قویة مع البرلمان السوري، وأن الأزمة السوریة متعددة الأبعاد، ونری أن هناك تدخلاً من عدة دول في الأزمة السوریة، ونحن منذ البدایة قلنا: إن حل الأزمة السوریة سیاسي ولیس عسكريًا، وأضاف: قبل أربعة أعوام قلنا لبعض دول المنطقة وأوروبا في مباحثاتنا أن حل الأزمة السوریة لیس عسكریًا.

وتابع: والیوم یقولون لنا أننا نقبل بالحل السیاسي ولكن ذلك أصبح متأخرًا لأن الإرهابیین قد نموا في سوریا. ویجب أن یكون هناك تنسیق سیاسي لمواجهة الإرهاب.

مؤكدًا أن أي حل سیاسي یجب أن یكون من داخل سوریا، ولا یمكن السماح للآخرین أن یجلسوا في غرف خارج سوریا ویتخذوا القرار لهذا البلد.

مصر

بدوره سأل أحمد السید النجار رئیس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عن دور البرلمان الإیراني في تقدیم مبادرات لحل الخلافات مع الدول العربیة، وكذلك عن موضوع تصاعد الإرهاب ودور الدول التي دعمت إیران اقتصادیًا خلال الحظر ومدی جدیة التحالف الغربي في مكافحة الإرهاب ومستقبل العلاقات بین إیران ومصر.

وأجاب رئیس مجلس الشوری الإسلامي قائلاً: إیران قبل 36 عاماً كانت حلیفة للكیان الصهیوني وكانت تبیع النفط لإسرائیل وتقف إلی جانبها ضد بعض الدول العربیة، ولكن الثورة الإسلامیة جاءت لدعم الأمة الإسلامیة ووقفت إلی جانب الشعب الفلسطیني ودعم المقاومة والیوم أصبحت إیران الهاجس الأول لإسرائیل، وأضاف: إیران لدیها نظرة استراتیجیة للأمتین العربیة والإسلامیة. فاستراتیجیتنا هي الوحدة وعدم الفرقة. وهناك دول كبری تحاول زرع الخلافات بین إیران والدول الإسلامیة والعربیة، وتحاول الیوم تضخیم الأزمة الطائفية.

وقال: في حرب يوليو 2006 دعمنا حزب الله وكانت بعض الدول الإسلامیة تقول: إن دعم إیران لحزب الله لأنه شیعي وكانت هذه الدول تزود إسرائیل بالمعلومات، ولكن رأیتم في حرب غزة أن ایران قدمت لحركة حماس الدعم وهي سنیة، فقالت هذه الدول آنذاك بأن هذه الحرب بین الفرس وغیر الفرس.

وأضاف: إن إیران لدیها قدرة صاروخیة هائلة وهؤلاء یقومون بتخویف الدول الإسلامیة من إیران. فهل هاجمت إیران حتی الآن أي دولة عربیة؟، وتابع: خلال حرب صدام، حرضوا العراق ووقفت الدول العربیة إلی جانب صدام ماعدا سوریا وبعض الدول الأخری.

وبعد الحرب نحن لم ننتقم من أحد فحتی خلال غزو صدام للكویت نحن دعمنا الكویت.

وشدّد رئيس مجلس الشورى الإيراني علی أن إیران تشعر بالقلق تجاه الخلافات في العالم الإسلامي، فالخلافات بین الطائفية هو أمر مفروض من الخارج، ونحن نعرف الذین أشعلوا نار الفتنة بین المسلمین. وقال: «كتابنا واحد، وقبلتنا واحدة ونبینا واحد، وصلاتنا واحدة، وحتی في الأحكام الدینیة توجد لدینا اشتراكات كثیرة»، وأضاف: كانت لدینا دوماً علاقات قریبة مع روسیا، كما أن علاقتنا قریبة مع تركیا ودول الجوار، ولدینا 15 ملیار دولار تبادل تجاري مع تركیا، ومع الإمارات كذلك لدینا علاقات تجاریة كبیرة.

مشيرًا إلى أن ظروف المعادلات الدولیة أخذت تتغیر، وتابع: إن مصر دولة مهمة في العالم الإسلامي وبلد له جذور عمیقة ومثقفون كبار، ویمكن أن یكون له الدور الفاعل والمهم. و«نحن ساندنا دوماً وجود علاقات وطیدة بین إیران ومصر ونحن نعتبر تقارب هذه الأقطاب المختلفة في المنطقة مهم جداً».

الأردن

كما سأل محمد سلامة رئیس تحریر جریدة الدیار الأردنیة عن ارتدادات الإرهاب والعلاقات الإیرانیة والأردنیة، وأجاب لاریجاني قائلاً: بالنسبة لموضوع الإرهاب: أي جهة من الإرهابیین عندها ارتباط مع إیران؟ إن جمیع الإرهابیین معارضون لإیران وتساءل: هل داعش صدیقة لإیران أم جبهة النصرة أو طالبان؟ إنهم جمیعاً أعداء لإیران.

وأشار لاریجاني إلی ما قالته بي نظیر بوتو قبل سنوات، بأن من أسس طالبان هما بریطانیا وأمریكا، وتم دعمهم بالمال العربي، وأضاف: كما أننا نشاهد أن غالبیة قیاداتهم هم من حزب البعث المنحل، مشيرًا إلى أن داعش لديه الآن ما قیمته 30 ملیار دولار من الأسلحة.

متسائلاً: هل هي أتت إليه من المریخ ؟ وقال: من الواضح جداً من ذا الذي یدعم داعش ومن هي الدول التي تشتري النفط من داعش. ونحن نعتبر أن العملیات الإرهابیة تضر بالعالم الإسلامي وتسبب أزمات أمنیة للدول الإسلامیة وتسيء للأمة الإسلامیة في العالم ونحن نعارض الإرهاب بصورة مطلقة.

وأضاف رئيس مجلس الشورى الإيراني قائلاً: علاقاتنا مع الأردن عادیة، وهذا یعود إلی الأردن الذي یجب أن یكون أكثر نشاطاً في هذا المجال، وأبوابنا مفتوحة للإخوة الأردنیین، وقال: إن موضوع اللاجئین السوریین مهم جداً ولكن هناك أكثر من ملیوني لاجئ من دول مختلفة یعیشون في إیران ونحن هنا في خدمتهم.

وبشأن المجموعات الفلسطینیة قال: نحن نرحب دوماً بقدوم إخواننا الفلسطينیین وندعمهم دوماً. وعلاقتنا واتصالاتنا معهم مستمرة وموجودة.

السعودية

بدوره سأل ماجد العلي رئیس تحریر جریدة الرأي الكویتیة عن الخلافات بین إیران والسعودیة وسبل حلها فأجاب لاریجاني، قائلاً: خلال فترة حكم الملك عبدالله كانت لدینا علاقات قریبة مع السعودیة ولكن الظروف الحالیة تغیرت، بدوره سأل سركیس نعوم من جریدة النهار اللبنانیة عن تنفیذ نظام الحزبین في إیران وكذلك دراسة الاتفاق النووي في المجلس فأجاب رئیس مجلس الشورى الإسلامي قائلاً: لا یوجد في إیران حزبان، بل هناك 200 حزب وتوجد أحزاب متنوعة وهم یعملون في مجلس الشوری الإسلامي.

وأضاف: لیس لدی هؤلاء مشكلة في المشاركة في الانتخابات فیمكن لجمیع الأحزاب الدخول فيها وسیتم تعزیز ذلك في المستقبل. وبشأن الاتفاق النووي قال لاریجانی: هناك نقاش جاد وخلافات كذلك في البرلمان وتوجد لجنة درست الموضوع وقدمت تقریرًا عنه.