قضاء » سجون

عودة فايز... فرحة للكويت

في 2015/10/14

علي محمد الفيروز – الراي

إن قرار الإفراج عن المعتقل فايز الكندري من قبل «البنتاغون» الأميركي وهو آخر معتقل كويتي في غوانتانامو قد جاء ليصدح بالعدل والحق أمام الناس جميعاً، فقد جاء الحق للرأي العام وزهق الباطل وعمت لحظات من الفرح والسعادة لأهل المعتقل وللشعب الكويتي كافة بعدما خيمت مشاعر من الحزن والأسى علينا أعواماً عديدة انتظاراً لهذا القرار.

نعم لقد جاء قرار الإفراج بمثابة الأمل الجديد والدعاء المُستجاب، وبالتالي كانت له السجدة لله سبحانه حمداً وشكراً لله، ثم للحكومة الكويتية التي بذلت كل إمكاناتها وطاقاتها لإطلاق سراحه ابن الكويت، وما يهمنا الآن هو أن يتم الإسراع في إجراءات إطلاق سراحه، وكفى ما عاناه من آلام نفسية وجسدية طيلة فترة اعتقاله قبل أربع عشرة سنة، فالمعاملة السيئة التي كان يتلقاها الاثنان «العودة والكندري» طيلة فترة بقائهما في معتقل غوانتانامو لا يتحملها أي إنسان، وبالتأكيد هناك آلام مازال فايز يعاني منها ولكن إلى من يشتكي غير الله، لا نقول الا إن شاء الله تتحسن حالته الصحية في حال لقائه المرتقب مع أهله وذويه ومحبيه ورجوعه سالماً إلى وطنه الكويت الغالي.

فالقرار الذي جاء بالإجماع قد أقر بأن استمرار اعتقال فايز الكندري لم يعد ضرورياً ولا فائدة منه لمتطلبات الأمن القومي الأميركي، وبالتالي على الحكومة الكويتية فقط إعطاء الضمانات الكافية في حال تسلمها الكندري، هذا وقد افاد التقرير رغبة فايز الكندري في التعاون مع السلطات الأميركية والكويتية من أجل إطلاق سراحه بسلام، واستعداده التام لمراجعة المركز التأهيلي الكويتي، وكما يقال مراجعة جميع مواقفه السابقة لتصحيح أفكاره وانطباعاته وهذا ما فعله أسلافه وبالتالي تعهد عائلة فايز الكندري القيام بواجباته وواجباتهم حيال عودة ابنهم إلى وطنه للعودة إلى حياته الطبيعية وهي خطوة نحو البروتوكول المتبع بين الكويت والولايات المتحدة، وفي هذا الصدد نحمد الله بأن وهب الصبر والتحمل لذوي «العودة والكندري» ولأهل الكويت كافة «فلله الحمد والفضل والمنة».

وفي النهاية لا نملك إلا أن نتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى والدنا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه لتبنيه قضية أبنائنا المعتقلين بكل فخر واعتزاز، وجعل سموه هذه القضية هي قضيته الاولى، وإلى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، وإلى رجال وزارة الداخلية وعلى رأسهم الشيخ محمد الخالد وزير الداخلية، والشكر موصول إلى الاخ خالد العودة رئيس لجنة أهالي المعتقلين الكويتيين في «غوانتانامو» والمحاميين عبدالرحمن الهارون وعادل العبد الهادي، ولا ننسى الفضل لفريق الدفاع الأميركي على ما قدموه من جهود جبارة أثناء تداول هذه القضية الإنسانية في المحاكم، وفي القنوات الإعلامية العالمية، وأيضاً جميع من شارك وساهم من أفراد وشركات وأسرة الصحافة الكويتية والخليجية والعربية من أجل إبراز هذه القضية وإطلاق أبنائنا المعتقلين في غوانتانامو.