دول » الكويت

إقرارات الذمة بداية الحرب على الفساد

في 2015/10/14

سالم الواوان- السياسة الكويتية-

تقديم سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك اقرار الذمة المالية يفتح الباب على مصراعيه, ويضع جميع القياديين في الدولة, وفي مقدمهم نواب مجلس الامة, للاسراع بتقديم اقرارات الذمة المالية, فهؤلاء هم القدوة بصفتهم يمثلون جموع المواطنين الكويتيين.

ومع انشاء الهيئة العامة لمكافحة الفساد وضعت الكويت أقدامها على عتبة ابواب مكافحة الفساد وترسيخ مبادئ الشفافية, واذا كانت الهيئة اتخذت بعض الاجراءات في وقائع فسادها, فإن هذه الخطوات لاتزال بحاجة إلى جهود اكبر حتى تستطيع تنقية مختلف مؤسسات الدولة من الفساد الذي انتشر واصبحت له جذوره الراسخة مما يستدعي المزيد من الخطوات.

كل المؤشرات الحالية تؤكد اننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو ترسيخ قيم الشفافية وقطع دابر الفساد, وان كان ذلك متأخراً قليلاً, لكن ان تصل متأخراً افضل من ان لا تصل اصلاً.

وفي ظل تطبيق تلك القواعد والقوانين اعتقد ان الايام المقبلة ستكون حبلى بالكثير من المفاجآت التي قد تصدم الشارع الكويتي, فمن بين الذين صدعونا بمزاعم الدفاع عن المال العام سوف نكتشف ان منهم من كان ضالعاً من قمة رأسه حتى اخمص قدميه في مستنقع الفساد والتنفيع, وسوف نكتشف ان من بين من يتاجرون بالدين ويتحدثون عن الجهاد, وعن اعمال خيرية مختلفة قد سقطت اقنعتهم وانكشفت اسرارهم اذا ما تقدموا باقرارات ذممهم المالية.

وللأسف فإن الفساد له وجوه متعددة وكثيرة, يتلون بكل الوان الطيف, ويرتدي كل العباءات, فلديه زبائنه من كل صنف ولون, واخطر انواع الفساد على المجتمعات ذلك الفساد الذي يتخفى خلف وجوه تبدو للناس في صورة الورع والتقوى والنضال السياسي, في حين ان تلك الاقنعة تخفي خلفها ذئاباً تنهش في المال العام والخاص ولا تتوقف في ذات الوقت عن اتهام الشرفاء بافظع التهم.

وعلى مختلف قيادات الدولة ونواب مجلس الأمة الاسراع بتقديم ذممهم المالية, وعلى هيئة مكافحة الفساد اتخاذ اجراءات اكثر صرامة واكثر اتساعاً ولا تنتظر فقط ان يتقدم اليها هذا الشخص او ذاك ببلاغات حول وقائع فساد, والاهم من ذلك يجب عليها ان تبذل قصارى الجهد للتأكد من صحة البيانات الموجودة في اقرارات الذمة المالية, وهذا هو دورها الاساسي والرئيسي حتى تنهض الكويت وتعود درة الخليج وتصبح مركزاً مالياً وتجارياً بحق.

ويخطئ من يعتقد ان الحرب على الفساد مجرد نزهة قصيرة الامد, بل هي طويلة تتطلب نفساً طويلاً وجهوداً متواصلة وتنسيقاً بين مختلف اجهزة الدولة.

نحن الان على اعتاب معركة غير عادية تستوجب من الجميع الايمان بأهميتها وضرورتها, فالخطر الذي يتهدد الدول من الخارج لا يؤثر على متانتها وقوتها, لكن الخطر الذي يأتي من الداخل هو الاخطر والاشد فتكاً وليس هنا اخطر على الدول من انتشار وتفشي الفساد, فهو آفة تقضي على الاخضر واليابس ومهما كانت مصادر دخل هذه الدول وثرواتها الطبيعية لن تستطيع الصمود امام شياطين الفساد.

والان فإن هيئة مكافحة الفساد بمثابة رأس الحربة ومقدمة جيوش محاربة الفساد في البلاد وعلى المسؤولين بها ادراك ذلك وادراك اننا تأخرنا كثيراً وعلينا تعويض ما فاتنا. شكراً سمو الرئيس على المبادرة الوطنية التي نالت استحسان الجميع.