سياسة وأمن » حوادث

مرتكبا (جريمة حائل) أحدهما عاطل ولم يكمل مرحلة (المتوسطة)

في 2015/09/26

الحياة-

 كشف أحد المقربين من أحد رجلي الأمن، اللذين قتلا أول من أمس في محافظة «الشملي» بمنطقة حائل من شقيقين سعوديين أعلنا ولاءهما لتنظيم «داعش»، أن أحد منفذي الجريمة، ويدعى سعد العنزي (19 عاماً)، لم تظهر عليه علامات التشدد من قبل، مبيّناً أنه كان عاطلاً عن العمل، مرجحاً أن يكون تأثر بالفكر الداعشي نتيجة قضائه وقتاً طويلاً على الإنترنت.

وأوضح في حديثه إلى «الحياة» أن من قام بعملية القتل لم يكمل دراسة المرحلة المتوسطة، وعُرف عنه الإهمال والتسيب ولم يكن منضبطاً في علاقاته، وكان يعيش بشكل فوضوي.

وأفاد بأن ابن عمه «مدوس العنزي»، الذي قُتل على يد ابن عمه الآخر، كان منتظماً في دورة عسكرية بالقوات المسلحة السعودية، في محافظة الخرج (جنوب الرياض) وكان على وشك التخرج، وقدم إلى محافظة الشملي تزامناً مع إجازة الحج، وكان من المقرر أن يلحق بركب زملائه في الدورة العسكرية بعد أسبوع.

وعلمت «الحياة» أن دوريات الأمن تعقبت المتهمين بعد قتلهما أربعة أشخاص، منهم رجلا أمن، بناء على معلومات توافرت عن نوع المركبة التي كانا يستقلانها، وفرضت طوقاً أمنياً وانتشاراً واسعاً في القرى والهجر المجاورة للمحافظة، وتم إلقاء القبض على أحدهما في منطقة صحراوية بالقرب من محافظة بقعاء، كما عثرت على جثمان أحد الضحايا في سفح الجبل وبجانبها السلاح المستخدم في الجريمة وقد أفرغ من الذخيرة.

وكان مقطع فيديو تم تداوله خلال اليومين الماضيين أحدث غضباً واسعاً، يظهر فيه شخص مسلح، وقد بدت عليه ملامح الارتباك، وهو يعلن مبايعته زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، إلا أنه لم يكمل المبايعة لعدم إتقانه جزءاً من النص، فيما توجه بالحديث إلى أن زعيم التنظيم أمر أتباعه بقتل رجال الأمن، قبل أن يوجّه رصاصة إلى ابن عمه المكبل، الذي لم تفلح مناشدته وتوسلاته في النفاذ من القتل، إذ وجّه له الجاني رصاصة قاتلة من سلاح رشاش اخترقت رأسه وفارق الحياة على الفور. وكانت شرطة منطقة حائل أعلنت أول من أمس مقتل مواطنين اثنين ورجل أمن على يد مجهولين بعد أن أطلقا النار عليهم في محافظة الشملي، غرب منطقة حائل شمال السعودية.

وقال الناطق الإعلامي لشرطة منطقة حائل: «إنه عند الساعة الثالثة والنصف من عصر أمس (الخميس)، أقدم شخصان على إطلاق النار على مواطنين اثنين عند مخفر شرطة عمائر ابن صنعاء التابع لشرطة محافظة الشملي، ما نتج منه مقتلهم».

وأوضح أن رجل الأمن العريف عبد الإله سعود براك الرشيدي تعرّض كذلك عند الساعة الرابعة عصراً لإطلاق نار من شخص مجهول وهو يؤدي مهامه في مبنى مرور محافظة الشملي، ما نتج منه مقتله.

وتشير المصادر إلى أنه بعد قتل الشقيقين لابن عمهما، توجها على الفور إلى مخفر شرطة «عمائر ابن صنعاء» التابع إلى شرطة محافظة الشملي، وبادرا بإطلاق النار على مواطنين اثنين ما نتج منه مقتلهما، ثم توجها إلى مبنى مرور محافظة الشملي، وأفرغا ما تبقى من الذخيرة على رجل الأمن العريف عبدالإله الرشيدي، قبل أن يلوذا بالفرار.

يذكر أن الجريمة الأولى للشقيقين كان ضحيتها «مدوس فائد العنزي» وهو طالب في دورة عسكرية (فرد أساسي) في القوات المسلحة السعودية، خرج برفقة اثنين من أقاربه في رحلة صيد برية في صحراء محافظة بقعاء (95 كم) شمال مدينة حائل، وبعد وصولهم إلى أحد الجبال في المنطقة قاما بتكبيله، قبل أن توجّه إلى رأسه طلقة من سلاح «كلاشنكوف» بعد أن قاما بتوثيق العملية عبر تسجيل مصور بث على الإنترنت بعد ساعات من ارتكاب الجريمة.

«تكفى ترى تكفى تهز الرجاجيل» كما يقول شاعرها، و«تكفى» مفردة تحمل في طياتها الكثير من المعاني ولا سيما عند أهل الجزيرة العربية، وهي أشبه بمسؤولية كبيرة تلقى على عاتق من وجهت له.

وكان «مدوس فائد عياش العنزي» الذي قتله ابن عمه سعد العنزي أول من أمس في صحراء حائل بعدما انفرد به مع شقيقه وقاما بتكبيله ورميه برصاصة قاتلة أودت بحياته تقرباً إلى زعيم «داعش»، يصرخ مستنجداً ومتوسلاً لابن عمه بعدما أشهر سلاحه في وجهه، مردداً كلمة «تكفى» التي قالها لثقلها وحجم تأثيرها، راجياً أن تجد من ابن عمه قبولاً، بيد أن كل ذلك لم يحرك ساكناً في «سعد» الذي أمضى في تعنته وقسوته، فاختار الضغط على مكبس «الكلاشنكوف» ليردي ابن عمه قتيلاً.