سياسة وأمن » حوادث

مخاوف أمنية بالسعودية بالتزامن مع موسم الحج

في 2015/09/18

شؤون خليجية-

كشفت الحملة الأمنية التي شنتها السعودية أمس على خلايا متهمة بالإرهاب عن وجود مخاوف أمنية حقيقية في المملكة بالتزامن مع موسم الحج الذي يحضره مئات الآلاف من الحجاج في وقت تواجه فيه المملكة ضغوطا عدة متمثلة في خطر "داعش" وانخفاض أسعار النفط والاحتياطي من العملة الأجنبية وارتفاع عجز الموازنة والحرب التي تقودها في اليمن، فضلا عن ضعف إجراءات السلامة وهو ما ظهر في حادثة سقوط الرافعة على المئات داخل المسجد الحرام.

وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى تنفيذ الشرطة السعودية حملات أمنية على خليتين متهمتين بالإرهاب أمس الأربعاء، مما يثير المخاوف الأمنية في وقت تستقبل فيه المملكة الآلاف من الزوار قبيل بدء فريضة الحج.

واعتبرت الصحيفة أن الحملات الأمنية السعودية الأخيرة هي الأحدث في حملة مستمرة منذ أشهر ضد المتطرفين بالمملكة، وذلك بعد إعلان "داعش" مسؤوليته عن سلسلة التفجيرات الأخيرة ضد مساجد للشيعة شرق البلاد.

وذكرت أن "داعش" يعمل بنشاط لتجنيد الشباب السعودي من أجل تنفيذ هجمات على أرض المملكة.

وتحدثت عن أن المملكة أعلنت في يوليو الماضي اعتقال 431 مشتبها في صلته بـ"داعش"، في أكبر حملة أمنية حتى الآن، فضلا عن إفشال عدد من الخطط لشن هجمات انتحارية في الرياض وشرق المملكة.

وأشارت إلى أن الحج سيبدأ في 22 سبتمبر الجاري في ظل مخاوف فيما يتعلق بالسلامة والأمن بعد انهيار الرافعة الجمعة الماضية.

وذكرت أن المسؤولين ألقوا باللوم في سقوط الرافعة على الرياح القوية ، لكن الحادثة سلطت الضوء على سهولة وقوع مزيد من الحوادث أو الهجمات التي قد تصيب المناطق المزدحمة بالزوار والتي ستستضيف نحو مليوني زائر.

وقالت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" قبل أيام: إن الدولة الإسلامية "داعش" يوسع من نشاطه في السعودية عبر زيادة الهجمات واستقطاب مزيد من الأفراد، مشيرة إلى أن عزم التنظيم على إسقاط الأسرة الحاكمة في السعودية المتحالفة مع الولايات المتحدة، أثار المخاوف من إمكانية تهديد التنظيم لموسم الحج الشهر الجاري.

وتحدثت عن أن حضور "داعش" في المملكة يبدو أنه مازال في مستوى منخفض، لكنه تبنى 4 تفجيرات كبيرة منذ مايو الماضي، أحدها في الكويت، ويصعد من خطابه بهدف تقويض شرعية أسرة آل سعود في المملكة.

ونقلت عن "فهد ناظر" المحلل السياسي السابق بالسفارة السعودية في واشنطن، أن "داعش" وأتباعه أكدوا بشكل واضح على أن السعودية هدفهم الأساسي، سعيًا للسيطرة على مكة والمدينة.

واعتبرت الوكالة أن التفجير الذي تبناه "داعش" واستهدف مسجدًا لوحدة النخبة في مكافحة الإرهاب بأبها، يعد تطورًا في توسع التنظيم في عملياته، خاصة أن من مهام تلك الوحدة حماية موسم الحج.

وتحدثت عن أن تفجير مسجد أبها هو الأول الذي تتبناه ما تسمى بـ"ولاية الحجاز" التابعة لداعش، مشيرة إلى أن الهجمات الأخرى تبنتها "ولاية نجد".

ونقلت عن "لوري بروجهارت" المحللة في أمن الخليج بمعهد واشنطن، أنه لن يكون مفاجئًا إذا حاول مسلحو "داعش" استغلال الحج لشن هجوم، خاصة أن التنظيم شجع عمليات "الذئب المنفرد".

واعتبرت الوكالة أن تنفيذ هجوم مباشر على الحجاج قد يؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة ودمار للأماكن المقدسة، وربما يكون هذا التحرك محفوف بالمخاطر بالنسبة لـ"داعش"، لأنه سيكون له نتائج عكسية من قبل المسلمين الذين سيصابون بالصدمة على مستوى العالم، ومع ذلك "فإن التنظيم أكد بشكل واضح أنه ليس لديه خطوط حمراء" وذلك وفقا لـ"ناظر".

وذكر أن التنظيم قد يستهدف قوات الأمن في أو حول مكة، كما أنه قد يستهدف الحجاج الشيعة القادمين من إيران.