مجتمع » تعايش

واأسفاه يا شباب الوطن!

في 2015/09/05

محمد الشهري- الوئام- قبل أيام كعادتي أنصت للمذياع وأنا في طريقي للعمل، فأسمع البلبل الراحل طلال مداح – يرحمه الله – وهو يعانق نسمات الصباح؛ ليطبع قبلة على جبين الوطن بأغنيته الشهيرة “روحي وما ملكت يداي فداه.. وطني الحبيب وهل أحب سواه”.. من الصعب أن أصف لكم مشاعري حينها والأصعب العبرة الخانقة وأنا أقارن بين جمال تلك الأيام وما نراه من أبناء الوطن المغرر بهم اليوم!

نعم هذا صوت الزمن الماضي بلحن الشباب المخلص لوطنه، وهذه وجهة نظر الرعيل الأول عن الوطن ، فما هي وجهة نظر شباب اليوم، وما هي الأنشودة التي يهدونها لوطنهم؟

الوطن لا يزال وفيا، ويحتاج منا أن نعيد تلك الصباحيات الجميلة “وطني الحبيب ولا أحب سواه”.. ما الذي غير تلك الأيام ؟ هل نظن أن الوطن طوى فراش الألفة فأصبح لا يحبنا؟ أم أننا نحن بالفعل من أحكمنا أظفارنا في جنباته لنخدش نسيجه المتماسك؟ تساؤلات يطرحها العقل أمام المتنكرين لوطنهم الذين يتسللون خفية للخروج من الوطن (ليلا) ليعودوا مفخخين يهدمون أسقف المساجد فوق رؤوس المصلين (نهارا)؟!

خبر مؤسف ومضحك في نفس الوقت تناقلته بعض وسائل الإعلام قبل أشهر “أن أولئك الشرذمة يفخخون الدجاج ليلحقوا أكثر ضرر بالحياة الإنسانية”.. ما الفرق بين ذلك الدجاج الذي لا يعقل والشاب الذي رفع يديه لطغمة الفساد والتدمير ليحكموا في وسطه حزاما ناسفا، ثم يطلقونه كما تطلق تلك الدجاجات؟!!!!

واااااأسفاه عليكم أيها الشباب، كيف رضيتم أن تكونوا كالدجاج الذي لا يعقل ؟؟!!..

نعم أيها الطالب نعم أيها المعلم نعم أيها الأستاذ نعم أيها الفلاح والراعي والنجار والمهندس لقد آن الأوان أن نعيد تلك الأهازيح الوطنية (روحي وما ملكت يداي فداه) ونصدح بها في وجه أعداء اللحمة وأعداء الحياة.. لقد آن أيتها المدرسة ونحن على خطوات من بداية العام الدراسي أن نقتطع من وقتك لنبين لأبنائنا وبناتنا الخطر من حولنا.. لا بأس أن نغيّر موجة الإذاعة المدرسية من السؤال (هل تعلم) الذي نردده منذ أربعين عاما ولم نحصد منه سوى أن برج إيفل أطول برج في العالم إلى السؤال (لماذا لا تعلم أيها الطالب أيتها الطالبة أنكم السلاح الذي يسعى الأعداء أن يمسكوا به؛ لأنهم يعلمون أن نقطة ضعفكم أنكم تنفّذون دون أن تفكروا).