ثقافة » شؤون جامعية

تسييس التعليم لا يحقق تقدماً

في 2015/08/27

منصور الجمري- الوسط- كما أورد موقع «سي إن إن» يوم أمس، فإنَّه وباستثناء جامعة مصريَّة وأربع جامعات سعوديَّة، لم تحضر الدول العربيَّة في تصنيف أفضل 500 جامعة على المستوى العالمي للعام 2015، الذي يصدره معهد التعليم العالي التابع إلى جامعة جياو تونغ شانغهاي الصينية.

وخلت المراتب الـ150 من أيّة جامعة عربيَّة... فيما استمرَّت الجامعات الأميركيَّة في تبوّء صدارة التعليم الجامعي العالمي في هذا الترتيب، إذ حلّت 146 جامعة أميركيّة في هذا التصنيف، ثماني جامعات منها في قائمة العشر الأول، و16 جامعة في قائمة العشرين الأول.

وذكر التقرير أنَّ جامعة طوكيو حلَّت في صدارة الجامعات الآسيوية بعدما انتزعت المركز الـ21، أمَّا على صعيد منطقة الشرق الأوسط، فقد نالت جامعة إسرائيليّة الصدارة إثر حلولها في المركز الـ67، وعلى الصعيد الإفريقي حلّت جامعة كيب تاون بجنوب إفريقيا في الصدارة، بعدما حلَّت في الصفوف 201-300.

ومن الواضح من هذا التقرير، أننا مازلنا بعيدين عن فهم دور الجامعات الأساسي في عالم اليوم. الدول المتقدمة تعتبر المعرفة هي أساس تقدمها، وأنَّ الاقتصاد المعرفي يستحوذ على جميع القطاعات النامية.

الجامعات تعتبر عاملاً استراتيجيّاً في اقتصاد المعرفة؛ لأنها تلعب مجموعة من الأدوار في مجال التعليم والبحوث، وكذلك تقوم بأدوار راسخة من أَجل حلّ المشكلات التطبيقيَّة ودعم الابتكار في كل مجال.

البحرين خطت في الاتجاه الصحيح قبل سنوات، من خلال المبادرة التي قادها سمو ولي العهد لإصلاح التعليم والتدريب، ونتج عن ذلك افتتاح بوليتكنك البحرين وكليّة المعلمين في 2008، كما تمَّ إنشاء هيئة جودة التعليم من أجل قياس وضبط مستويات الجودة في كل المؤسَّسات التعليميّة والتدريبيّة. كما أنَّ مجلس التعليم العالي اتخذ خطوات باتجاه منع تحويل الجامعات الخاصة إلى نوع من التجارة السهلة، وهناك خطوات جيّدة اخرى في عدَّة مجالات، مثل مدارس المستقبل، وغيرها.

البحرين تستحقُّ أكثر من ذلك؛ لأنَّها أوَّل بلد خليجي دخله التعليم الحديث، ونأمل أنْ تصل جامعة البحرين في يومٍ ما إلى مراتب عليا تدخل في الترتيب العالمي.

لكنَّنا، ولكي نرتقي بالتعليم الجامعي، فإنَّنا بحاجة إلى التخلص من تسييسه بصورة قاتلة؛ لأنه قد يحوّل هذا القطاع الحيوي إلى حلبة معارك مؤسّسة على الأحقاد والاوهام على نمط «داحس والغبراء». إنَّنا سنتأخَّر أكثر عن الترتيب العالمي للجامعات، إذا استمرَّ تسييس التعليم وإشغاله بالأحقاد.