مجتمع » أسرة

الصمت الرهيب في البيوت السعودية.. يهددها!

في 2015/06/14


الصمت الرهيب في البيوت السعودية.. يهددها!

أحرارالحجاز - تبدو تُهمة غياب الأحاديث العاطفية النابعة من مشاعر المحبة والمودة ملازمة للكثير من البيوت السعودية، خصوصاً بعد انتشار دراسة بحثية أجريت أخيراً على عينة شملت مختلف مناطق المملكة، أفادت بأن نحو 80 في المئة من الأسر السعودية تعيش في صمت رهيب تختفي فيه مشاعر الحب، إذ يشمل ذلك العلاقة بين الزوجين وكذلك الإخوة إضافة إلى الآباء وأبنائهم.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الحياة"، في الوقت الذي يشكّل فيه ذلك النوع من الأحاديث عاملاً مهماً في توثيق العلاقات الأسرية وإشباع النقص العاطفي لدى كل طرف، تظهر أصوات ترى أن الإغراق فيها غير محبّذ، وذلك لدواعٍ عدة، وبين ذلك وذاك تبرز فئة تفضّل التوازن العاطفي ما بين شدّة ولين.

الإحصاء الذي كشف عن وجود 80 في المئة من البيوت السعودية تعاني من نقص عاطفي، أنتج ردود أفعال رافضة لما جاء فيه، إذ يزعم بعضهم أن السعوديين من أكثر الجنسيات التي تُفعّل الشأن العاطفي في مختلف شؤون الحياة، داخل المنزل وخارجه، فيما يجد آخرون أن حاجز الخجل يعدّ سبباً في ضعف حضوره داخل المنزل تحديداً، معتبرين أن العوامل الاجتماعية والبيئية تعزّز عوامل الجفاف والقسوة في أحيان عدة، ما يدفع بالبعض إلى تعويض ذلك النقص بنظم القصائد وكتابة القصص العاطفية، أو تذوقها والاهتمام بقراءتها، لإشباع أحاسيسهم ووجدانهم.

ويؤكد استشاري علم النفس الإكلينيكي العلاجي الدكتور حمد المحرج، أن ما يصل إلى 50 في المئة من الرجال الذين ممن بلغوا وتجاوزوا العقد الرابع من العمر، يجدون صعوبة في التعبير اللفظي عن مشاعر الحب لزوجاتهم، فيما تتفوق النساء في هذا الجانب وتأتي على النقيض من الرجال، عازياً ذلك إلى كونهن يمتلكن قدرات تعبيرية عالية بحسب الدراسات العلمية.

ويقول المحرج لـ«الحياة»: «جيل الشباب من الجنسين يمتلك قدرة على التعبير عن مشاعر الحب لفظياً أو في صورة سلوك غير لفظي، مثل التضحية والتفاني في خدمة وإرضاء الطرف الآخر، إلا أن هذا الأسلوب الذي يعتمد على الفعل لا القول هو الأهم والأصدق في معادلة الزواج، باعتباره يمثّل انعكاساً صادقاً لمشاعر الحب الحقيقية».

ويوضّح أن النساء يقعن في الكفة الأكثر تضرراً من فقدان مشاعر الحب، مشيراً إلى أن بعضهن - بحسب بعض الحالات التي وقع عليها - لم يسمعن من شركائهن تعبيراً عاطفياً إيجابياً واحداً طوال حياتهن الزوجية التي امتدت إلى أعوام عدة، فيما غيرهن يعتبرن عدم سماع الألفاظ السلبية من أزواجهن إنجازاً إيجابياً على مستوى العلاقة الزوجية.

من جهته، يعزو الباحث والمستشار في مركز علوم القرآن والسنة أحمد الغامدي، أسباب عدم الإفصاح عن مشاعر الحب لدى بعض الأسر السعودية إلى غياب الوعي بأهمية ذلك، واعتقاد أن التصريح بهذه المشاعر يعدّ ضعفاً، خصوصاً بالنسبة للرجل.

ويضيف: «ربما يتملك بعض الأزواج شعور بالحياء وعدم القدرة على الإفصاح عمّا يشعرون به، كذلك يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك عوامل تسهم في تعزيز ذلك كالإعلام مثلاً، الأمر الذي أدى إلى ظهور تصوّر خاطئ لدى كثير من الناس عن الحياة الزوجية، والظن بأنها رتيبة مُورّثة للملل وقاتلة للبهجة»، مشدّداً على أن تبادل مشاعر الحب بين الزوجين ضرورة إنسانية، نظراً لما تنتجه من مشاعر السرور والاهتمام والرعاية والمودة والرحمة والتضحية، كما أن ذلك يعدّ أساساً لنجاح الحياة الزوجية، وتحقيق السعادة بين الزوجين.

وفي الوقت الذي يجد فيه الطب النفسي أن النساء الأكثر تضرراً من الجفاف العاطفي، تبيّن أم فهد أنها اعتادت من زوجها قلّة الاهتمام بتوظيف الأحاديث العاطفية التي يفترض أن تحضر بين أي زوجين، مشيرة إلى أنها أنجبت ثلاثة أطفال وحياتها مع زوجها بعيدة عن المشاعر العاطفية اللفظية، فيما لا تزال أسماء المتزوجة حديثاً غير مدركة لأسباب غياب العواطف اللفظية بينها وزوجها، مضيفة: «لا أعلم هل الخجل هو السبب، أم أن الجفاف أصبح عادة».