دول » السعودية

ماذا تكسب السعودية من منح جنسيتها للمبتكرين والمواهب؟

في 2024/07/10

متابعات- 

في خطوة تعكس تطلعاتها نحو الريادة العالمية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتطوير والابتكار، منح العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الجنسية السعودية لعدد من العلماء والأطباء والباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال والمتميزين من أصحاب الكفاءات والخبرات والتخصصات النادرة.

وتتجسد أهمية هذه المبادرة في قدرتها على جذب العقول النيرة والخبرات العالمية للمساهمة في دفع عجلة الابتكار والتقدم في المملكة، وذلك من خلال توفير بيئة محفزة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.

كما تأتي هذه المبادرة كجزء من "رؤية 2030" التي تهدف إلى جذب الكفاءات النادرة والمتميزة للإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والعلمية والثقافية للمملكة، حيث سبق أن صدرت الموافقة على منح الجنسية لعدد من المتميزين في هذه المجالات عام 2021.

جذب الخبرات النادرة

وتسلط هذه الخطوة الضوء على أهمية الاستثمار في العقول المبتكرة لدفع عجلة التقدم والازدهار في المملكة، حيث تسعى إلى تحقيق قفزات نوعية في مختلف القطاعات الحيوية، مما يعزز من مكانتها على الساحة الدولية ويسهم في بناء مجتمع متقدم ومتطور.

كما يسهم منح الجنسية للعلماء والمبتكرين في خلق بيئة محفزة للابتكار والنمو الاقتصادي، ومن المتوقع أن تسهم هذه الكفاءات في تطوير قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا الطبية، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والنقل الذكي، وهو ما يعزز من تنافسية الاقتصاد السعودي ويجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

وإضافة إلى الفوائد الاقتصادية، يمكن لهذه المبادرة أن تسهم في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين السعودية والدول الأخرى، حيث إن هذه المبادرة تخلق بيئة متسامحة ومتعددة الثقافات، وهو ما يعزز من التواصل والتفاهم بين الشعوب ويسهم في تحقيق السلام والاستقرار.

ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط" فقد ضمت قائمة الأسماء التي منحت الجنسية السعودية كوكبة بارزة من المُبتكرين والعلماء والرياضيين المُهتمين بأبحاث صحة الإنسان.

فمن أمريكا إلى سنغافورة، مروراً بفرنسا وبريطانيا، تم منح الجنسية السعودية لعدد من العلماء البارزين من هذه الدول، كالأمريكي محمود خان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "هيفولوشن" الخيرية، وهي أول منظمة غير ربحية تمول الأبحاث من خلال المنح وتقدم استثمارات في مجال التقنية الحيوية لتعزيز العلوم الصحية.

كما حصلت جاكي يي رو ينغ، وهي عالمة أمريكية من أصل سنغافوري، متخصصة في تقنية النانو، على الجنسية السعودية، وأيضاً الفرنسي نور الدين غفور، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في تقنيات فصل الأغشية ومتخصص في مجالات تحلية المياه والطاقة المتجددة.

ومن بين العرب، نالت العالمة اللبنانية نيفين خشاب الجنسية السعودية تقديراً لكفاءتها العلمية وإسهاماتها البارزة في مجال الهندسة الحيوية والمركبات النانوية.

كما جرى تجنيس 8 لاعبين هم لاعبة كرة القدم الأمريكية مريم التميمي، والحارس عبد الباسط سليمان عبد الله.

وفي ألعاب القوى، منحت الجنسية للاعب محمد بن داود تولو، واللاعب عبد الله أبكر محمد. وفي التنس منحت الجنسية للبريطاني عيسى شير علي، والفرنسية من أصل تونسي ميسان حسين (15 عاماً).

وفي رياضة الغولف منحت الجنسية للاعب شيرجيو موسى عارف. وفي المواي تاي منحت الجنسية للاعبة السورية تسنيم القصاب (13 عاماً).

استراتيجية متقدمة
يقول الباحث الدكتور حبيب الهادي لـ"الخليج أونلاين":

"رؤية المملكة 2030" داعمة لمسار تجنيس القيادات العلمية والفكرية العالمية، والتي ستصب في مصلحة المملكة في جوانب عديدة، علمية وسياسية وعسكرية وغيرها.

استقطاب الكفاءات يعتبر ديدن الدول المتقدمة، بهدف كسب الشخصيات المؤهلة التي تمتلك القدرات والتجارب والإنجازات العلمية، بحيث تكوّن فريقاً جاهزاً لإضافة الكثير للدولة التي تمنحهم الجنسية.

استراتيجية تجنيس الكفاءات التي تتبعها الدول المتمكنة وتوفر لها البيئة المناسبة، كما السعودية، تصب في مصلحة الدولة والتنمية والتقدم، كما تستفيد الكوادر المحلية من هذه الخبرات الكبيرة والتجارب.

السعودية على خارطة الدول التي ترعى المواهب والكفاءات العلمية وتضعها على خارطة القوة السياسية العلمية على المستوى الدولي والإقليمي، حيث إن المملكة تتمتع بمكانة عالمية كبيرة، وخطوة تجنيس الكفاءات تدعم هذه المكانة.