اقتصاد » تطوير بنى

بعد مرور 3 سنوات.. ماذا حققت "مبادرة السعودية الخضراء"؟

في 2024/03/28

محمد أمين - الخليج أونلاين-

منذ سنوات تعزز المملكة العربية السعودية جهودها بهدف بناء مستقبل أكثر استدامة من خلال مكافحة تغير المناخ، وتعزيز الاقتصاد الأخضر، ورفع مستوى جودة الحياة وحماية البيئة للأجيال القادمة.

ولتحقيق هذه الأهداف، أطلقت المملكة عام 2021 "مبادرة السعودية الخضراء"، لتقليل الانبعاثات الكربونية، وتسريع أعمال التشجير، وحماية المناطق البرية والبحرية، وتوحيد جهود الاستدامة.

وحددت السعودية يوم 27 مارس من كل عام مناسبة للتوعية بأهمية العمل البيئي تحت عنوان "يوم مبادرة السعودية الخضراء"، بهدف تشجيع المواطنين والمقيمين في المملكة على المساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة.

وبعد مرور 3 سنوات على إطلاقها، ما التقدم الذي حققته هذه المبادرة؟ وما أبرز المشاريع التي ستنتهي على المدى القريب؟

أهداف المبادرة

لمبادرة السعودية الخضراء 3 أهداف رئيسية، أولها يتمثل بتقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، وذلك لتمهيد الطريق نحو تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060.

أما الهدف الثاني، فهو زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة، ما يعني إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، بهدف استعادة الوظائف البيئية الحيوية، وتحسين جودة الهواء، والحد من العواصف الغبارية والرملية.

والهدف الثالث والأخير، هو حماية 30% من المناطق البرية والبحرية بحلول عام 2030، حيث تسعى المملكة إلى تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع منظمات رائدة عالمياً في حماية التنوع الحيوي مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

ماذا حققت المبادرة حتى الآن؟

تضم المبادرة أكثر من 80 برنامجاً مختلفاً ينفذها لدعم أهدافها القطاعان العام والخاص، باستثمارات تجاوزت قيمتها 700 مليار دولار.

وتمكنت المبادرة منذ 3 سنوات وحتى الآن من تحقيق تقدم ملموس، إذ تم من خلالها زيادة السعة الإجمالية لمشاريع الطاقة المتجددة إلى 2.8 غيغاواط، أي ما يكفي لتوليد طاقة كهربائية لأكثر من 520 ألف منزل.

وتم أيضاً استصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، أي ما يزيد على مساحة 146 ألف ملعب كرة قدم، وزراعة أكثر من 49 مليون شجرة حتى الآن.

ويستهدف البرنامج زراعة 400 مليون شجرة بحلول عام 2030، و4.7 مليارات شجرة حتى 2060، وصولاً إلى زراعة 10 مليارات شجرة بحلول 2100.

وفيما يخص الهدف المتمثل بحماية 30% من المناطق البرية والبحرية بحلول عام 2030، وصلت نسبة المناطق البرية المحمية إلى 18.1%، فيما بلغت نسبة المناطق البحرية المحمية إلى 6.49% من إجمالي مساحة المملكة.

وجرى أيضاً إعادة توطين أكثر من 1.660 حيواناً مهدداً بالانقراض مثل: المها العربي، وغزال الرمل، في المحميات الطبيعية بالمملكة.

وخصصت المبادرة 25 مليون دولار لحماية النمر العربي من الانقراض، حيث شهدت المملكة العام الماضي 2023، ولادة 7 من صغار هذا الحيوان في مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بمحافظة الطائف ليصل العدد الكلي إلى 27.

وبحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، فإن هذه النمور تصنف ضمن الأنواع المهددة بالانقراض بشدة، حيث لا يتجاوز عددها اليوم الـ 200.

تقنيات حديثة

سخّرت السعودية من خلال هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، حلولاً تقنية حديثة لدعم مبادرتها الخضراء.

ووظفت "سدايا" تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي لتقديم حلول ذكية لمكافحة آثار التغير المناخي، من خلال إطلاق "مركز الذكاء الاصطناعي للطاقة" بالشراكة مع وزارة الطاقة، بهدف الإسهام في تقليل الانبعاثات الكربونية، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في دعم مبادرات القطاع التنموي.

كما أطلقت "سدايا"، المنصة الوطنية للمدن الذكية، والتي تهدف إلى متابعة التشجير والمسطحات الخضراء في الرياض من خلال استخدام صور الأقمار الصناعية، إضافة إلى برنامج "الكوكب الذكي" الذي يرصد ويراقب المحاصيل الزراعية وتغير المسطحات المائية، ويكشف عن التغير في الغطاء النباتي.

ولا تقتصر مشاركة هيئة البيانات على هذا الحد فحسب، بل أطلقت مركز الذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة بالشراكة مع وزارة البيئة في المملكة، بهدف ابتكار حلول الاستدامة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات المذكورة.

احتفاء حكومي

احتفت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، بـ"يوم مبادرة السعودية الخضراء"، حيث أكدت أنه يأتي تعزيزاً لنهج المملكة في قيادة الحقبة الخضراء، وضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

وقال وزير البيئة عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، على منصة "إكس"، إن تخصيص هذا اليوم يُمثل ترسيخاً لاهتمام القيادة بقضايا البيئة محلياً ودولياً.

من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء والمبعوث لشؤون المناخ عادل الجبير، عبر "إكس"، إن المبادرة تعكس عناية حكومة المملكة بكل ما يتعلق بالبيئة والمناخ.

بدوره أكد محافظ الهيئة العامة للأمن الغذائي، أحمد بن عبد العزيز الفارس، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن المملكة تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف الرئيسية لمبادرة السعودية الخضراء.

أما نائب أمير منطقة حائل، الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبد العزيز، فقد شارك بهذه المناسبة في مبادرة للتشجير جرت في منتزه مشار الوطني.

 

أبرز المشاريع

تواصل المبادرة تنفيذ برامجها في إطار تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث تسعى إلى الانتهاء من بعضها على المدى القريب.

وبحلول عام 2025 تسعى المملكة إلى تطوير برنامجها لكفاءة الطاقة من خلال تطبيق معايير جديدة لتعزيز كفاءة توليد الطاقة الكهربائية ونقلها وتوزيعها، وتحلية المياه، حيث يشارك بهذا المشروع كل من وزارة الطاقة، والمركز السعودي لكفاءة الطاقة.

وتطمح المملكة أن تصبح أكبر مُصدر ومُنتج للهيدروجين في العالم بحلول عام 2030، عبر إنتاج 4 ملايين طن من الهيدروجين النظيف سنوياً، وذلك بمشاركة العديد من الجهات منها "أرامكو" ووزارة الطاقة، وشركة نيوم للهيدروجين الأخضر.

وبحلول 2030، تعتزم المملكة زيادة حجم مصادر الطاقة المتجددة المستخدمة لتوليد الكهرباء ضمن مزيج الطاقة بنسبة تصل إلى 50٪، واستبدال أكثر من مليون برميل من الوقود السائل يومياً عبر 3 قطاعات رئيسية هي محطات الطاقة، والقطاع الصناعي، والقطاع الزراعي.

وتهدف المملكة بحلول 2035 إلى تحويل 94% من النفايات في الرياض بعيداً عن المرادم، وتحويل أكثر من 1.3 مليون طن من النفايات القابلة للتحلل إلى سماد، وتقليل انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بمقدار 4.1 ملايين طن، وإنشاء نموذج موثوق لإدارة النفايات يمكن تطبيقه في جميع أنحاء المملكة.