علاقات » عربي

انطلاقة متعثّرة لمفاوضات الدوحة

في 2024/03/19

متابعات- 

انعقد في العاصمة القطرية، الدوحة، أول اجتماعات جولة التفاوض الجديدة، والتي يشارك فيها وفد إسرائيلي هذه المرّة، إضافة إلى وفدَي مصر وقطر. وحتى مساء أمس، لم يكن وفد الولايات المتحدة الأميركية قد وصل بعد إلى الدوحة، في حين أشارت تقارير مختلفة إلى أن الأميركيين لن يرسلوا وفدهم، إلا في حال تحقّق تقدّم جدّي. وبحسب التقييم في إسرائيل، فإن «المحادثات مع حماس ستستمرّ لنحو أسبوعين»، فيما من المتوقّع أن يعود رئيس «الموساد»، ديدي بارنياع، إلى تل أبيب، على أن يبقى الفريق الإسرائيلي في الدوحة لإجراء مزيد من المحادثات.وبعد أخذ وردّ في جلستين لـ«كابينت الحرب»، ثم «المجلس الوزاري الأمني والسياسي» في إسرائيل، دامتا لساعات، أول من أمس، تقرّر إرسال وفد للمشاركة في المفاوضات، برئاسة رئيس «الموساد». ولكن، بحسب التقارير الإسرائيلية، فإن «(رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو خفّض التفويض الذي طلبه فريق التفاوض». ووفق موقع «واللا» العبري، فإن «بعض أعضاء فريق التفاوض، يخشون من أن الخطوط الحمر التي وضعها نتنياهو، ستجعل من الصعب التوصّل إلى اتفاق، لكنّ آخرين يعتقدون أن التفويض واسع بما يكفي لإجراء المفاوضات والتوصّل إلى اتفاق». وبحسب ما نقلته «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين إسرائيليين، فإن الخطوط الحمر الصارمة تركّزت حول «قائمة الأسرى الفلسطينيين في الصفقة»، والذين تطالب «حماس» بإطلاق سراحهم.

بدورها، نقلت «القناة 13» عن مصادر مطّلعة، حديثاً عن جود «خلافات بين مسؤول ملف الرهائن في الجيش ووزراء، لمطالبته بتوسيع صلاحيات وفد التفاوض». وأضافت أن «مسؤول ملف الرهائن في الجيش يقول إن القيادة السياسية قلّصت بشكل مُفرط صلاحيات الوفد»، مشيرة إلى أن «المفاوضات ستفشل من دون صلاحيات واسعة».

وفي العموم، قالت مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات، مساء أمس، إنه «لا تقدّم بعد». وأشارت إلى أن «ما يُنتظر حالياً هو ردّ إسرائيل على ردّ حماس الذي أرسلته الأسبوع الفائت». وتوقّعت هذه المصادر «مفاوضات طويلة، قد تتأثر بمتغيّرات وأحداث مختلفة»، في حين رأت أن «عدم حضور الوفد الأميركي إلى الدوحة، يشير إلى أن الإدارة الأميركية لا ترى فرصاً حقيقية لتحقيق اختراق نحو صفقة، بعد»، رغم تأكيد الخارجية الأميركية، أمس، أن «واشنطن تدفع في اتجاه الوصول إلى اتفاق هدنة يسمح بعودة الرهائن ودخول مزيد من المساعدات». مع ذلك، وبحسب «وول ستريت جورنال»، فإن «الوسطاء أبلغوا إسرائيل أن هذه هي المرحلة الأخيرة من المفاوضات، وإذا لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق، فستنتهي المحادثات».

وصل نحو 35 ألف طن من الأسلحة والذخائر، غالبيّتها من الولايات المتحدة، إلى إسرائيل

على خط موازٍ، وبعد انقطاع دام نحو شهر كامل، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي جو بايدن، محادثة هاتفية مدّتها 45 دقيقة، ناقشا فيها القضايا المتعلّقة بالحرب. وبحسب «البيت الأبيض»، فإن «بايدن ناقش مع نتنياهو، التطورات في إسرائيل وغزة، بما في ذلك الوضع في رفح، والجهود المبذولة لزيادة نطاق المساعدات»، في حين قال نتنياهو إنه «تحدّث مع الرئيس بايدن عن التزام إسرائيل بتحقيق أهداف الحرب وتصفية حماس»، مشيراً إلى أن «إدخال المساعدات الإنسانية يمكّننا من تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على حماس واستعادة المخطوفين»، في ما يمكن الاستنتاج من خلاله أن نتنياهو وافق على إدخال المساعدات، مقابل تمديد فترة الحرب، ومنحه الغطاء اللازم لذلك، من الأميركيين بشكل خاص. من جهته، لفت مستشار «الأمن القومي» الأميركي، جيك ‏سوليفان، إلى أن «نتنياهو وافق على إرسال فريق سياسي أمني إلى واشنطن في الأيام المقبلة لمناقشة المخاوف الأميركية بشأن عملية رفح، وتقديم استراتيجية بديلة»، بعد أن طلب بايدن ذلك خلال الاتصال الهاتفي. وأضاف سوليفان: «نتوقّع أن إسرائيل لن تمضي قُدماً في عملية رفح، قبل أن نجتمع معاً لوضع الاستعدادات لذلك». ويعزّز ما سبق، حديث وسائل إعلامية أميركية في وقت سابق، عن أن إدارة بايدن قد توافق على عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، محدودة وهادفة، تشبه عمليات «مكافحة الإرهاب» السريعة والخاطفة، لا الاجتياح الواسع.

لكنّ «القناة 13» العبرية، نقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي، بعد محادثة بايدن ونتنياهو، قوله إن «الفجوات مع الإدارة الأميركية تزداد قوة». وفي الاتجاه نفسه، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر مطّلعة قولها إن «بايدن وجد نفسه بعد أكثر من 5 أشهر متورّطاً بشدّة في حرب لا يريدها». كما نقلت عن مسؤولين في «البيت الأبيض»، اعتقادهم أن «استراتيجية بايدن بشأن إسرائيل تتجه نحو الفشل»، وأن «هناك إحباطاً شديداً وعدم يقين لدى إدارة بايدن بشأن كيفية انتهاء الحرب». وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن «المحادثات المتكرّرة مع إسرائيل لكبح جماح هجومها لم تسفر عن نتائج تُذكر»، وإلى أن «إدارة بايدن خلصت إلى أن نتنياهو يعطي الأولوية لبقائه السياسي وبدأ صبرها ينفد».

لكن، في ظلّ ذلك، وفي حقيقة باتت مكرّرة ومعروفة، كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، عن وصول نحو 35 ألف طن من الأسلحة والذخائر، غالبيّتها من الولايات المتحدة، إلى إسرائيل، على متن أكثر من 300 طائرة ونحو 50 سفينة، منذ اندلاع الحرب. وأضافت الصحيفة أن «جزءاً صغيراً من الشحنات جاء من دول عدة في أنحاء العالم، لكن المورّد الرئيسي كان ولا يزال الولايات المتحدة». واعتبرت أن «شحنات الأسلحة والدعم الأميركي الواضح، سمحا للجيش الإسرائيلي بالقتال في غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية، مع الحفاظ على استعداده للحرب في الشمال».