سياسة وأمن » تصريحات

يتوسع تدريجياً.. إلى أين وصل التعاون العسكري الخليجي - الروسي؟

في 2024/03/06

محمد أمين - الخليج أونلاين-

تشهد العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا تطوراً ملحوظاً، خلال السنوات الأخيرة، في ظل حرص قادة هذه الدول على تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، وذلك رغم الانزعاج الأمريكي من هذا التقارب.

ويعد التعاون العسكري من أبرز الملفات التي يتم العمل على تعزيزها؛ لامتلاك موسكو تقنيات وأسلحة متطورة تهم الدول الخليجية في مجالات مثل الدفاع الجوي والبحري والصواريخ، ورغبة دول مجلس التعاون في تنويع مصادر تسليحها.

ومؤخراً تم توقيع اتفاقيات تعاون عسكرية بين الجانبين تمتد لسنوات، في إطار الحرص على تعزيز العلاقات الاستراتيجية فيما بينها، فإلى أين وصل هذا التعاون؟

اتفاقية كويتية لخمس سنوات

دخل التعاون العسكري بين الكويت وروسيا مرحلة جديدة تعزز من العلاقات بين البلدين التي توصف بالتاريخية، وتعود إلى عام 1963.

ولطالما أشادت موسكو بالعلاقات العسكرية والدفاعية بين جيشي البلدين، وأكدت انفتاحها على أي مقترحات من شأنها تعزيز التعاون الدفاعي، ليحمل تاريخ 3 مارس الحالي، موافقة كويتية من شأنها نقل هذا التعاون إلى مستويات متقدمة.

ففي الثالث من يوليو عام 2023، شهدت موسكو التوقيع على اتفاقية تعاون عسكري فني مع الكويت، وذلك استناداً إلى اتفاقية التعاون في مجالات الدفاع الموقعة بين البلدين في 1993، ليصدر أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في الثالث من مارس 2024، مرسوماً بالموافقة على هذه الاتفاقية.

ونصت الاتفاقية، التي تمتد لخمس سنوات وتجدد تلقائياً، على "التعاون العسكري الفني في مجالات إمداد الأسلحة والمعدات العسكرية، وغيرها من المنتجات ذات الأغراض العسكرية، وضمان تشغيل وإصلاح وتحديث المنتجات ذات الأغراض العسكرية".

وتشمل الاتفاقية "إمداد قطع الغيار والمجمعات والوحدات والأدوات وعناصر الدعم والتدريب الخاصة، وأي مواد أخرى تمتُّ بصلة للمنتجات ذات الغرض العسكري، وتقديم الخدمات في ميدان التعاون العسكري الفني".

ويرغب الطرفان من خلال هذه الاتفاقية بالتعاون في مجال شراء وتوريد معدات التسليح والدفاع والخدمات المساندة، وصيانة وتحديث المعدات العسكرية الروسية، والمنظومة المملوكة حالياً للكويت والخدمات المتعلقة بإدامتها.

نمو التعاون القطري الروسي

يستمر التعاون العسكري التقني بين قطر وروسيا في النمو، لا سيما فيما يتعلق بتدريب الأفراد، فخلال السنوات الماضية، عقد الجانبان اجتماعات عديدة لبحث التعاون في هذا الجانب، إضافة إلى إبرام اتفاقيات تعاون مشتركة.

ومن أبرز الاتفاقيات بين الجانبين تلك التي جرت عام 2017، والتي اعتبرتها روسيا إنجازاً كبيراً لها في الشرق الأوسط، لكونها لم يسبق لها أن تعاونت بشكل مباشر مع قطر حتى ذلك الوقت.

ووقعت الدوحة وموسكو في ذلك العام اتفاقية للتعاون العسكري التقني، ومذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع القطرية وشركة "روسو بورن إكسبورت" الروسية في المجال نفسه، إضافة إلى توقيع العقد القانوني بين الدفاع القطرية والشركة الروسية الذي يحدد الشروط العامة للتوريدات العسكرية بين الجانبين.

وفي 2020، وقعت موسكو والدوحة اتفاقية تعاون عسكري، خلال اجتماع جمع حينها وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية، بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وتم خلاله بحث سبل دعم وتعزيز علاقات التعاون في المجال العسكري.

وما يبرز السعي نحو تعزيز التعاون العسكري بين الدولتين هو إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملحقية عسكرية في سفارة بلاده لدى الدوحة، عام 2019. 

علاقات إماراتية رفيعة المستوى

تتمتع الإمارات بعلاقات عسكرية رفيعة المستوى مع روسيا، الأمر الذي يبدو جلياً من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين في هذا الشأن، وإعلان موسكو في 2021 استعدادها لتوطين صناعة الأسلحة والمعدات العسكرية على الأراضي الإماراتية.

ولعل من أبرز الاتفاقيات في هذا المجال هي تلك الموقعة قبل 24 عاماً، وتحديداً عام 2000، بشأن تصنيع منظومة "بانتسير- إس 1" خصوصاً للإمارات، والتي استلمت بالفعل أول منظومة دفاعية في 2007.

وبين عامي 2000 و2014، تلقت الإمارات أسلحة ومعدات عسكرية من روسيا بقيمة 714 مليون دولار، بحسب مواقع روسية متخصصة في الشؤون العسكرية والدفاع.

وفي 2017، وقع الجانبان اتفاقية لدراسة مواصفات وقدرات أنواع من الطائرات الروسية، وبعدها بعام واحدٍ تم توقيع اتفاقية لدراسة وشراء وتطوير أجزاء لمعدات روسية عسكرية متطورة.

وتعتبر روسيا، الإمارات شريكاً موثوقاً في مجال التعاون العسكري والتقني، حيث يمتد التعاون ليشمل وضع وتنفيذ برامج ومشاريع مشتركة، إضافة إلى تعليم وتدريب الأفراد في المؤسسات التابعة للطرفين.

تكثيف التعاون السعودي الروسي

لوحظ، خلال السنوات القليلة الماضية، المستوى الذي وصلت إليه العلاقات السعودية الروسية في كافة المجالات، ومن بينها تلك المتعلقة بالتعاون العسكري.

ففي عام 2017، أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "روزوبورن إكسبورت" الروسية من شأنها توطين واستدامة صناعة "أسلحة نوعية ومتقدمة جداً" بالمملكة، بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030، وتشمل نقل تقنية صناعة كل من أنظمة "كورنت-أي إم" و"توس-1 أي" و"أي جي إس-30".

ونصت مذكرة التفاهم على التعاون لوضع خطة لتوطين صناعة وصيانة أجزاء من نظام الدفاع الجوي "إس-400"، وعلى توطين صناعة سلاح كلاشنيكوف "أي كي-103" وذخائره بالسعودية أيضاً.

وبعدها بأربعة أعوام، وتحديداً في 2021، أبرمت الرياض وموسكو اتفاقية تهدف إلى تطوير التعاون العسكري، وقعها عن الجانب السعودي الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع (الوزير حالياً)، وعن الجانب الروسي نظيره ألكسندر فومينو.

وما يعكس الاهتمام المتزايد بين الطرفين بهذا المجال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة، في 6 ديسمبر 2023، حيث أجرى مباحثات رسمية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون فيما يتعلق بقضايا الدفاع والأمن، بما يهدف إلى دعم وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين.

سعي بحريني لتعزيز العلاقات

تولي مملكة البحرين وروسيا أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات بينهما، وتطوير أوجه التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات، ومنها التعاون العسكري.

وللبلدين مشاريع مشتركة في المجال العسكري التقني، كما أطلقتا لجنة للتعاون في هذا الإطار، ووقعتا في عام 2014 اتفاقية ضمن برنامج التحديث والتطوير لقوة دفاع البحرين بهدف تعزيز التعاون والتنسيق العسكري.

وفي 2015، وقع الجانبان اتفاقية تهدف لتنمية وتقوية علاقات التعاون العسكري، وبعدها بعام واحد، تم إبرام اتفاقية بشأن التعاون العسكري، وقعها من الجانب البحريني حينها وزير شؤون الدفاع يوسف بن أحمد الجلاهمة، ومن الجانب الروسي سيرغي شويغو وزير الدفاع.

وتؤكد البحرين وروسيا سعيهما إلى تعزيز وتطوير أوجه التعاون الثنائي في هذا المجال، الأمر الذي تمت مناقشته خلال زيارة وفد روسي إلى المملكة، في أكتوبر الماضي، جرى خلالها تأكيد عمق العلاقات بين البلدين.

عُمان.. تعاون عسكري متواضع 

محطات تعاون هامة تجمع بين سلطنة عمان وروسيا، حيث يحرص البلدان على الارتقاء بالعلاقات الثنائية لخدمة مصالحهما المشتركة في مختلف المجالات، ومنها العسكرية.

ويعد التعاون العسكري بين السلطنة وروسيا متواضعاً إلى حد ما، لقلة الاتفاقات بين الطرفين في هذا الجانب، واقتصاره على مباحثات محدودة.

ورغم أن السلطنة أصبحت، عام 2012، في عداد الدول التي بدأت روسيا التعاون التسليحي معها، فإنه لم يكشف حتى الآن عن أي تطورات أو أرقام بهذا الخصوص.

ومؤخراً، عقد الجانبان مباحثات عسكرية جمعت قائد الجيش السلطاني العماني مطر بن سالم البلوشي، مع نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين، جرى خلالها تبادل وجهات النظر وبحث عدد من الموضوعات العسكرية ذات الاهتمام المشترك.

وفي أغسطس الماضي، شاركت السلطنة في المنتدى الفني العسكري (آرميا 2023)، الذي يعد أكبر معرض عسكري في روسيا.