سياسة وأمن » حروب

مع تزايد العزلة الأمريكية.. دول الخليج تضغط باتجاه حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية

في 2023/12/14

متابعات- 

في أعقاب تصويت 153 دولة من أصل 193 بالجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، تضغط الدول الخليجية وفي مقدمتها الإمارات وقطر من أجل تبني حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية؛ لإنهاء الصراع بين الجانبين. 

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن دول الخليج حذرت الولايات المتحدة، أنها لن تقوم بالمشاركة في تمويل إعادة إعمار غزة، كما كانت تفعل في السابق، مالم توافق إسرائيل على خريطة طريقة واضحة لحل الدولتين، تحصل أيضا على دعم واضح من واشنطن. 

والثلاثاء، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسة طارئة خاصة مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة الذي قدمته مصر بمشاركة دول أخرى بأغلبية 153 عضوا ومعارضة 10 وامتناع 23 عن التصويت. 

والدول التي عارضت مشروع القرار هي إسرائيل والولايات المتحدة والنمسا وتشيكيا وجواتيمالا وليبيريا وميكرونيزيا وناورو وبابوا غينيا الجديدة وباراغواي. 

 وامتنعت عن التصويت كل من الأرجنتين وبلغاريا وكابو فيردى وغينيا الاستوائية، الكاميرون، وجورجيا، وألمانيا، والمجر، وايطاليا، وليتوانيا، ومالاوي، جزر المارشال، هولاندا، وبالاو، وبنما، ورومانيا، وسلوفاكيا، وجنوب السودان، وتوجو، وتونجا، أوكرانيا، والمملكة المتحدة، أورجواي. 

ضغوط متزايدة 

في المقابل، اعتبرت إسرائيل التصويت المدوي لصالح وقف إطلاق النار في غزة علامة أخرى على التحيز المناهض لإسرائيل في الأمم المتحدة. 

ولكن الضغوط تتزايد على إسرائيل مع زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان؛ لإظهار قدر أكبر من المرونة بشأن ما سيشكل نصراً عسكرياً وكيف ستتم إدارة غزة بمجرد انتهاء الحرب، بحسب الجارديان. 

ووسط هذه الضغوط المتزايدة، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إنه لن يسمح بدور للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، ولن يؤيد حل الدولتين.  

وأدى تحدي نتنياهو إلى توجيه الرئيس الأمريكي جو بايدن أكبر انتقاداته العلنية لإسرائيل منذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين أول، إذ حث إسرائيل على تجنب قصفها العشوائي للقطاع. 

كما طالب بايدن في الوقت ذاته نتنياهو بضرورة التخلص من حكومته التي تتشكل من وزراء ينتمون لليمين المتطرف. 

وفيما يتعلق بالضغوط الخليجية استشهدت الصحيفة، بتصريحات أدلت بها سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، لصحيفة وول ستريت جورنال، قبل يومين حددت فيه شروط الإمارات للمشاركة في تمويل قطاع غزة. 

وقالت نسيبة: "الرسالة ستكون واضحة للغاية: نحن بحاجة إلى رؤية خطة حل الدولتين قابلة للتطبيق، وخريطة طريق جادة، قبل أن نتحدث عن اليوم التالي (ما بعد الحرب) وإعادة بناء البنية التحتية في غزة". 

وقالت نسيبة إنه بالنسبة للإمارات، فإن الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين في غزة هي "لحظة تحول". معقبة أنه بدون حل الدولتين "لن نستثمر بشكل كامل في إعادة البناء، ومع إسرائيل سيكون لذلك تأثير أيضا". 

وأكدت: "ليس هذا المسار الذي وقعنا عليه اتفاقيات إبراهيم" في إشارة إلى اتفاقية التطبيع بين بلادها وإسرائيل. 

ووفق الصحيفة فقد تبنت قطر، التي قدمت أكبر قدر من الأموال لغزة في عمليات إعادة الإعمار السابقة، نفس الموقف الإماراتي.  

وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات وقطر ترغبان في إنهاء الانقسام بين حركة فتح التي تدير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس التي تهيمن على قطاع غزة. 

ورأت الصحيفة أنه ربما يكون الدافع وراء انتقاد بايدن المتعمد لإسرائيل في اجتماع مع مانحي الحزب هو الشعور بأن العزلة الدبلوماسية الأمريكية آخذة في التزايد، كما هو الحال مع ارتفاع نسبة المعارضة بين الناخبين الديمقراطيين لاستراتيجية البيت الأبيض المتعلقة بالحرب في غزة. 

ولكن بالرغم ذلك، ليس هناك ما يشير إلى أن الولايات المتحدة ستنهي دعمها العسكري لإسرائيل. 

وقد تبنت قطر، التي قدمت أكبر قدر من الأموال لغزة في عمليات إعادة الإعمار السابقة، نفس الموقف. وترغب الإمارات وقطر في إنهاء الانقسام بين حركة فتح التي تدير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس التي تهيمن على قطاع غزة. 

وفي حديثه إلى المانحين الديمقراطيين في واشنطن هذا الأسبوع، أقر بايدن بأنه أجرى محادثات صعبة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الحملة العسكرية الإسرائيلية، وكيف تفقد إسرائيل الدعم الدولي، والحاجة إلى حل الدولتين بقيادة السلطة الفلسطينية 

وطالب بايدن نتنياهو بتغيير حكومته المتشددة مؤكدا أنهم "إنهم لا يريدون أي حل مع الفلسطينيين، بل يريدون فقط معاقبة جميع الفلسطينيين". 

والثلاثاء عبر رؤساء وزراء كندا وأستراليا ونيوزيلندا في بيان مشترك عن دعمهم للجهود الدولية العاجلة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة. 

وقالوا في البيان "إننا نشعر بالقلق إزاء تقلص المساحة الآمنة للمدنيين في غزة. ولا يمكن أن تكون المعاناة المستمرة لجميع المدنيين الفلسطينيين هي ثمن هزيمة حماس". 

وذكرت الصحيفة أن قرار الجمعية العامة الثلاثاء تضمن دعوة واضحة للإفراج عن جميع الأسرى وحماية جميع المدنيين لكنه لم يوجه انتقادات مباشرة لحماس.

وداخل الاتحاد الأوروبي، لا يزال الانقسام حول هذه القضية مستمرًا، لكن الاتجاه بعيدًا عن دعم إسرائيل واضح.  ويتزايد أيضًا الدعم لعقوبات الاتحاد الأوروبي على المستوطنين الإسرائيليين المنغمسين في أعمال العنف في الضفة الغربية. 

أزمة عباس 

تكمن الصعوبة السياسية التي يواجهها بايدن في إنهاء العزلة الدبلوماسية للولايات المتحدة في أن الوسيلة التي اختارها لتمثيل الفلسطينيين بعد الحرب، أي السلطة الفلسطينية، لا تحظى بدعم كبير بين الفلسطينيين أو الإسرائيليين. 

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بين الفلسطينيين، ونشر الأربعاء، أن 60% يؤيدون حل السلطة الفلسطينية. 

وقال 16% فقط أنهم سيصوتون لعباس في الانتخابات الرئاسية و60% دعوا لتولي حماس السلطة. 

وكتب زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عبر منصة إكس: "لا يوجد أحد في العالم يعتقد أنه ينبغي تسليم غزة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد انتهاء الحرب في القطاع". 

جانتس بديل نتنياهو 

وبحسب الصحيفة، فإن هناك دلائل على أن كبار السياسيين الأوروبيين يستثمرون في وزير الدفاع السابق بيني جانتس كزعيم بديل محتمل لنتنياهو، ويختبرونه بشأن رؤيته لأمن إسرائيل بعد الحرب. 

وذكرت أن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، هو واحد من عدد من القادة الأوروبيين الذين تحدثوا إلى جانتس في الأيام الأخيرة. 

وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة معاريف العبرية في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني أن حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه جانتس سيزيد مقاعده إلى 43 مقعدا، من 12 مقعدا فقط الآن، في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا إذا أجريت انتخابات قريبا. 

وتبين أن حزب الليكود بزعامة نتنياهو سينخفض من 32 مقعدا إلى 18 مقعدا.