علاقات » اسرائيلي

تقدير إسرائيلي: لهذه الأسباب غيرت السعودية موقفها من إيران والغرب

في 2023/04/25

 مركز القدس للشؤون العامة- ترجمة الخليج الجديد- 

سلط مركز القدس للشؤون العامة، (مؤسسة فكرية داعمة لإسرائيل) الضوء على الأسباب التي دفعت المملكة العربية السعودية لتغيير موقفها من الغرب وإيران عبر إعلان استعادة العلاقات بين طهران والرياض بوساطة صينية.

وأبرز المركز في تحليل أورده عبر موقعه الإلكتروني التقدير الإسرائيلي لمدى استمرار للخطوة السعودية، وتأثيرها على وتيرة التطبيع بين تل أبيب والعواصم العربية، ومساع رئيس الحكومة الإسرائيلية لحث السعودية للتراجع عن التقارب مع إيران.

انقلاب 180 درجة

وفي 10 مارس/ آذار الماضي، قلبت السعودية موقفها من إيران 180 درجة، وأعلنت استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وإعادة فتح سفارات هناك في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين.

ودفعت تلك التطورات الإقليمية التي تقودها السعودية في الأسابيع الأخيرة شخصيات سياسية بارزة في إسرائيل إلى التعبير عن قلقهم، وأصبح اتفاق استعادة العلاقات الإيرانية السعودية هو شغلهم الشاغل.

ووفق التحليل لم تكن إسرائيل فقط التي تشعر بالقلق من هذا التطور، بل كذلك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

في أوائل أبريل/ نيسان، أرسل الرئيس بايدن رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى السعودية، حيث التقى بكبار المسؤولين في الديوان الملكي والمخابرات السعودية.

وأعرب بيرنز عن قلق واشنطن من تقارب السعودية مع إيران وعواقبه على الشرق الأوسط.

سببان رئيسيان

ووفق التحليل فإن المستوى السياسي الرسمي فى إسرائيل يقدر أن هناك سببين رئيسيين لاتخاذ السعودية خطوة استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.

السبب هو رغبة المملكة وولي عهدها محمد بن سلمان في إنهاء سريع لحرب اليمن المستمرة منذ عام 2015، وذلك بعد أن أصحبت حسابات الحرب معقدة للغاية.

فقد هاجمت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران المدن والمطارات والمنشآت النفطية في السعودية بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار دقيقة. ونتيجة لذلك، تسببت في أضرار اقتصادية جسيمة وشلت جزءًا كبيرًا من صناعتها النفطية في عام 2019.

أما السبب الثاني وفقا للتحليل فهو خشية السعودية من تراجع كبير محتمل فيما يتعلق بالانخراط الأمريكي في الشرق الأوسط.

وعلى مدار السنوات الأخيرة تتحرك الولايات المتحدة تدريجياً للخروج من منطقة الشرق الأوسط، بينما تدخل روسيا والصين وإيران لسد الفراغ الأمريكي.

وبقدر ما يتعلق الأمر السعودية كدولة، فإن الانسحاب الأمريكي يعرض للخطر حكم آل سعود والرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وضع محمد بن سلمان نفسه لتحقيقها بحلول عام 2030.

ومن أجل ذلك فقد خلص ولي العهد السعودي إلى أن إدارة بايدن لن تحميه من الهجمات الإيرانية، ولن تمنع إيران من تسليح نفسها بأسلحة نووية في المستقبل.

لذلك قرر استعادة التعامل مع إيران دون قطع علاقاته مع الغرب، ولكن برسالة واضحة مفادها أنه لا يبحث عن مواجهة عسكرية مع إيران.

رسائل نتنياهو

وبحسب التحليل فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتير أن عملية التطبيع ركيزة أساسية لسياسة إسرائيل الخارجية، لذلك اختار أن ينقل رسالة عامة إلى السعودية مفادها أنها قد تأسف لقرارها بشأن إيران.

ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى "تبعات" إعادة السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، قائلا إن "من يتعاون مع إيران يتعاون مع البؤس"، مستشهدا بالأوضاع في لبنان واليمن وسوريا والعراق.

وقال نتنياهو: "أولئك الذين يتعاونون مع إيران يتعاونون مع البؤس. انظروا إلى اليمن، وسوريا، والعراق"، مضيفا أن "95% من المشاكل في الشرق الأوسط تأتي من إيران".

وتابع: "أعتقد أن السعودية وقيادتها ليس لديهم أوهام حول من هم أعداؤهم ومن هم أصدقاؤهم في الشرق الأوسط.. إنهم يفهمون أن إسرائيل شريك ضروري".

وأضاف "نود بشدة التوصل الى سلام مع السعودية. سيؤدي هذا إلى حد كبير إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.. احتمالات لا نهاية لها".

كما دعا نتنياهو إلى زيادة الولايات المتحدة الانخراط في الشرق الأوسط.

وقال "لا أعتقد أن إسرائيل وحدها، ولكن من نواح كثيرة، فإن معظم دول الشرق الأوسط لن ترحب بأي شيء أكثر من مشاركة أمريكية في الشرق الأوسط، ومشاركة أكبر".

وأضاف "من المهم للغاية أن تكون الولايات المتحدة واضحة بشأن التزامها ومشاركتها في الشرق الأوسط."

تقدير إسرائيلي

وتقدر المخابرات الإسرائيلية أن الاتفاق بين السعودية وإيران لن يستمر طويلا وقد ينفجر في المستقبل لعدة أسباب.

ووفق التقدير الإسرائيلي من المستحيل تجسير الخلافات الدينية والأيديولوجية بين المسلمين السنة الذين تمثلهم السعودية والشيعة الذين تمثلهم إيران.

بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد ما يشير إلى أن إيران تعتزم وقف سياستها المتمثلة في نشر العقائد الأيديولوجية للثورة الإسلامية عام 1979 والتوسع المادي لإيران في الشرق الأوسط من خلال إنشاء كوادر إيرانية في الدول العربية.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن إيران تتصرف الآن وفق مصالحها الوطنية وتقاربها مع السعودية مؤقت، وتسعى إيران في غضون ذلك لإضعاف الولايات المتحدة وإلحاق الضرر باتفاقيات التطبيع الإسرائيلية مع دول الخليج.

إسرائيل قلقة بحق من هذه التطورات التي قد تبطئ الجهود الإسرائيلية للتوصل قريباً إلى اتفاق تطبيع مع السعودية ودول عربية وإسلامية أخرى.

تتخذ إسرائيل موقفاً واضحاً ولكنه حذر فيما يتعلق بسياسة   السعودية الجديدة تجاه إيران. ستكون هذه القضية إحدى القضايا الرئيسية التي ستتم مناقشتها في اجتماع بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بايدن في البيت الأبيض عندما يتم تحديد مثل هذا الاجتماع.

يقول مسؤولون كبار في إسرائيل إنه على إدارة بايدن الانتباه إلى الإشارات المزعجة التي ترسلها السعودية، وزيادة مشاركتها في الشرق الأوسط، وقبل كل شيء، تعزيز الردع الأمريكي ضد إيران.