دول » الكويت

في ذكرى احتفالاتها بالعيد الوطني.. هذه أبرز محطات دولة الكويت

في 2023/02/25

طه العاني - الخليج أونلاين-

تشهد دولة الكويت، في الـ25 من شهر فبراير كل عام، احتفالات واسعة بعيدها الوطني، في ذكرى استقلالها عن المملكة المتحدة، في 19 يونيو 1961، وهذا العام يوافق مرور 62 عاماً على ذكرى الاستقلال، كما تتزامن المناسبة مع الذكرى الـ32 لتحرير البلاد من الغزو العراقي.

ويحظى العيد الوطني بمكانة خاصة في نفوس الكويتيين، وتشمل الاحتفالات الوطنية، التي حملت في 2023 عنوان "عز وفخر"، مجموعة متنوعة من العروض الفنية والثقافية والتراثية التي تعبر عن تاريخ دولة الكويت.

طابع فريد

فعاليات زاخرة ومتنوعة تعيشها الكويت بمناسبة العيد الوطني تتعاون فيها مختلف وزارات الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص، وتشمل عروضاً فنية وثقافية وتراثية تعبر عن تاريخ دولة الكويت.

وتشمل أيضاً عرضاً للألعاب النارية، ويمكن للجمهور متابعته في المساحة الكائنة بين موقعي الجزيرة الخضراء وأبراج الكويت على شارع الخليج العربي.

وتشهد الاحتفالات كذلك مجموعة من الفعاليات الترفيهية باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية؛ منها عروض الليزر والصوت والضوء عبر الشاشات المائية التي ستزين بها أبراج الكويت.

كما تتضمن الاحتفالات عرضاً جوياً وآخر للطائرات المسيرة (الدرونز)، إضافة إلى عروض للمعدات العسكرية والآليات، علاوة على عروض للفرق الموسيقية التابعة لوزارة الداخلية والجيش الكويتي والحرس الوطني.

وتتضمن أيضاً إقامة معرض للإطفاء وعروض الزوارق البحرية، إضافة إلى تقديم فرق كويتية وخليجية للفنون الشعبية عروضها الفلكلورية الأصيلة على مدار أيام الاحتفالات.

الاحتفالات تشمل أيضاً تقديم أنشطة في قرية يوم البحار التراثية، وفي موسم الجزيرة الخضراء، وفي مركز جابر الأحمد الثقافي، ومشروع ونترلاند وغيرها.

انتماء وطني

وفق الباحث والخبير القانوني د. محمد مساعد الدوسري، فإن احتفالات العيد الوطني الكويتي لها أهمية كبيرة لدى المواطنين الكويتيين، خاصة أنها تتزامن أيضاً مع عيد التحرير، حيث يأتي يوم 25 فبراير ليكون عيد استقلال دولة الكويت، و26 فبراير عيد تحرير الكويت من الغزو السابق الذي شنه العراق في عهد صدام حسين.

ويشير في حديثه مع "الخليج أونلاين" إلى أن الاحتفاليات وتزامنها أعطاها زخماً كبيراً جعل الكويتيين يتجهزون عادة لمثل هذا الاحتفال، ويحتفلون فيه بمظاهر كبيرة، سواء بمسيرات أو برفع الأعلام الوطنية، وتمتد مظاهر الاحتفال طوال شهر فبراير.

ويؤكد الدوسري أن الاحتفالات الوطنية تعزز الانتماء الوطني لكل مواطن كويتي، وتجعله يتيقن في كل مرة من أنه جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، وأن احتفالاته بهذا الوطن هي احتفالات بأسرته الكبيرة متمثلة في الشعب الكويتي والأرض التي ينتمي إليها.

ذرية مباركة

في هذه المناسبة عرض تلفزيون الكويت الرسمي الأوبريت الغنائي الوطني "ذرية مبارك"، الذي يروي سيرة حكام الكويت بدءاً من عهد الشيخ مبارك الصباح المعروف بـ "مبارك الكبير"، الذي تولى الحكم قبل أكثر من قرن، حتى العهد الحالي.

ويسرد الأوبريت خلال 12 دقيقة سيرة وإنجازات كل حاكم من حكام دولة الكويت خلال فترة حكمه، بدءاً من حكم الشيخ مبارك الكبير، الحاكم السابع للبلاد مؤسس دولة الكويت بالمفهوم المعاصر، الذي تولى الحكم عام 1896، حتى الأمير الحالي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

وشارك في العمل الغنائي الذي كتبه الشاعر أحمد الشرقاوي عشرة من أشهر نجوم الغناء في الكويت، وهم نبيل شعيل، وعبد الله الرويشد، ونوال الكويتية، ومحمد المسباح، ومحمد البلوشي، وبشار الشطي، ومطرف المطرف، وشيماء سليمان، وفهد السالم، وحنين الكندري.

كما يشارك الفنان جاسم النبهان في هذا الأوبريت بالتعليق الصوتي الذي كتبه له محمد صيّاح العدواني.

والأوبريت من إنتاج وزارة الإعلام، وهو من ألحان حمد الخضر، وإخراج عبد الله الويس.

ونشر النجوم المشاركون بهذا الأوبريت الغنائي مقطعاً ترويجياً منه عبر حساباتهم الإلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر الفنانون وهم يرتدون الأزياء الكويتية، كما ظهر كورال نسائي مشارك، إضافة إلى أطفال.

وكان مؤلف الأوبريت الشاعر أحمد الشرقاوي قال في لقاء له مع صحيفة "الراي" الكويتية: إنه "حرص من خلال تأليفه لهذا الأوبريت على الحديث عن سلسلة حكام دولة الكويت، وعمّا نص عليه الدستور بأن الحكم يعود لذرية مبارك".

وأضاف الشرقاوي أن "هدفه من هذا العمل هو تعريف الأجيال القادمة بتاريخ بلادهم وحكامهم، وإظهار دور الأسرة الحاكمة في تعزيز مكانة الكويت، ومحاولة ربط الشعب معهم".

وأشار إلى أنه تلقّى كتب شكر من أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد؛ لتأليفه هذا الأوبريت الوطني.

محطات مهمة

مرت الكويت منذ استقلالها بمحطات سياسية مهمة أسهمت في رسم مسارها خلال العقود الأخيرة، وتوجز "وكالة الأنباء الفرنسية" تلك المحطات التي كانت بدايتها مع سن أول دستور في دولة خليجية، وذلك في 11 نوفمبر 1962، والذي نص على تشكيل مجلس أمة مؤلف من 50 عضواً منتخباً لولاية مدتها أربعة أعوام.

كما نظمت الكويت أول انتخابات في 1963، ومنحت النساء في العام 2005 حق المشاركة في الانتخابات اقتراعاً وترشحاً، وشاركت الكويتيات للمرة الأولى في انتخابات العام 2006.

في 29 أغسطس 1976، أمر أمير البلاد بحل البرلمان، مرجعاً الأمر إلى قلة التعاون من جانب النواب، وتلا الخطوة تعليق المواد الأساسية في الدستور والحياة البرلمانية التي استؤنفت في العام 1981.

في الثاني من أغسطس 1990، اجتاحت القوات العراقية الكويت واحتلتها، ثم حررت في نهاية فبراير 1991 بعد عملية "عاصفة الصحراء" التي شنها تحالف عسكري بقيادة واشنطن.

واستأنفت الكويت، العضوة في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، تصدير النفط الخام، في يوليو 1991، بعد إخماد حرائق أضرمتها القوات العراقية في 700 بئر، وإصلاح المنشآت وحفر آبار جديدة.

وجرت في الكويت انتخابات تشريعية، في أكتوبر 1992، بعد تعليق جديد للحياة البرلمانية في 1986، وفاز تحالف معارض يضم إسلاميين وليبيراليين ووطنيين بـ32 مقعداً من أصل مقاعد مجلس الأمة الـ50.

وفي العاشر من نوفمبر 1994، اعترف العراق بالحدود البحرية والبرية للكويت التي حددتها الأمم المتحدة، وفي الثاني من أغسطس 2004، أعادت الكويت العلاقات الدبلوماسية مع العراق.

في الـ24 من يناير 2006، توفي الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، وتولى الشيخ صباح الأحمد الصباح مقاليد الحكم خلفاً له.

وشهدت الكويت تشكيل أكثر من 10 حكومات وحل مجلس الأمة ست مرات، بين 2006 و2013.

وفي أعقاب الانتخابات التشريعية المبكرة في نوفمبر 2016، عادت المعارضة التي يهيمن عليها الإسلاميون بقوة إلى البرلمان، وكانت قد قاطعت عمليتي الاقتراع السابقتين احتجاجاً على تعديل قانون الانتخابات.

وابتداء من يونيو 2017، قادت الكويت وساطة في الأزمة الخليجية عندما قطعت السعودية والبحرين والإمارات ومصر علاقاتها مع قطر، والتي استؤنفت مجدداً بعد اتفاق العلا، في يناير 2021.

وأعلنت الكويت، في 29 سبتمبر 2020، وفاة الشيخ صباح الأحمد عن عمر يناهز 91 عاماً، وفي اليوم نفسه أعلن مجلس الوزراء الكويتي ولي العهد نواف الأحمد الجابر الصباح (83 عاماً) أميراً للبلاد خلفاً لأخيه غير الشقيق.

وفي نوفمبر 2021، أصدرت الكويت العفو الأميري عن المعارضين، والذي أدى إلى عودة الكثير منهم إلى البلاد، كما يطلق عادة سجناء مشمولين بالعفو، في 25 فبراير الجاري، تزامناً مع الأعياد الوطنية للبلاد.

سياسة متوازنة

خلال الـ62 عاماً الماضية حققت الكويت إنجازات متميزة على الصعد كافة، وفق خطط ‏استشرافية أدركت متطلبات البلاد وأبنائها من التنمية ‏والتطوير، وأسهمت في أداء دور محوري في الملفات الإقليمية والدولية التي اضطلعت بها، كما ‏أصبحت محط أنظار العالم في المساعدات الإنسانية‎.‎

ومنذ استقلال الكويت وهي تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية ومتوازنة آخذة بالانفتاح ‏والتواصل طريقاً، وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ، وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي ‏لشعبها هدفاً، في إطار من التعاون والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها ‏وتطلعاتها وأهدافها‎.‎

وحرصت الكويت على إقامة علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة؛ بفضل سياستها ‏الحكيمة ودورها المميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي وتعزيز التعاون العربي، ‏ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين.

وتبذل الكويت في ظل قيادتها جهوداً حثيثة لمتابعة ‏مسيرة التنمية والإعمار والاستقرار والازدهار، إضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة ‏لتحقيق الأمن والسلام في ربوع العالم‎.‎

واليوم وبعد مرور ستة عقود على الاستقلال ما تزال الكويت تواصل نهجها الثابت في عملية ‏التنمية والتطوير على الصعيد الداخلي، فيما تواصل على الصعيد الخارجي بناء علاقات وثيقة ‏مع دول العالم والعمل مع المجتمع الدولي على منع نشوب الخلافات والحروب وحل المشكلات ‏بالطرق السلمية.

منجزات كبيرة

حققت دولة الكويت منذ استقلالها إنجازات كبيرة، وتواصل مسيرتها نحو تحقيق رؤية "الكويت الجديدة 2035" الرامية إلى تحويل البلاد لمركز مالي وتجاري إقليمي ودولي، وتسريع عجلة الاقتصاد، وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية.

وواصلت إنجاز المشروعات التنموية العملاقة في مختلف المجالات، أبرزها مصفاة الزور التي تعتبر أكبر مصفاة في الكويت بطاقة تكرير تبلغ 615 ألف برميل يومياً، مما يحول البلاد إلى واحدة من أكبر منتجي الوقود في المنطقة.

وكذلك مشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال، الذي يحتوي على رصيفين معدين لاستقبال أكبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال حجماً في العالم، ويعتبر من المشاريع الحيوية والتنموية لدولة الكويت.

وعلى صعيد المشاريع الكبرى، يتواصل العمل في مشروع "مدينة صباح السالم الجامعية" بمنطقة الشدادية جنوب الكويت العاصمة، ويعد من أكبر المراكز التعليمية في العالم، ويضاهي أعرق الجامعات ويعكس المكانة العلمية المرموقة لجامعة الكويت بين مثيلاتها في المنطقة.

ومن المشروعات الاستراتيجية التي ستحدث أيضاً نقلة نوعية في مسيرة الكويت الاقتصادية "مبنى الركاب الجديد تي 2" في مطار الكويت الدولي، ويمثل هذا الصرح الهائل نقلة نوعية في مجال النقل بالكويت لتجعلها محوراً إقليمياً رئيسياً للشرق الأوسط.