قضاء » قضايا

محكمة أمريكية تستدعي محافظ الصندوق السيادي السعودي.. ما القصة؟

في 2023/01/04

وكالات- 

قالت وسائل إعلام دولية إن محكمة أمريكية استدعت محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، "ياسر الرميان"، للمثول أمامها خلال نظر دعوى قضائية أقامها مستثمرون ضد الملياردير الأمريكي "إيلون ماسك" عام 2018 بشأن تغريدة له حول شركة "تسلا"، وهي التغريدة التي قال فيها إنه حصل على "تمويل مضمون" للشركة، ما تسبب في ارتباك بأسعار أسهمها.

وأوضحت صحيفة "فايننشال تايمز"، في تقرير، الثلاثاء، أن مكتب "الرميان" تسلم الدعوى من محكمة كاليفورنيا الفيدرالية في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

بدورها، قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إنه تم تسليم مذكرة الاستدعاء إلى "الرميان"، في قضية حول مزاعم احتيال "إيلون ماسك"، على المساهمين من خلال تغريدة كاذبة منذ أكثر من 4 سنوات".

وبالإضافة إلى "الرميان"، قدمت "تسلا" طلبات في ديسمبر/كانون الأول الماضي أيضا، لاستدعاء 3 مسؤولين آخرين في صندوق الاستثمارات العامة، وهم "تركي النويصر"، و"سعد الكرود"، و"نايف المقرن"، وفقا للوكالة.

ويسعى المدعى عليهم في القضية، ومن بينهم الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، "ماسك"، إلى أن يدلي "الرميان"، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة شركة "أرامكو" السعودية، بشهادته في المحاكمة، التي من المقرر أن تبدأ في سان فرانسيسكو في وقت لاحق من الشهر الحالي، وفقا للصحيفة.

وقالت "فايننشال تايمز" إنه يمكن لأي شهادة نهائية من "ياسر الرميان" أن تركز على المناقشات التي أجراها صندوق الاستثمارات العامة السعودي مع "ماسك" قبل إعلانه "تأمين التمويل".

ويزعم المستثمرون الذين رفعوا الدعوى القضائية أن "ماسك" تلاعب بسعر سهم "تسلا" عندما غرد في أغسطس/آب 2018 بأنه لديه تمويل لجعل شركة صناعة السيارات الكهربائية خاصة بسعر 420 دولارا للسهم الواحد، وهي صفقة لم تتحقق.

وقال "ماسك"، خلال مناسبات عامة في وقت سابق، وفي وثائق المحكمة، إنه تم التوصل إلى صفقة "مصافحة" مع "الرميان" والصندوق لجمع الأموال اللازمة لإخراج شركة "تسلا" من الأسواق العامة.

ويجادل المستثمرون الذين يقاضون "تسلا" و"ماسك"، بأن تغريدته في أغسطس/آب 2018 حول جعل "تسلا"  خاصة مع "التمويل المضمون" كانت "كاذبة بلا منازع" وكلفتهم مليارات الدولارات من خلال تحفيز التقلبات الشديدة في سعر سهم "تسلا"، وفقا لـ"بلومبرج".

ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 17 يناير/كانون الثاني الجاري، وتستمر حوالي 10 أيام.

ومن بين الشهود المحتملين "ماسك" وأعضاء مجلس إدارة "تسلا"، ومديرها المالي ورئيس علاقات المستثمرين، وشخصيات من وادي السيليكون مثل الشريك الإداري في "سيلفر ليك"، "إيجون دوربين"، والمؤسس المشارك لشركة "أوراكل"، "لاري إليسون"، المقرب من "ماسك"، وفقا لـ"فايننشال تايمز".

يذكر أن أسهم "تسلا" انخفضت بنسبة 12.2%، الثلاثاء، بعد الكشف عن تسليمات أقل من المتوقع للسيارات في الربع الأخير من عام 2022.

وانخفض سعر السهم بنسبة 72% تقريبا خلال الأشهر الـ 12 الماضية.

وفي أبريل/نيسان الماضي، كشفت وكالة "بلومبرج" عن رسائل نصية تبادلها "إيلون ماسك"، مع محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، "ياسر الرميان"، تعكس أسباب فشل الصفقة بسبب طلب "الرميان" بيانات مالية تفصيلية عن "تسلا"، وهو ما يبدو أن "ماسك" رفضه.

ويقول "ماسك" في رسالة كتبها: "هذا بيان ضعيف للغاية ولا يعكس المحادثة التي أجريناها في تسلا. لقد قلت إنك مهتم بالتأكيد بجعل تسلا خاصة وأردت القيام بذلك منذ عام 2016"، بحسب مذكرة الدعوى المؤلفة من 300 صفحة التي قدمت كجزء من دعوى قضائية لمستثمرين سابقين في "تسلا" ضد "ماسك".

يضيف "ماسك": "أنا آسف، لكن لا يمكننا العمل معا"، ويجيب "ياسر الرميان": "الأمر متروك لك يا إيلون".

ويرد "ماسك": "إنك ترميني تحت الحافلة"، وهو تعبير يعني "إنك تتخلى عني"، فيما يقول "الرميان": "رقصة التانجو تحتاج إلى شخصين. لم نتلق أي شيء بعد".

وتستمر المحادثة عندما يقول "الرميان" لـ"ماسك": "لا يمكننا الموافقة على شيء ليس لدينا معلومات كافية عنه"، ويضيف أنه كان ينتظر المزيد من المعلومات المالية.

وفي وقت لاحق من هذه المحادثة، قال "الرميان" لـ"ماسك": "اقرأ المقال من فضلك".

يرد "ماسك": "قرأت المقال. إنه ضعيف ووقح ولا تزال تجعلني أبدو كاذبا. إنه مليء بالغموض ولا يشير بأي حال من الأحوال إلى الاهتمام القوي الذي نقلته شخصيا".

ولم تتطور المحادثات مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ومضى "ماسك" قدما بالاقتراح مع شركة الأسهم الخاصة "سيلفر ليك" ومجموعة "جولدمان ساكس".

ومنذ ذلك الحين، أصبحت "تسلا" شركة مربحة، حيث شيدت مصانع في شنجهاي وبرلين وأوستن بعد أن أشعلت قضية التحول إلى السيارات الكهربائية، وقد أذهل تقييمها البالغ تريليون دولار "وول ستريت" وجعل "ماسك" أغنى شخص في العالم.