ملفات » رؤية المملكة السعودية 2030

بن سلمان يسعى إلى الاستحواذ على حصة ببنك كريدي سويس.. لماذا؟

في 2022/11/14

متابعات-

سلطت وكالة "بلومبرج" الضوء على ضخ صندوق الاستثمارات العامة السعودي نحو 1.5 مليار دولار في بنك "كريدي سويس" السويسري للاستحواذ على حصص به، مشيرة إلى أن الصفقة تأتي ضمن رؤية ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" الاقتصادية.

وذكرت الوكالة الأمريكية، في تقرير لها، أن البنك السويسري، الذي يعاني من تراجع العوائد، يسعى لزيادة رأس ماله عبر مستثمرين أجانب، وهو ما وجده سانحا عبر "البنك الأهلي السعودي"، المملوك بالأغلبية لصندوق الاستثمارات العامة.

وأوضحت أن البنك السعودي سيضخ 1.5 مليار دولار نظير امتلاك حصة 9.9% في "كريدي سويس"، بشرط موافقة المساهمين الحاليين، مشيرة إلى أن الصفقة ليست مجرد خطة إنقاذ للبنك السويسري، بل جزء من مشروعات "بن سلمان" لتحديث السعودية وتنويع اقتصادها.

فـ"بن سلمان" يحاول جعل مخططه الاقتصادي الكبير لـ"رؤية 2030" حقيقة واقعة، عبر تعزيز أهمية النظام المصرفي، الذي يعتمد عليه مديرو الثروات الأجنبية لتوظيف رأس المال.

وهنا يشير التقرير إلى أن البنك الأهلي السعودي  نشأ، في وقت سابق من العام الجاري، من خلال اندماج البنك الأهلي التجاري ومجموعة سامبا المالية، ويشرف على ما يقرب من ثلث الأصول المصرفية للسعودية.

وقال رئيس مجلس إدارة البنك "عمار الخضيري" إن الاستثمار في "كريدي سويس" هو "مظهر من مظاهر السعودية الجديدة"، مشيرا إلى أن تطوير البنك لعملية مصرفية استثمارية لجمع الأموال في الخارج لمشاريع في الداخل سيكون مفيدًا للغاية في تحقيق رؤية "بن سلمان".

لكن الرؤية ذاتها تتضمن التركيز أولاً على استخدام الأموال المحلية بشكل أفضل، وهنا يأتي دور حصة البنك الأهلي السعودي في "كريدي سويس".

وتراجعت قيمة أسهم "كريدي سويس" 15% فقط في العامين الماضيين، وفقًا لمؤسسة الخدمات المالية العالمية "مورجان ستانلي"؛ بسبب تأثير فضائحه المستمرة منذ فترة طويلة ومشاكل إدارته، بسحب "بلومبرج".

لكن في السنوات التي سبقت جائحة كورونا، كان قسم الثروة الدولية التابع لـ"كريدي سويس" يحقق متوسط ​​عوائد يقارب الـ30%، وهو ما دفع صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى التحرك نحو صفقة الاستحواذ على حصة بالبنك السويسري.

وعزز من دافعية التحرك السعودي المستوى التكنولوجي لـ"كريدي سويس" في إدارة الثروات؛ إذ يوفر التطور التكنولوجي لخدمات البنك التكاليف، ويجذب العملاء الذين يرغبون بشكل متزايد في استخدام هواتفهم المحمولة أو الأجهزة الرقمية الأخرى لدفع ونقل أموالهم.

ووفق صفقة الاستحواذ، بات بإمكان للبنك الأهلي السعودي الحصول على مساعدة من "كريدي سويس" لتطوير تكنولوجيا الخدمات المالية لديه بسرعة أكبر.

ومن شأن هكذا صفقة أيضا أن تساهم في دعم سوق القطاع المصرفي السعودي إقليميا، إذ تتمتع منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بسوق ستنمو بنحو 5% سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة ، وهو معدل أفضل من جميع المناطق في العالم، باستثناء آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية، وفقًا لتقديرات شركة الاستشارات "أوليفر وايمان".

وبإضافة مواجهة السعودية منافسة متنامية في مجال التمويل، خاصة من جانب دولة الإمارات العربية المتحدة، التي بذلت جهوداً كبيرة لجذب البنوك ومديري الأصول العالميين والمواهب لبناء مركز للخبرات، يمكن قراءة سياق ضخ "البنك الأهلي السعودي" للأموال في "كريدي سويس".

وتشير "بلومبرج" إلى أن تمكن السعودية من تحقيق أقصى استفادة من هذه الخبرات قد يمكنها من تحويل رؤية 2030 إلى حقيقة واقعة.