علاقات » دول أخرى

بشركة مأزومة.. العائلة الحاكمة بالإمارات في قلب معركة أشباه الموصلات الهندية

في 2022/10/25

موقع "إنتلجنس أونلاين"- 

قال موقع "إنتلجنس أونلاين" الفرنسي المعني بالشؤون الاستخباراتية، إن العائلة الحاكمة في الإمارات أصبحت في قلب معركة أشباه الموصلات الهندية، لكن عن طريق شركة مأزومة.

وتضع الهند حاليا حزمة من الحوافز تزيد قيمتها على 10 مليارات دولار؛ بهدف جذب الشركات من أجل بدء تصنيع أشباه الموصلات في الدولة الواقعة بجنوب آسيا.

يأتي طموح الهند للدخول في مجال صناعة الرقائق في وقت تتزايد فيه التوترات التجارية والجيوسياسية، إذ دفعت الاقتصادات الغربية نحو انفصال سلاسل الإمداد الخاصة بها عن الصين، التي استثمرت بكثافة لتصبح رائدة في صناعة أشباه الموصلات.

ووفق تقرير أورده "إنتلجنس أونلاين"، فإن شركة "إنتل" الأمريكية العملاقة، من خلال استحواذها على شركة "تاور" الإسرائيلية، وجدت لها حليفا في شركة الاستثمار الهندية الإماراتية "صندوق نكست أوربت"، وهي على صلة بالعائلة الحاكمة في الإمارات.

وذكر الموقع أن صندوق "نكست أوربت فنتشرز" يتخذ من أبوظبي ومومباي مقرين له، وهو مأزوم في الوقت الحالي، وكان يتطلع لانتزاع جزء من الميزانية الهائلة التي خصصتها الهند؛ لتطوير صناعة أشباه الموصلات التي تعد مسألة حيوية في الحروب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

ووفق الموقع، فإن صندوق "نكست" المتخصص في تصنيع وتصميم الأنظمة الإلكترونية، يخاطر الآن بكل شيء وقد يكون معرضا للانهيار.  

وأوضح الموقع الفرنسي أن الصندوق هو جزء من تحالف أشباه الموصلات الدولي "ISMC"، الذي أعلن أنه سوف يستثمر 3 مليارات دولار في مصنع لتصنيع الرقائق، في ولاية كارناتاكا جنوب الهند، بالتعاون مع شركة "تاور" الإسرائيلية لأشباه الموصلات في الهند، وهي شركة في طور الاستحواذ عليها من قبل شركة "إنتل" الأمريكية العملاقة.

وكان صندوق "نكست أوربت فنتشرز"، واحدا من الشركات التي تقدمت بعطاءات للحصول على شريحة من حزمة حوافز رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي"، التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، لجذب الشركات لتطوير قطاع أشباه الموصلات في الدولة الواقعة بجنوب آسيا.

وفي الوقت الحالي، يحاول صندوق "نكست" اقتحام سوق أشباه الموصلات من خلال استثمارات صغيرة في مبيعات التجزئة والتكنولوجيا الحيوية.

ولفت الموقع إلى أن المؤسس والشريك الإداري بصندوق "نكست أوربت فنتشرز"، "أجاي جالان"، سبق له تقديم المساعدة في رسم السياسة الاقتصادية للهند بشأن أشباه الموصلات في عام 2006.

محاكمة أمريكية

وبحسب "إنتلجنس أونلاين"، يبدو أن صعوبة كبيرة تواجه استمرار صندوق "نكست أوربت فنتشرز" في تحالف مع الشركة الأمريكية، وذلك بعد اعتقال مؤسس ومدير الصندوق "سانجيف تانيجا"، في أغسطس/ آب، من قبل وزارة العدل الأمريكية.

ويواجه "تانيجا" اتهامات في قضية مرفوعة أمام محكمة مقاطعة شمال كاليفورنيا؛ بارتكاب عملية احتيال بقيمة 150 مليون دولار في الولايات المتحدة مع شريكه في الجريمة الذي يدعي "كريم عربي".

وبحسب القضية، فعندما عمل "عربي" في شركة "كوالكوم" بالفترة من 2007 إلى 2016، طور تقنيات نقلها إلى شركة "Abreezio"، وهي شركة ناشئة يسيطر عليها "تانيجا"، مما أجبر شركة "Qualcomm" على الحصول عليها.

وبعد أن أصبح اعتقال "تانيجا" علنيًا، نشر صندوق "نكست" بيانًا من سطر واحد يؤكد أن "تانيجا" انفصل عن الصندوق؛ من أجل قطع أي اتصالات مع المجموعة التي قد تستنتجها السلطات الأمريكية.

أزمات متلاحقة

لكن الأزمات لم تتوقف عند هذا الحد، فسوف تضطر "نكست" أيضًا إلى إثبات قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية.

ففي عام 2017، أعلنت عن إطلاق صندوق للاستثمار في أشباه الموصلات الهندية، وتوقيع مذكرات تفاهم مع الشركات الأمريكية مثل "AMD" و"TowerJazz"، و"UMC" التايوانية، ولكن لا يبدو أن أيًا منها لم يحرز أي تقدم في الوقت الحالي.

كان من المفترض أن يقوم الصندوق ببناء مصنع أشباه الموصلات تابع له في ولاية جوجارات، التي ينتمي لها رئيس الوزراء الهندي، لكن التكتل الهندي "فيدانتا" سبقتها في هذا الصدد.

وأعلنت شركة "فيدانتا"، المتحالفة مع شركة "فوكسكون" التايوانية، عن بناء منشأة ضخمة لأشباه الموصلات بقيمة 20 مليار دولار هذا العام.

في جولتها التمويلية الأولى في عام 2016، أعلن صندوق "نكست" أن الحكومة ستستثمر 300 مليون دولار من إجمالي 750 مليون دولار، بينما سيأتي الباقي من عدة صناديق شبه حكومية في أبوظبي، مثل شركة مبادلة للاستثمار (مبادلة)، و"إعمار"، لكن اليوم لا يوجد أي أثر عام لتلك الاستثمارات في أي قاعدة بيانات.

شريك إماراتي

بخلاف رؤسائه الهنود، فإن صندوق "نكست" قريب من شركة الاستشارات المالية الإماراتية "IBMC"، التي شاركت في جولات التمويل الخاصة بها.

العديد من المديرين التنفيذيين لشركة "IBMC" موجودون في مجلس إدارة "نكست أوربت".

ووفق الموقع الفرنسي، يسيطر "خالد بن أحمد الحامد" على شركة "IBMC"، الذي كان والده "أحمد الحامد" ابن عم مؤسس الدولة الشيخ "زايد آل نهيان" وعم رئيس الإمارات الحالي "محمد بن زايد".

وذكر الموقع أن "خالد الحامد" هو أيضًا راعي مركز الأعمال الإماراتي الهندي للأعمال في دبي.