دول » السعودية

كسر برتوكولات الدول أمام ولي العهد السعودي.. ماذا يعني ذلك؟

في 2022/06/23

الخليج أونلاين-

البروتوكول في السياسة الدولية إتيكيت خاص بقواعد الدبلوماسية وشؤون الدولة لضبط التصرفات وإظهار الاحترام المناسب لقادة الدول.

وتحرص دائماً الدول المضيفة على إكرام ضيوفها الكبار وفقاً لثقافة الشعب المضيف، سواء في أصناف المائدة أو طريقة التحية، ومراسم الاستقبال، إلا إذا طلب الضيف غير ذلك بحسب تقاليده.

ومثال ذلك إظهار الاحترام المناسب لرئيس الدولة، ومراعاة الترتيب الزمني (حسب الأقدمية أو العمر) للدبلوماسيين عند تنظيمهم في مجلس أو اجتماع ما. 

وتوجد دول متشددة في تطبيق البروتوكولات؛ فرئيس فرنسا لا يستقبل ضيفه إلا في قصر الإليزيه، وفي أمريكا يستقبل الرئيس ضيوفه في البيت الأبيض، أما في بريطانيا فإن الملكة لا تلتقي سوى قادة الدول ولا تستقبلهم إلا في القصر الملكي.

لكن قد يحدث كسر للبروتوكولات الرسمية لأسباب عدة؛ من أهمها أهمية وقيمة الضيف ودولته للدولة المضيفة، وهذا ما حدث فعلاً في زيارات عدة قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود.

تركيا

حظيت التحية التي ألقى بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للحرس الرئاسي التركي باهتمام واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية.

وأظهرت لقطات مصورة الأمير محمد بن سلمان وهو يمشي برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أن يتوقفا أمام ميكرفون ردد بعدها ولي العهد السعودية عبارة "السلام عليكم"، ومن ثم واصل السير.

وجرت العادة خلال استقبال الزعماء الأجانب في تركيا على أن يردد الضيف الزائر كلمة "مرحباً عسكر"، ليرد الحرس الرئاسي "شكراً" بالتركية.

واستمراراً في كسر الرئيس التركي البرتوكول أيضاً، كان على رأس مودعي ولي العهد السعودي في المطار، وهو ما لم يحدث سابقاً، حيث جرت العادة على أن يرافق الضيف المسؤول التركي صاحب المكانة الرسمية نفسها، وفي حالة ولي العهد السعودي يكون نظيره نائب الرئيس التركي في مقدمة مودعيه.

عُمان

وفي ديسمبر الماضي، كسر السلطان هيثم بن طارق البروتوكول في بلاده، وكان في مقدمة مستقبلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وبحسب وسائل الإعلام العمانية، فإن قيام السلطان بكسر البروتوكول بأن يكون هو على رأس مستقبلي بن سلمان بدلاً من ولي عهده دليل على أهمية الزائر وأهمية العلاقة التي تربط البلدين.

مصر

وكسر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قواعد البروتوكول المتعارف عليها لاستقبال ولي العهد السعودي عند سلم الطائرة؛ يوم الثلاثاء 21 يونيو 2022، حيث قطع الرئيس المصري المسافة من الموقع المحدد له في مطار القاهرة الدولي، وتوجه لاستقباله عند سلم الطائرة.

وطبقاً لمراسم الاستقبالات الرسمية، ينتظر رئيس الدولة المضيفة على بُعد مسافة عن طائرة الضيف، وينتظر اصطحابه من قبل رئيس المراسم وسفير دولة الضيف إلى مكان المضيف، قبل أن يصطحبه إلى منصة الشرف؛ لاستكمال بقية مراسم الاستقبال الرسمي.

كما رافقت طائرة ولي العهد لدى دخولها الأجواء المصرية وقبيل هبوطها في مطار القاهرة الدولي أربع مقاتلات مصرية ترحيباً به.

بريطانيا

وخرقاً للبروتوكول أيضاً، استقبلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته عام 2018 إلى بريطانيا، وأقامت مأدبة غداء على شرفه، وهذا التكريم لا يحظى به سوى رؤساء الدول.

كما ازدانت شوارع لندن بصور ولي العهد، وعبارات تحمل عناوين الإصلاحات التي أدخلها في حياة السعوديين، وهو كذلك أمر نادر في بريطانيا، ولا يحظى به الكثير من قادة العالم.

أمريكا

وفي العام 2016، كسر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قواعد البروتوكول المتعارف عليها عند زيارة الأمير محمد بن سلمان.

وحدث الأمر عندما أقام وليمة غداء لبن سلمان حينها، علماً بأن العادة جرت أن يتم هذا الإجراء فقط لقادة الدول، كما قام بالتجول معه عقب الغداء في البيت الأبيض.

وبحسب الخبراء، فإن لقاء "ترامب" بالأمير محمد بن سلمان كان بصورة "استثنائية ومميزة"؛ حيث سمح بحضور المصورين والصحفيين، خروجاً على بروتوكولات الزيارات، لافتين إلى أن الاحتفاء بالأمير وإقامة مأدبة غداء خاصة في الجناح الشرقي بالصالة العائلية، "دليل تقارب كبير في وجهات النظر بين البلدين".