اقتصاد » مياه وطاقة

هل ستنضمّ السعودية إلى "بريكس" أم للعرش خيار آخر؟

في 2022/05/28

(أحمد شوقي\ راصد الخليج)

في وقتٍ يشهد كثيرًا من الغموض حول الحالة الصحيّة للملك سلمان، وبروز العديد من التّقارير والتّسريبات حول تدهورها واستعداد ولي العهد محمد بن سلمان لاستلام العرش، تدور معركة دوليّة خفيّة حول استقطاب السعودية للمعسكرات الدولية المتنازعة.

فبينما تسعى روسيا لاستقطاب المملكة إلى خارج السّرب الأمريكي والمساعدة على تحوّل استراتيجي تاريخي في تموضع المملكة، يسعى الرئيس بايدن لتثبيتها وفصل ملفّات العرش عن التّحالف الاستراتيجي العميق الممتدّ منذ النّشأة للملكة ومنذ اتّفاقية كوينسي.

وبينما تُفيد التّقارير الإخباريّة المتواترة عن زيارة قريبة للرئيس بايدن للمنطقة، وترجّح أنّها ستكون إلى المملكة السعودية لحسم ملف نقل الجزيرتين المصريتين المتنازل عنهما للسعودية ووضع بروتوكول يوافق العدو الصهيوني بموجبه على إتمام النّقل رسميًا، فإنّ هناك زيارة روسيّة مرتقبة لوزير الخارجية الروسي للمملكة يبدو وأنّها استباقيّة لتثبيت مواقف المملكة المقبولة روسياً، وتثبيت التّنسيق في أوبك بلاس والملفّات المشتركة.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، كشفت أنّ مدير وكالة المخابرات المركزيّة الأمريكيّة "سي آي أيه"، وليام بيرنز، قام برحلة غير معلنة إلى المملكة العربية السعودية الشهر الماضي، للقاء ولي العهد محمد بن سلمان.

وبحسب الصحيفة، تمّت الزيارة منتصف أبريل/نيسان في مدينة جدْة، حيث أمضت القيادة السعودية معظم شهر رمضان، ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله، إنّ اللّقاء تضمّن محادثة جيّدة ونبرة أفضل من المحاولات السابقة للحكومة الأمريكية.

ووفقًا للصّحيفة، لم تُفصح المصادر عن تفاصيل ما دار في اللْقاء، الذي يأتي بعد جملة من التوتّرات بين الطّرفين شملت ملفّات إنتاج النّفط، والعمليّة الروسيّة في أوكرانيا، والاتّفاق النّووي الإيراني، والحرب في اليمن.

إلّا أنّ الجديد هو دخول الصين على الخط، حيث كشف المحلّل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف عن محاولات صينية لتوسيع منظّمة "بريكس"، وضمّ أعضاء جدد من بينهم السعودية!

وقال نازاروف أنّه، وخلافًا لـ "بريكس"، الذي يمثّل منتدى الدول الطّموحة المنفردة، يُمكن أن تكون صيغة "بريكس بلاس" منظّمة أكثر فاعليّة نظراً لحقيقة أنّ قائد تلك المجموعة يمكن أن "يحوز كلّ شيء"، أي أنّ جاذبيته ستمنحه ميزة في الأصوات بسبب التّابعين له.

ويرى أنّها مجرّد محاولة صينيّة، لا تحمل فرص نجاح مضمونة، وسوف يكون هناك العامل الهندي، الذي ربّما يرفض ممارسة الألعاب الصينية، لكن في الوقت نفسه، سيكون موقف روسيا من هذه المبادرة الصينية على الأرجح إيجابياً، لأنّه يقوّض الهيمنة الأمريكيّة.

وأفادت التّقارير أنّه قد انضمّ بالفعل إلى مشاورات "بريكس بلاس" ممثّلون عن الأرجنتين ومصر وإندونيسيا وكازاخستان ونيجيريا والإمارات العربية المتّحدة والمملكة العربية السعودية والسّنغال وتايلاند، وهي الدول التي تعتبر أعضاء محتملين في "بريكس"، وهو ما يعني أنّ الصين تقترب من اقتراح أجندة، وها هي تبدأ في بناء نظامها الخاص بالعولمة، البديل والمعارض للنظام الأمريكي.

هنا نحن في لعبة شدّ حبل دولية، يرى فيها البيت الأبيض أنّ السيطرة على إنتاج النّفط مفتاح لاستقرار أسعار الوقود في الولايات المتحدة، والتي تنعكس تقلّباتها على شعبية بايدن. ولهذا، ستكون الطّاقة موضوعاً محورياً على جدول أعمال زيارته للمنطقة، بينما روسيا والصين يرون استقطاب السعودية ضربة كبرى للهيمنة الأمريكية.

هل تستغل السعودية هذه الفرصة لصالح المملكة وشعبها وقضايا الأمّة، أم ستستغلّها لصالح التّمكين من العرش، أم ستُخطئ الحسابات وتدخل في ألعاب بهلوانيّة خطيرة تجعلها معرّضة للدّعس في صراع الأقطاب العالميّة الجديدة؟