علاقات » اميركي

معهد أمريكي: بايدن استغل وفاة خليفة بن زايد لإصلاح العلاقات مع الإمارات

في 2022/05/19

أنيل شيلين - ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة الخليج الجديد-

توفي أمير أبوظبي رئيس الإمارات الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان" يوم الجمعة عن عمر 73 عامًا، وفي اليوم التالي أصبح أخوه غير الشقيق "محمد بن زايد" أمير أبوظبي الجديد.

كما أصبح "بن زايد" رئيسًا أيضًا بعد تصويت بالإجماع من قادة الإمارات الست الأخرى، مع العلم أن رئيس الإمارات كان دائمًا أمير أبوظبي منذ توحيد الإمارات في 1971.

وبحلول يوم الأحد، بدأ قادة العالم في التوافد على العاصمة الإماراتية للتعزية في الشيخ "خليفة"، لكن الهدف الأهم كان تأكيد العلاقات مع "بن زايد" الذي كان يتصرف كزعيم فعلي للإمارات منذ أن تعرض "خليفة" لسكتة دماغية شديدة في عام 2014.

رأب صدع العلاقات

قادت نائبة الرئيس الأمريكي "كامالا هاريس" يوم الإثنين أرفع وفد أمريكي يزور الإمارات منذ تولي "بايدن" منصبه. وشملت المجموعة وزير الخارجية "أنتوني بلينكن"، ووزير الدفاع "لويد أوستن"، ومبعوث المناخ "جون كيري"، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية "بيل بيرنز".

ويدل مستوى التمثيل الرفيع على رغبة إدارة "بايدن" في تحسين العلاقات المتعثرة منذ نهاية إدارة "ترامب" التي ازدهرت خلالها العلاقات الثنائية بين واشنطن وأبوظبي.

واتضح الشرخ في العلاقة بين البلدين عندما لم يخف المسؤولون الإماراتيون إحباطهم من طبيعة الاستجابة الأمريكية لهجوم الحوثيين على أبوظبي في منتصف يناير/كانون الثاني، وأشار امتناع الإمارات عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا في مجلس الأمن في 26 فبراير/شباط إلى أن العلاقات تتخذ مسارًا سلبيًا للغاية.

وأكدت إدارة "بايدن" مرارًا على أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة وكل من الإمارات والسعودية بالرغم من الميل الواضح الذي أظهره البلدان لسلف "بايدن".

تفضيل الخليج لـ"ترامب"

اختار "ترامب" السعودية لتكون وجهته في أول زيارة خارجية كرئيس. وخلال الزيارة، حصل المسؤولون السعوديون والإماراتيون على ضوء أخضر من "ترامب" لتنفيذ حصارهم اللاحق لقطر.

كما دافع "ترامب" في وقت لاحق عن ولي العهد السعودي عقب اتهامه بالتورط في الاغتيال المروع للصحفي "جمال خاشقجي" في أكتوبر/تشرين الأول 2018، ودعم "ترامب" الحرب السعودية على اليمن والتي لعبت فيها الإمارات أيضًا دورا رئيسيا.

أما بالنسبة للإمارات، فقد قامت إدارة "ترامب" بترتيب اتفاق التطبيع بينها وبين إسرائيل ونتيجة لذلك حصلت الإمارات على وصول غير مسبوق إلى الأسلحة الأمريكية، بما في ذلك مقاتلات "F-35"، بالرغم من بعض المعارضة في الكونجرس.

وبعد انتخاب "بايدن"، أدت مخاوف الولايات المتحدة بشأن علاقات الصين المتزايدة مع الإمارات إلى فرض شروط إضافية فيما يخص صفقة مقاتلات "F-35"، ما دفع الإمارات لتعليق المحادثات والانسحاب من صفقة الأسلحة التي تبلغ قيمتها 23 مليار دولار، بالرغم أن "بلينكن" أعرب عن التزام الإدارة المستمر بإتمام الصفقة.

إدارة "بايدن" تغير أولوياتها

بعد تأكيدها في البداية على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، قررت إدارة "بايدن" إعطاء الأولوية لأمن كل من السعوديين والإماراتيين، من خلال إمداد الرياض بأنظمة "باتريوت" إضافية في مارس/آذار وإرسال مدمرة بحرية وطائرات مقاتلة من الجيل الخامس للمساعدة في الدفاع عن أبوظبي بعد هجمات الطائرات المسيرة التي شنها الحوثيون.

ويعكس ذلك المخاوف من لجوء أبوظبي إلى الصين وروسيا إذا لم تعزز واشنطن العلاقات مع السعوديين والإماراتيين مما يقوض هيمنة أمريكا كأكبر مصدر للأسلحة في العالم. وكانت وفاة "خليفة" فرصة لإرسال وفد أمريكي رفيع لإعادة ضبط العلاقات.

ومؤخرًا، رفض كل من "بن زايد" و"بن سلمان" زيادة إنتاج االنفط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وتم إرسال رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "بيل بيرنز" إلى جدة في أبريل/نيسان في محاولة تحسين العلاقات مع السعودية. ومع ذلك لم يظهر أي تقدم ملموس.

وبالرغم من استمرار المفاوضات النووية مع إيران، يبدو أن إدارة "بايدن" عادت إلى السياسة القديمة: إعطاء الأولوية للعلاقات مع الإمارات والسعودية، وكذلك إسرائيل. ويعارض الثلاثة الدبلوماسية الأمريكية مع إيران ويطلبون ضمانًا أمنيًا رسميًا من الولايات المتحدة لتخفيف مخاوفهم من أن استعادة اتفاق عام 2015 مع طهران لن تهدد مصالحهم الاستراتيجية.

وإذا اتبعت السعودية خطى الإمارات ووافقت على التطبيع مع الإسرائيليين - وهو هدف لم يتمكن "ترامب" من تحقيقه - فقد يكون "بايدن" على استعداد لإضفاء الطابع الرسمي على الالتزام الأمني تجاه السعوديين إلى جانب الإماراتيين، وربما الإسرائيليين والمصريين أيضًا. وقد تطلب قطر أيضًا - التي تم تعيينها مؤخرًا حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو - إدراجًا في الضمان الأمني الأمريكي الجديد للمنطقة.

وفي حين تعهد "بايدن" في البداية بإعادة النظر في علاقة أمريكا بالدول الاستبدادية مثل السعودية والإمارات، فإن مبيعات الأسلحة وأسعار النفط والغاز - خاصة في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية - أثبتت أنها أكثر أهمية من التزامه بوعود حملته.