علاقات » اوروبي

وثائق مسربة تكشف تفاصيل احتضان الإمارات أخطر عصابة إجرامية بأيرلندا

في 2022/04/29

متابعات-

كشفت وثائق مسربة تفاصيل استضافة الإمارات عصابة "كيناهان" التي تعد الأخطر فى أيرلندا، وذلك بعد أيام من فرض الخزانة الأمريكية عقوبات على زعمائها من بينهم "دانيال كيناهان" الذي انتقل للعيش والعمل فى دبي منذ 2016.

الوثائق نشرت ضمن تحقيق لصحيفة "آيريش تايمز" الأيرلندية، كشف تفاصيل عمل عصابة "كيناهان" الأيرلندية للجريمة المنظمة داخل الإمارات، وموقف السلطات الإماراتية من أنشطتها.

وذكرت الصحيفة أنه بعد محاولة فاشلة من قبل عصابة "هتش" الإجرامية؛ لقتل "دانيال كيناهان" في فندق ريجنسي في دبلن في 5 فبراير/شباط 2016، انتقل الأخوان دانيال (44) وكريستوفر (41) من جنوب إسبانيا إلى دبي، التي يقيم فيها والدهم كريستوفر الأب (66).

ووفق الوثائق، فقد حصلت عائلة "كيناهان" على إذن من السلطات في دبي لتأسيس شركة عالمية باسم "هزيم" لتصدير واستيراد السلع الزراعية في منطقة خاصة مُعفاة من الضرائب.

جاء ذلك على الرغم من أن السلطات الإماراتية كانت تعلم أن من ضمن المساهمين الأخوين "دانيال" و"كريستوفر"، واعتبرت مراجعة الفحص والتقييم التي أجرتها سلطات دبي أن الأخوين "كيناهان" من "منخفضي المخاطر".

وأشارت الوثائق إلى أن الأخوين استأجرا لمدة سنة كاملة مدفوعة مقدما بدءًا من 1 مارس/آذار 2016، شقة (127 متر) مكونة من غرفتي نوم في الطابق الـ14 من مبنى "إيريس بلو" السكني الفاخر المكون من 33 طابقًا في دبي،  

وعندما تقدمت "هزيم" بطلب لفتح مكتب فرعي في "مركز دبي للسلع المتعددة"، أجرى المسؤولون في قسم الامتثال والتفتيش التابع للسلطة فحصًا وتقييمًا للمخاطر، وتشير السجلات إلى أنهم أجروا عمليات بحث عبر الإنترنت على "كريستوفر"(الابن) وشقيقه، وقرر المسؤولون في ديسمبر/كانون الأول 2016، أن المشروع المقترح "منخفض المخاطر" وتظهر الوثائق أنهم لم يُمانعوا تأسيس المشروع.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أي قبل شهرين من عملية التقييم، أظهرت نتائج تحقيق عابر للحدود أجرته منظمة "ترانس كرايم" (مقرها ميلانو) بالتعاون من منظمة "آن غاردا سيتشانا" وتمويل من المفوضية الأوروبية، أن عصابة كيناهان للجريمة المنظمة أنشأت أكثر من 200 شركة في 20 دولة كجزء من أنشطتها الإجرامية.

ووفق التحقيق المذكور، فإن "كيناهان" تبنّت "القاعدة الذهبية للمافيا" المتمثلة فى استخدام شركات الأغذية كواجهة لنقل المخدرات عبر الحدود.

وذكرت الصحيفة الأيرلندية أن استخدام عصابة كيناهان لشركات الأغذية لتهريب المخدرات معروفاً لدى "آن غاردا سيتشانا"، فبعد مصادرة حشيش بقيمة 10.5 ملايين يورو في عدد من المواقع في مقاطعة كيلدير في فبراير/شباط 2008، قادت التحقيقات إلى سلسلة من شركات الأغذية الصغيرة التي كانت تستورد المواد الغذائية من إسبانيا. 

ومن خلال العمل مع الشرطة في ولايات قضائية أخرى، اكتشفت "غاردا" أنه تم استخدام شبكة استيراد لتصدير المواد الغذائية لتهريب المخدرات إلى أيرلندا والمملكة المتحدة وأماكن أخرى، وبلغت التحقيقات ذروتها في سلسلة من المداهمات المنسقة في سنة 2010 استهدفت مجموعة كيناهان في بلدان في جميع أنحاء أوروبا وكذلك في البرازيل.

ووفق الصحيفة الأيرلندية، فقد تم تقديم طلب في سنة 2016 إلى "مركز دبي للسلع المتعددة" لفتح فرع لشركة "هزيم" في المنطقة المُعفاة من الضرائب من قِبل "سرفراز علي رياست علي"، وهو مواطن باكستاني مقيم في دبي كان قد حصل على توكيل رسمي في وقت سابق من ذلك الشهر من قبل الأخوين كيناهان لإدارتها نيابة عنهم. 

وذكروف الطلب أن شركة "هزيم" تعمل في مجال التجارة في قطاع السلع الزراعية، وأن المساهمين لديهم العديد من الشركات الداعمة الأخرى في الإمارات، وأنهم "حريصون على توسيع حجم عملياتهم في السنة المقبلة".

وجاء في الطلب أن الهدف من إنشاء فرع مركز دبي للسلع المتعددة هو الحصول على مكتب مبيعات دولي والترويج لأعمال شركة حيزوم والتجارة في السلع الزراعية "في جميع أنحاء العالم".

وقال الطلب إن مصدر المنتجات سيكون البرازيل وتايلاند والهند والصين وشرق أفريقيا وميناء على البحر الأسود، وسيتم بيعها في أسواق مثل الهند وغرب وشرق أفريقيا ودول في الخليج. 

ولا تمتلك شركة "هزيم" للتجارة العامة موقعًا على شبكة الإنترنت، فيما تذكر الشركة أن عنوانها هو جناح 3005، برج إكس 3، جميرا باي، أبراج بحيرات جميرا، دبي، ويتم تداول الشركة أيضًا باسم "هزيم" للتجارة.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، الأسبوع الماضي، عقوبات على شركة مقرها دبي تسمى دوكاشيو للتجارة العالمية، قائلة إنها "مملوكة أو خاضعة لسيطرة دانيال كيناهان، بشكل مباشر أو غير مباشر". 

فيما تُظهر الملفات المسربة أن مواطنة بريطانية تُدعى "ريبيكا إيرين برينكمان"، تبلغ من العمر 39 سنة، تعمل لصالح "دوكاشيو" منذ 2017، مثلها مثل مواطن إماراتي يُدعى "خالد عبدالرحمن محمد الجسمي".

وتُظهر الوثائق المسربة أن كلا من "برينكمان والجسمي" يمتلكان 25 سهمًا في إحدى عمليات فرع شركة دوكاشيو للتجارة العامة التي تأسست في المنطقة الحرة لمركز دبي للسلع المتعددة في أواخر 2017.

 وفي رسالة إلى سلطة مركز دبي للسلع المتعددة في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وصف "الجسمي" نفسه بأنه شريك في شركة دوكاشيو وقال إنه ليس لديه أي اعتراض على أن تصبح "برينكمان" مديرة لفرع مركز دبي للسلع المتعددة الجديد.

وفي رسالة إلى مركز دبي للسلع المتعددة بتاريخ 17 أبريل/نيسان 2018، موقعة من "برينكمان"، وُصفت بأنها "المديرة العامة لشركة دوكاشيو"، وكان عنوان المكتب المعطى لدوكاشيو هو المكتب 3005، برج X3، المجموعة X، أبراج بحيرات جميرا، دبي وهو نفس المكتب الذي تستخدمه شركة "هزيم".

وأظهرت الوثائق المسربة أن "برينكمان" عملت أيضًا في شركة "هزيم" للتجارة العامة، ففي عقد العمل الصادر عن "هزيم" خلال سنة 2017، تم وصف "الضابط المسؤول" بأنه "دانيال جوزيف كانهان و / أو ريبيكا إيرين برينكمان".

وفي خطاب إلى السلطة بتاريخ 11 مارس/آذار 2018، تم توقيعه من قبل "برينكمان"، وُصفت بأنها "الممثل القانوني والموقِّع للموارد البشرية" لشركة "هزيم" للتجارة العامة.

وفي ملفها الشخصي على موقع "لينكد إن"، يتضح أن "برينكمان" نشأت في ماربيا بإسبانيا قبل أن تنتقل إلى دبي، كما أنها مديرة مكتب العمليات الرئيسي مع شركة دوكاشيو لكن هذا الملف الشخصي لم يعد موجودًا الآن.