سياسة وأمن » حروب

تل أبيب تتلقّى الضربات كما الرياض: متى يحين دورنا؟

في 2022/03/21

متابعات-

تنتظر إسرائيل الضربة اليمنية، تماماً كما تتلقّاها السعودية والإمارات. والسؤال ليس «إنْ كانت الضربة ستقع»، بل «متى؟». وعلى هذا الأساس، يستقرّ التقدير في تل أبيب. ولم تنفِ مصادر أمنية إسرائيلية إمكان أن يطلق اليمنيون مسيّرات نحو الأراضي المحتلّة، بحسب موقع «واللا العبري»، إذ إن التهديد، بحسبها، لا يقتصر على «أنصار الله» فحسب، بل على محور كامل تقوده إيران التي تمتلك «ترسانة» من المسيّرات.

بطبيعة الحال، يحاول الإسرائيليون تقديم التهديد اليمني للدولة العبرية، وإمكان تلقّي ضربات، بوصفه تهديداً إيرانياً يعبّر عن نفسه عبر الحليف اليمني. قد يكون في ذلك إفادة دعائية لتل أبيب، لكن العداء بين «أنصار الله» واليمنيين، وبين الدولة العبرية، عداء مستقرّ وغير قابل للإزاحة، وهو مرشّح لأن يُترجم في أيّ لحظة، ضربات يمنية، من دون إنذار أو مقدّمات. وقد تكون ضربة «أنصار الله» في العمق السعودي، «جرس إنذار» جديداً، يعيد إنعاش المقدمات والمعطيات المرتبطة بتهديد المسيّرات الانتحارية والصواريخ الدقيقة المتملّصة.

وفي ذلك، يشار إلى الآتي:

أولاً: كما تسرَّب من تقديرات سادت في الأسابيع الأخيرة طاولة التقدير لدى الاستخبارات الإسرائيلية، فإن الضربة التي ستتلقاها تل أبيب من اليمن، تكاد تكون في أعلى مستويات الترجيح، إن لم تكن من المسلّمات. وهنا تثار فرضيات تتعلّق بمكان الاستهداف الأول، الذي يرجَّح أن تكون أهدافاً حسّاسة في جنوب فلسطين المحتلّة، وتحديداً في مدينة إيلات وجوارها. ولا يثار في تل أبيب حديث الأسباب في أن تندفع «أنصار الله» إلى استهداف إسرائيل، بل إن الحديث يثار عن السبب المباشر أو المحفّز النهائي، الذي يدفع إلى هذا الاستهداف، إذ إن الدافع موجود، وقائم ولا يتطلّب في الموازاة من اليمنيين أيّ استعداد وجهوزية خاصّة، إلّا ما يتعلّق بالتوجية المسبق. ولا تستبعد تل أبيب فرضيات مشابهة، ليس في كونها عدوّة لليمن فحسب، بل في كونها جزءاً لا يتجزأ من محور معادٍ لهذا البلد.

ثانياً: الضربة اليمنية الجديدة في العمق السعودي، هي أيضاً تذكير، بأن ما لدى حركة «أنصار الله»، موجود وربّما أكثر، في ساحة قريبة جداً، هي الساحة اللبنانية، المشبعة بالوسائل القتالية الشبيهة بما لدى اليمنيين، وهي تنتظر قرار التفعيل، سواء عبر الردّ على اعتداءات، أو غيرها من الفرضيات التي يجب أن لا تغادر طاولة التقدير في تل أبيب.

يحاول الإسرائيليون تقديم التهديد اليمني للدولة العبرية بوصفه تهديداً إيرانياً

قبل أيام فقط، أكدت مصادر أمنية إسرائيلية، لموقع «news1» العبري»، أن لدى «حزب الله» أسطولاً نشطاً من 2000 طائرة مسيّرة من دون طيار، منها ما صنع في إيران وأرسل إلى لبنان، ومنها ما صنع في لبنان.

ثالثاً: من شأن الضربة اليمنية للعمق السعودي أن تذكّر إسرائيل بأنها في خضم منازلة لا تتوقّف مع الجانب الإيراني وحلفائه، كانت قد تلقّت بنتيجتها واحدة من الضربات الموجعة في أربيل العراقية قبل أيام، علماً أن التأكيدات الإسرائيلية تشير، من زاوية المسيّرات فقط، إلى أن طهران تمتلك الآلاف من الطائرات المسيّرة المتطوّرة، من أنواع ونماذج مختلفة، يمكنها التجول والمسير المتواصل في فضاء المنطقة لآلاف الكيلومترات، وبطبيعة الحال، استهداف إسرائيل.

رابعاً: وهو الأهم. الأسئلة التي لا تغادر مبلوري السياسات في تل أبيب: ماذا إن قرَّر اليمنيون توجيه ضربات إلى الدولة العبرية؟ ما الذي تملكه تل أبيب في منع فرضيات كهذه، أكدت استخباراتها أنه لا يمكن استبعادها؟ ماذا عن القدرة الصدّية المسبقة، الوقائية أو الاستباقية؟ وهل القدرة الاستخبارية تصل فعلاً إلى أقاصي الجنوب؟ وهل القدرة على إسقاط المسيّرات والصواريخ الجوالة اليمنية ستكون أعلى وأكثر فاعلية عما تبيّن للجميع مع حادثة خرق مسيّرة «حزب الله»، «حسان»؟

وفقاً لتعبيرات أوراق بحثية عبرية: ماذا يمكن إسرائيل أن تقوم به لمنع تهديد «أنصار الله»؟ ويصبح السؤال أكثر حضوراً وتأثيراً، وإثارةً للمفارقات، عندما تضع تل أبيب في حساباتها أن اليمن يقع في الحافة الأبعد للقدرة العملياتية والاستخبارية للمؤسسة الأمنية في إسرائيل.