علاقات » صيني

شراكة صربيا وG42.. هل انتهى شهر العسل بين الإمارات والصين؟

في 2022/03/05

متابعات-

سلطت دورية "إنتليجنس أونلاين" الضوء على ما اعتبرته مؤشرا على اتجاه الإمارات وصربيا للابتعاد عن الصين والاقتراب من الولايات المتحدة في مجال تكنولوجيا البنية الرقمية.

وذكرت الدورية المعنية بشؤون الاستخبارات، الجمعة، أن شركة G42 الإماراتية وقعت مذكرة تفاهم مع الحكومة الصربية في 17 فبراير/شباط الماضي لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، ما قرب الشركة، التي طالما تماشت مع الشراكة الصينية، خطوة إلى السوق الأمريكية.

وأوضحت أن عملاقة التكنولوجيا الأمريكية IBM  بدأت في اتخاذ خطوات صغيرة نحو شراكة مع G42  في صربيا، مستفيدة من الانفتاح الذي أقرته واشنطن في تسريع نفوذها بأوروبا الوسطى.

وللشركة الإماراتية حيثية خاصة، إذ يديرها "بينج شياو"، المدير التنفيذي السابق لشركة "دارك ماتر" ويهيمن على قرارها مستشار الأمن القومي الإماراتي "طحنون بن زايد".

وبحسب "إنتليجنس أونلاين" فإن شراكة صربيا والإمارات ترتبط بسعي بلجراد إلى تطوير شبكتها التقنية عبر البحث عن شركاء لتطوير "مركز البيانات الوطني"، الذي تم إنشاؤه في عام 2020 برئاسة "دانيلو سافيتش".

وكان رئيس تكنولوجيا المعلومات والإدارة الإلكترونية في الحكومة الصربية "ميهايلو يوفانوفيتش" مشرفا على الافتتاح بحضور ممثلين لشركات أمريكية، بدعم من سفير الولايات المتحدة في صربيا في ذلك الوقت "أنتوني جودفري".

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، حضر "جودفري"، الذي ظل مقعده شاغرًا منذ رحيله في 12 فبراير/شباط الماضي، افتتاح منصة الذكاء الاصطناعي في صربيا، التي أصبح إنشاؤها ممكنا جزئيًا بمساعدة شركات أمريكية، منها "أوراكل" و"نيفيديا" و"IBM".

وكانت هذه المنصة قد تلقت أيضًا تمويلًا من الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي عام 2019 إلى جانب عرض لاستخدام خدمات الحوسبة السحابية الخاصة بشركة "هواوي".

وظلت هذه الشراكة جزءا من هدف أوسع لتطوير تكنولوجيا المعلومات الصربية، إذ تعمل شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية المملوكة للدولة "صربيا تليكوم" مع "هواوي" لإطلاق الإنترنت عالي السرعة في جميع أنحاء البلاد.

وتشير هكذا شراكات إلى أن نفوذ الصين التكنولوجي في المنطقة لم يعد أمراً مفروغاً منه، فرغم شراكة G42 مع خدمة الحوسبة السحابية لـ"هواوي"، لكن العقوبات الأمريكية على الشركة الصينية دفعت إدارة الشركة الإماراتية الجديدة إلى صفقتها الجديدة مع IBM ، وهو ما يصب في صالح واشنطن.

 وفي هذا الإطار، يسعى نائب رئيس برامج الفضاء بالشركة الإماراتية "طلال القيسي" إلى تقارب أكبر مع صناعة التكنولوجيا الأمريكية.

وكان "القيسي" مديرا لشؤون الفضاء في سفارة الإمارات بواشنطن وفي الجمعية الأمريكية للملاحة الفضائية، ويشاركه التوجه ذراعه اليمنى، رئيس العمليات بشركة G42 "كارل أجرين"، الذي عمل سابقًا في شركة "دارك ماتر" وكذلك في شركة الصناعات الدفاعية الأمريكية "رايثيون".

والإمارات واحدة من بين 6 دول فقط لديها اتفاقية شراكة استراتيجية مع صربيا، وبين عامي 2010 و2019، كانت رابع أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في صربيا، بنسبة بلغت 3.1%، حيث جاءت في مرتبة تالية للاتحاد الأوروبي وروسيا والصين مباشرة.

وأصبحت الشراكة مع الإمارات جزءا من سياسة صربيا الخارجية المتمثلة في تأمين رهاناتها والسعي لتدفقات رأس المال لدعم اقتصادها المضطرب، خاصة بعدما أصبح الاتحاد الأوروبي غير قادر على مواصلة توسعه في البلقان بعد الأزمة المالية العالمية لعام 2008.

وفي عام 2013، قدم صندوق التنمية الإماراتي قرضا قدره 400 مليون دولار للزراعة الصربية، تلته صفقة بقيمة 400 مليون دولار، اشترت بموجبها "شركة الظاهرة الزراعية" التي يقع مقرها في أبوظبي 8 شركات زراعية صربية.

واشترت شركة "طيران الاتحاد" الإماراتية، المملوكة للدولة، 49% من شركة الطيران الصربية "إير صربيا"، وحصلت على عقد إداري مدته 5 سنوات.

كما اشترت الإمارات كميات كبيرة من الأسلحة من صربيا، انتهى بعضها إلى سوريا واليمن. وتربح صربيا من خلال بيع أسلحتها في أسواق الشرق الأوسط، بينما تستفيد الإمارات من مصدر لأسلحة يمكن  توزيعها على حلفائها في مختلف النزاعات الإقليمية.