دعوة » مواقف

المونيتور: ابن سلمان يُعيد السعودية إلى أيام الجاهلية.

في 2022/02/08

المونيتور-

قالت الكاتبة والروائية أميرة أبو الفتوح إن قلة من المسلمين، "كما أتخيل"، كانوا يرغبون في أن تقوم المملكة العربية السعودية بـ "التحديث" والوصول إلى الحالة التي هي عليها اليوم من حيث تغيير هويتها وثقافتها.

وأضافت أبو الفتوح في مقالٍ لها بصحيفة "المونيتور" أن أرض الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة في طريقها إلى أن تصبح دولة علمانية، تقام فيها مهرجانات فنية بكل ما فيها من فجور وخزي، وتظهر الممثلات والمغنيات بملابس كاشفة، وكأنها عادت في التاريخ إلى عصر الجاهلية، وكأن لا رسالة إلهية أنزلت في هذه الأرض، ولم يرسل رسول من أرضها، فبعد أن تم إرشادهم من الظلام إلى النور، أعيدت الجزيرة العربية إلى الظلمة.

إنه لمن المحزن حقاً أن نرى ما يحدث اليوم في بلاد خاتم الأنبياء بدعوى "الترفيه"، حيث أنشأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ما يسمى بـ "هيئة الترفيه" وعهد برئاستها إلى تركي آل الشيخ، الذي منحه الأمير موافقته الرسمية على الفساد والفسق والمعصية في الأرض، دون أي اهتمام بالمكانة الروحية للمملكة العربية السعودية في قلوب ملياري مسلم في العالم يحلمون بالذهاب لأداء فريضة الحج والعمرة هناك.

وقالت الكاتبة: إنها مفارقة أن ينحدر ابن سلمان وآل الشيخ من مؤسسي الدولة السعودية الأولى في منتصف القرن التاسع عشر، فالأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب مؤسس الحركة الوهابية، حيث سعوا إلى نشرها في جميع أنحاء العالم، وأنشأوا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي استمرت كسلطة قوية في البلاد حتى أصبح ابن سلمان ولياً للعهد.

واليوم، أُضعف تلك الهيئة الدينية واستبدلها بشكل أساسي بـ "سلطة الترفيه" لإرضاء وإقناع الغرب بأنه رجل "حضاري".

وقالت أبو الفتوح: إنه يستبدل ثقافة بلاده بما يمر بالثقافة في الغرب على أمل أن يرث عرش والده، كما أنه يريد الاقتراب من سماسرة القوة الغربيين حتى يعطوه مفاتيح المملكة، لكنه ينسى أن القوة الحقيقية في يد الله تعالى.

واختتمت بالقول إن اختيار تركي آل الشيخ رئيساً لهيئة الترفيه لم يكن قراراً عشوائياً؛ فقد تم اختياره بعناية ومكر، اختاره ابن سلمان على وجه التحديد لأنه سليل مباشر لابن عبد الوهاب، الذي بايع محمد بن سعود، بينما تعهد الأخير بنشر الوهابية، وقد تعاون الرجلان في إنشاء الدولة السعودية الأولى التي انتهت عام 1818 بسبب الحملات العثمانية التي انطلقت في شبه الجزيرة العربية، ومع ذلك، وبعد أقل من خمس سنوات، تمكن الأمير تركي بن ​​عبد الله من استعادة المنطقة وإقامة الدولة السعودية الثانية، وعاصمتها الرياض، والتي استمرت في اتباع نهج سابقتها واستندت على نفس الركائز حتى انهارت في عام 1891.

ثم كتب الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود صفحة جديدة في التاريخ السعودي عندما استعاد الرياض عام 1902، فقد كانت هذه لحظة حاسمة، وفي السنوات اللاحقة عندما أسس الدولة السعودية الثالثة؛ أصبحت هذه تعرف باسم المملكة العربية السعودية في عام 1932، حيث لم تختلف عن الدول السعودية السابقة من حيث الالتزام بالمنهج الوهابي.

"هذه هي المملكة العربية السعودية التي تشكلت بعد الجهاد والمعارك التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء. واليوم يقوم محمد بن سلمان أحد أحفاد مؤسسها الملك عبد العزيز بتدميرها ويدعي أنه يريد إقامة الدولة السعودية الرابعة وتغيير العلم الذي يحمل اسم الله ورسوله ويريد تغيير ملامح الدولة من دولة تحكمها الشريعة إلى دولة علمانية تسمح بما حرمه الإسلام وتنشر الفسق والعصيان ويعيدها إلى الجاهلية".