علاقات » اميركي

لقاءات ورسائل سرية تكشف استغلال الإمارات صديق ترامب لتعزيز نفوذها بواشنطن

في 2021/09/30

متابعات-

كشفت لقاءات ورسائل سرية، تفاصيل جديدة عن استغلال ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" ورفاقه، لـ"توماس باراك" الصديق المقرب للرئيس السابق "دونالد ترامب" لتعزيز النفوذ الإماراتي في واشنطن ومنطقة الشرق الأسط منذ عام 2016.

ووفق تقرير لوكالة "بلومبرج" فإن أبوظبي كلفت "باراك" الذي يواجه اتهامات قضائية بالعمل لصالح حكومة الإمارات، وكان مسؤول حملة "ترامب" في 2016، بتنفيذ حملة واسعة للتأثير على صانعي السياسة الأمريكيين لخدمة مصالحها وتعزيز نفوذها.

وأشارت الوكالة إلى لقاءات سرية ورسائل متبادلة (كشفها الادعاء العام في القضية) بين ولي عهد أبوظبي ورفاقه، مع "باراك" بعد أسابيع قليلة من فوز "ترامب" بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.  

وذكرت الوكالة أن "باراك" حظي باستقبال حار في الديوان الأميري بأبوظبي، بعد أسابيع من فوز "ترامب" في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وكان على رأس مستقبليه "محمد بن زايد".

وأشارت إلى أن شقيق "بن زايد" " طحنون بن زايد"، مستشار الأمن القومي الإماراتي، ومدير المخابرات الإماراتية "علي الشامسي" ، كانا من بين الحضور في لقاء "باراك".

 وأوضحت الوكالة أن استقبال الضيف الأمريكي من قبل الثلاثة الكبار كان دليلا واضحا على أهميته، مشيرة إلى أن الأخير بدوره شجعهم على تقديم رؤية حول السنوات الأربع القادمة في ظل ترامب وما يمكن أن تقدمها لهم.

ووفق الادعاء في قضية اتهام باراك بالعمل لصالح الإمارات، كان اللقاء السري جزء من خطة للتأثير على "ترامب" والإدارة المقبلة وتقوية النفوذ السياسي للدولة الخليجية.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها إن المسؤولين الثلاثة ومسؤولين آخرين بينهما "عبدالله خليفة الغفلي" الذي أشرف على الجهود الإنسانية الإماراتية في باكستان، والسفير الإماراتي في واشنطن "يوسف العتيبة" ، طالبوا "باراك" بالدفع باتجاه دعم المصالح الإماراتية.

ولفتت الوكالة إلى أن رهان الإماراتيين على "باراك" لتمثيل مصالحهم خلال حملة "ترامب" تكلل بالنجاح في نهاية المطاف، حيث بات "باراك" مسؤولا عن لجنة تنصيب "ترامب"، ويساعد الفريق الانتقالي في ترشيح واختيار المسؤولين للمناصب المهمة.

وشجع "باراك" مضيفه خلال استقباله في أبوظبي على التفكير أبعد من الـ 100 يوم الأولى من رئاسة ترامب، بل لكل الفترة الرئاسية.

وبحسب لائحة الاتهام، فقد أرسل رجل الأعمال الإماراتي "راشد المالك" المتهم إلى جانب مساعد لباراك رسالة نصية إلى "ماثيو جرايمز" قال فيها: "إنهم سعيدون بالنتائج العظيمة".

 وفرّ "المالك" من الولايات المتحدة في أبريل/ نيسان عام 2018 بعد أيام من مقابلة مسؤولي الأمن له حول عمله نيابة عن الإمارات. أما "جرايمز" فقد أنكر التهم.

وبحسب لائحة الاتهام، ساعد "باراك" الإماراتيين على عدة جبهات. فقد رتب لقاء في البيت الأبيض مع "ترامب"، ودفع بتعيين المرشحين لدى أبوظبي في الإدارة الجديدة حسب لائحة الاتهام.

وفي 15 أيار/ مايو 2017، التقى مع المسؤول الإماراتي مع محمد بن زايد، وفي اليوم ذاته التقي الأخير مع "دونالد ترامب" حيث ناقشا المصالح المتبادلة في مواجهة إيران وتأثيرها في العالم العربي ومحاربة الإرهاب، كما ساعد بن زايد في التحضير لزيارة ترامب بعدها بأيام إلى السعودية.

وبعد الانتخابات طلب "يوسف العتيبة" من "باراك"رؤية معمقة حول تعيينات ترامب في مناصب مهمة مثل الدفاع والخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”  

ورد باراك: “قدمت مصالحنا الإقليمية بطريقة عالية”.

ووفق "بلومبرج" فإنه بحلول ربيع 2017، دفع المسؤولون الإماراتيون باتجاه تعيين عضو في الكونجرس لم تكشف عن هويته كسفير في الإمارات.

وفشلت هذه الجهود، ثم برز "باراك" كمرشح قوي للسفير أو مبعوث شخصي إلى الشرق الأوسط، حسب لائحة الاتهام.  وقال "باراك" لـ"راشد" إن تعيينا كهذا "سيعطي أبو ظبي قوة جديدة".

وقدم "باراك" معلومات من داخل الإدارة حول رد المسؤولين في الإدارة عن حملة الحصار التي قادتها الإمارات ضد قطر، حسب ما ورد في أوراق الادعاء المقدمة للمحكمة.

وفي سبتمبر/ أيلول 2017، أخبر "باراك"،  "المالك" أن الإدارة قد تعقد اجتماعا في "كامب ديفيد" حول حصار قطر، وهو لقاء لم تكن تريده الإمارات.

 وقال "باراك" إنه أرسل رسالة لترامب قال فيها: “لدي أمر مهم أريد مشاركتك به” ويتعلق بالشرق الأوسط.  

وبعد ذلك، لم يتم عقد الاجتماع المذكور، وأرسل "المالك" لاحقا رسالة نصية إلى "باراك" عبر فيها "عن الشكر الخاص والامتنان من الرجل الكبير (محمد بن زايد) وكل الاحترام لجهودك".

وبحسب "بلومبرج" لم يذكر المدعون أية أفعال قام بها "باراك" نيابة عن الإمارات بعد عام 2017..

لكن جريمة "باراك"  لا توقف عند هذا الحد كما يقول المدعون، ففي  يونيو/ حزيران  2019، واجه مكتب التحقيقات الفدرالي (أف.بي.أي) "باراك" بشأن عمله لصالح الإمارات.  وقال المدعون عن الأخير "باراك" كذب مرارا في هذا الصدد.

وبعد اتهامه مؤخرا قال "باراك": طبعا أنا بريء من كل هذه الاتهامات وسنثبت هذا.