اقتصاد » صفقات

تحرّكات سعودية لإحباط «مفاوضات مأرب»

في 2021/08/26

متابعات-

في وقت يصل فيه مزيدٌ من الوفود من قبائل الجدعان وعبيدة ومراد إلى صنعاء لبحث مبادرة مأرب وإمكانية التوقيع عليها، تُواصل السعودية محاولاتها إحباط هذا الحراك، عبر إيعازها إلى المشائخ الموالين لها بإعادة تفعيل سلاح المال لشراء المزيد من الولاءات القبلية

صنعاء | بالتزامن مع أنباء عن وصول وفود من قبائل الجدعان وعبيدة ومراد إلى العاصمة صنعاء لبحث مبادرة قائد حركة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، في شأن مأرب، كثّف طيران التحالف السعودي ـــ الإماراتي، خلال الساعات الـ48 الماضية، غاراته على مختلف جبهات القتال في المحافظة. وقالت مصادر عسكرية في صنعاء إن الطيران شنّ أكثر من 30 غارة على مديريات رحبة ورغوان والكسارة، كما استهدف مناطق التماس بين مديرية صرواح ومدينة مأرب بـ14 غارة، ليعود ويشنّ أكثر من 13 هجمة على المناطق نفسها. وبالتوازي مع ذلك، تجدّدت المعارك على جبهات تخوم مأرب بين الجيش و«اللجان الشعبية» وقوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، في ما يبدو محاولة لخرق الهدنة غير المعلَنة منذ أكثر من أسبوع هناك، إفساحاً في المجال أمام القبائل لمناقشة المبادرة المُقدَّمة من قيادة صنعاء.

وإلى جانب هذا التصعيد، تُعيد الرياض تفعيل سلاح المال لشراء المزيد من الولاءات القبلية، خصوصاً في أوساط قبيلتَي عبيدة ومراد. ووفق مصدر قبلي في مأرب تحدّث إلى «الأخبار» فإن السعودية أوعزت إلى عدد من المشائخ الموالين لها، المقيمين في الرياض، بالعودة إلى مأرب والعمل على استقطاب الشخصيات القبلية التي فتحت الباب أمام صنعاء، في محاولة لإفشال مساعي سلطنة عمان لإحياء مبادرة السلام. وأشار المصدر إلى أن «التوجيهات السعودية طالبت قبائل مأرب بإصدار بيانات رافضة للمبادرة»، لافتاً إلى أن الجانب السعودي استدعى وزير الدفاع في حكومة هادي محمد علي المقدشي، الأسبوع الماضي إلى الرياض، لمناقشة التحرّكات الأخيرة لحكومة الإنقاذ. وكانت مصادر موالية لحكومة هادي أكدت، أول من أمس، وصول وفد قبلي رفيع المستوى من مشائخ عبيدة ومراد والجدعان إلى العاصمة، بغرض بحث مبادرة مأرب وإمكانية التوقيع عليها. واعترفت المصادر بتمكُّن حركة «أنصار الله» من دفع كبار المشائخ إلى التخلّي عن منطق الحرب، والتشاور مع قبائلها في شأن عرْض السلام.

السعودية أرسلت مشائخ موالين من الرياض إلى مأرب لشراء ولاءات

ولا يزال هذا الواقع يثير مخاوف حزب «الإصلاح»، الذي يعيش أصلاً حالة صراع مع عدد من قبائل مأرب، وتحديداً «عبيدة»، نتيجة استخدامه القوّة في سيطرته على المحافظة ومصادرته إيراداتها. وفي محاولة لاستدرك المخاطر، يحاول «الإصلاح» التقرّب من «حزب المؤتمر الشعبي العام» بتيّاره الموالي للإمارات لأوّل مرّة منذ سنوات. فبعدما منعت سلطات «الإصلاح» الموالين لـ«المؤتمر» من الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب في مدينة مأرب بدعوى أنهم متورّطون في التنسيق مع حكومة صنعاء والتجسّس لصالحها تمهيداً لإسقاط المدينة، سمحت خلال الأيام الماضية بتنظيم احتفال خطابي بمناسبة الذكرى الـ39 لتأسيس الحزب، حضرته قيادات «الإصلاح»، وتخلّلته دعوات إلى التوحّد في مواجهة الجيش و«اللجان». وفي ردّ على موافقة معظم زعماء قبيلة مراد على مبادرة صنعاء التي تدعو إلى تشكيل إدارة مشتركة للمدينة من أبناء مأرب، وعودة المشرّدين إلى منازلهم، وتأمين تنقّل المواطنين، وإعادة تشغيل محطة الكهرباء العاملة بالغاز، وصيانة أنبوب نقل النفط إلى الحديدة، دفعت سلطات «الإصلاح» إلى إصدار بيان ذُيّل باسم قبائل مراد، رفَض مبادرة السلام وأيّد مواصلة الحرب. وجاء إصدار هذا البيان بعدما دعا الشيخ القبلي علي عبد ربه القاضي وهو من كبار مشائخ «مراد» زعماء قبائل مأرب كافة إلى التعاطي الإيجابي مع المبادرة ومناقشتها ووضع ملاحظاتهم حولها.