مجتمع » احصاءات

"اهتمام حكومي".. لماذا حلت الكويت الأولى عربياً في تنمية الشباب؟

في 2021/08/15

الخليج أونلاين-
بينما يحتفل العالم، في الـ12 من أغسطس كل عام، باليوم العالمي للشباب، لجذب انتباه المجتمع الدولي إلى قضايا هذه الفئة، يقدم الشباب الكويتي نموذجاً من الشراكة الفاعلة في المجتمع المحلي والدولي.

وبرز الاهتمام الحكومي الكويتي بالشباب من خلال دعم فعالياتهم وأنشطتهم في جميع مناحي الحياة المختلفة، ما جعل الكويت تتصدر الدول العربية؛ بعدما حلت بالمرتبة الــ27 عالمياً في مؤشر تنمية الشباب العالمي 2020 الصادر عن اتحاد الكومنولث، خلال العام الجاري.

ويشكل الشباب الكويتي نحو 72% من المجتمع، وتطمح الحكومة الكويتية إلى تقديم مزيد من الاهتمام، والذي تمثّل مبكراً بإنشاء وزارة مختصة بهم، ودعم مئات المبادرات الشبابية المختلفة.
الأولى عربياً

بالتزامن مع اليوم العالمي للشباب تصدرت الكويت الدول العربية وحلت بالمرتبة الــ27 عالمياً في مؤشر تنمية الشباب العالمي 2020، الصادر عن اتحاد الكومنولث هذا العام، وفق ما ذكرت صحيفة "القبس" المحلية.

ونقلت الصحيفة عن المدير العام للهيئة العامة للشباب مشعل الشاهين الربيَّع، قوله إن احتلال الكويت المركز الـ27 عالمياً، متصدرة الدول العربية، يعكس أهداف رؤية "كويت جديدة 2035" المتمثلة في الاستثمار برأس المال البشري وتنميته، وعلى وجه الخصوص رأس المال الشبابي.

وأضاف: "تم إدراج دولة الكويت ضمن فئة الدول الأكثر تنمية للشباب إلى جانب سنغافورة والنرويج وفنلندا وألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان"، موضحاً أن "هذه الجهود ليست وليدة اليوم، وإنما جاءت كنتيجة لجهود متواصلة امتدت على مدى عامين"، مشيراً إلى أن هذه الجهود جاءت بدعم من قبل مجلس الوزراء الكويتي.

وأشار إلى أن هذه الجهود أثمرت عن وضع 6 مشروعات ستنفذ مع المكاتب الأممية في مجالات تحسين مؤشرات الأداء المتعلقة بتنمية الشباب، وتمكين الشابات في ريادة الأعمال، وتعزيز المهارات الرقمية لدى الشباب، وتأهيل الشابات للانخراط بسوق العمل، وتزويد الأطفال بالمهارات الحياتية، وتعزيز الصحة النفسية لدى الأطفال.

وبين أنه تم إدراج هذه المشروعات تحت مظلة السياسة الوطنية للشباب، إلى جانب المشروعات التنموية الأخرى القائمة، منوهاً بأن مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب وافق على تنفيذ هذه المشروعات.
وزارة للشباب.. واستراتيجية إعلامية

ومنذ سنوات طويلة كان هناك اهتمام رسمي بالشباب، واكتمل بتأسيس وزارة الدولة لشؤون الشباب، في 26 يناير 2013، بدعم من أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمرسوم أميري.

ويومها قال الشيخ صباح إن تأسيس هذه الوزارة يأتي "من منطلق اهتمام الدولة بشؤون الشباب، ورسالتها التي تنص على أن تعمل الوزارة على تنسيق وتعاون الجهود الوطنية، وذلك بتشجيع وإطلاق الاستراتيجيات والسياسات والمبادرات والبرامج التكاملية والشمولية لضمان تنمية ومشاركة الشباب المجتمعية، وتمكينهم من القيادة والريادة الإبداعية في دولة الكويت".

وفي عام 2015، صدر مرسوم إنشاء الهيئة العامة للشباب لتحقق الغايات المرجوة من الاهتمام بجميع الأمور المتعلقة برعاية الشباب والعمل.

وآخر الاستراتيجيات التي أطلقتها الوزارة تمثلت بإعلان وزير الدولة لشؤون الشباب في الكويت، عبد الرحمن المطيري، في أبريل 2021، أن وزارة الإعلام ستطلق استراتيجيتها للأعوام الخمسة المقبلة، ما يمكّن من خلق قيادات إعلامية شابة وإعلام مستدام ورائد في صناعة المحتوى.

وأوضح المطيري في تصريحات يومها، أن الاستراتيجية تأتي بتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تطوير الإعلام الرسمي بالبلاد، وتمكين الشباب الكويتيين في شتى المجالات.

وقال الوزير الكويتي: إن "الاستراتيجية ستسعى إلى خلق قيادات إعلامية شبابية مميزة تملك رؤية واضحة بقدرة الإعلام الكويتي الرسمي على تبني خطاب إعلامي يواكب نهضة الدولة ويحافظ على الهوية الوطنية للمجتمع وتنوعه، وإعلاء قيمه الاجتماعية، وينتهج من الدراسات والأبحاث العلمية أساساً له، ويشجع على الإبداع والتنافسية".

وبعد شهر من ذلك الإعلان، وتحديداً في شهر مايو، تم رسمياً إطلاق هذه الاستراتيجية، والتي ترتكز  على تنمية الموارد البشرية بالوزارة بدعم الكوادر والكفاءات والمواهب الإعلامية، إضافة إلى تطوير الخطاب والمحتوى الإعلامي الكويتي المتوازن وتجديده بما يتوافق مع السياق الاجتماعي والثقافي للمجتمع، فضلاً عن تعزيز البنية التحتية للوزارة بتوفير المزيد من التقنيات العالية والأجهزة الحديثة لمواكبة التطورات العالمية في هذا الميدان.
مبادرات ومؤتمرات وجوائز

وتبنت السلطات الكويتية المختصة أكثر من 400 مبادرة ومشروع شبابي، تحوّل أكثر من 30 منها إلى مؤسسات وطنية شبابية قام مؤسسوها بتوظيف العشرات من الشباب.

وخُصصت جائزة الكويت للتميز والإبداع الشبابي، وهي أول جائزة من نوعها في الوطن العربي، لتكريم الشباب الكويتي على إنجازاتهم الإبداعية.

وأقامت الوزارة أيضاً مؤتمر الشباب الخليجي بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، سنوياً، ويعد الأول من نوعه، ويعنى بواقع ومستقبل الشباب، وتفعيل المشاركة الإيجابية للشباب ودورهم البنّاء في خدمة المجتمع وتنميته.

وتستعد السلطات الكويتية، بمناسبة اليوم العالمي للشباب، لإقامة احتفالية، في 18 أغسطس 2021، لتكريم الشباب الذين قدموا إنجازات محلية وإقليمية ودولية في المجالات الثقافية والعلمية والاجتماعية والرياضية والتكنولوجية والعلمية والدينية والصحة، إلى جانب المجالات المتصلة بالبيئة والطاقة وريادة الأعمال، وفقاً لوكالة "كونا".

وأوضحت أن حفل تكريم المنجزين يأتي للسنة الثانية توالياً، بالتوافق مع اليوم العالمي للشباب، مع توقعات بتكريم نحو 200 شاب وشابة.

وتُرجم الاهتمام الكويتي بالشباب بمجموعة من الإنجازات على الصعيدين الإقليمي والعالمي في مجالات مختلفة، والتي كان لها صدىً كبير في العالم العربي، الأمر الذي دفع جامعة الدول العربية إلى اختيار الكويت عاصمة للشباب العربي لسنة 2017.

وفي يناير 2019، أعلنت جهات حكومية مختصة في الكويت انطلاق المشروع الوطني للشباب التابع للديوان الأميري، تحت عنوان "الكويت تفخر" بمشاركة هيئة الشباب، بمشاركة العديد من الجهات والهيئات الحكوميه والجهات الأهلية الخاصة.

كما شهدت الكويت، في نوفمبر 2020، فعاليات الدورة الخامسة لملتقى مبادرات الشباب التطوعية والإنسانية التي نظمها الملتقى الإعلامي العربي (عن بعد) على مدى ثلاثة أيام.